يُتم، اليوم الثلاثاء 10 مايو 2016، الصحفي المعتقل إبراهيم الدراوي 1000 يوم داخل سجون الانقلاب العسكري، وبذلك يكون الدراوي من أوائل من يحطم رقم ألف يوم في سجون السيسي. وإبراهيم الدراوي صحفي من محافظة الشرقية، متزوج وله أربعة أولاد وفتاة، وهو عضو نقابة الصحفيين، ومهتم بالشأن الفلسطيني، ومعروف بصراحته المباشرة، وقوته في كشف الحقائق وما لديه من تحليلات ومعلومات دون أي لبس أو غموض. ويعمل "الدراوي" مديرا لمركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة ، وهو من المتخصصين فى الشأن الفلسطينى منذ فترة طويلة، وتُعتمد تحليلاته وتصريحاته فى عدد من المراكز البحثية والصحف العالمية. ونظرًا لرفض الدراوي للانقلاب العسكري، وإعلانه ذلك صراحة عبر القنوات الفضائية المختلفة، ضاقت سلطات الانقلاب الدموي ذرعا به، وقررت اعتقاله عقب عودته من بيروت، في 16 أغسطس 2013، بعد تسجيله إحدى الحلقات مع مقدم البرامج تامر أمين، الموالي للانقلاب العسكري، في قناة "روتانا مصرية". كيفية اعتقاله وبحسب زوجة الزميل الصحفى إبراهيم الدراوى، فإنه تم إلقاء القبض عليه يوم 16 أغسطس، عقب عودته من بيروت، حيث أجرى هناك العديد من المداخلات التلفزيونية، واشترك فى أكثر من برنامج تلفزيونى على قناة الجزيرة وعدد من القنوات الفضائية. وذكرت أنه فوجئ أثناء خروجه من المطار باتصال هاتفي من جهاز الأمن الوطنى "أمن الدولة"، بتوجيه بعض الأسئلة له، فأخبرهم بأنه على موعد مع برنامج "ساعة مصرية" على قناة "روتانا مصرية" مع تامر أمين، وبالفعل أجرى اللقاء، وبعده اتصل به شقيقه للاطمئنان عليه، وبعدها انقطع الاتصال تماما، وقد حاول إبراهيم إخبار نقيب الصحفيين وبعض أعضاء المجلس، إلا أن كل من اتصل بهم لم يردوا على هاتفه، وعلمت الأسرة بالقبض عليه من خلال خبر أذيع بإحدى القنوات، وفى الوقت نفسه اتصل بهم الزميل قطب العربى، وأخبرهم بأنه كان متابعا لإبراهيم فى نيابة شرق القاهرة، وكان بصحبته الزميلان الصحفيان سليم عزوز وهشام يونس، ولم يسمح لأسرته بالتواصل مع إبراهيم فى النيابة أو معرفة مكان حبسه. وقد وجهت النيابة للصحفى إبراهيم الدراوى تهمة التخابر لصالح جهة أجنبية، وحددوا حركة حماس، وأنكر الدراوى الاتهامات الموجهة إليه. وبالرغم من أن الدراوي صحفي مختص بالشأن الفلسطيني، وله حلقات مسجلة عن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، إلا أن سلطات الانقلاب العسكري وجهت له تهمة التخابر مع حركة حماس الفلسطينية. يدافع عن قضية عادلة وفي تصريحات صحفية، قالت رضا جمال، زوجة الدراوي: إن زوجها يدافع عن قضية عادلة تتعلق بحريات وحقوق الشعب المصري؛ الذي ثار على الظلم والفساد في ثورة 25 يناير. وقالت زوجته: "الدراوي كان رجلا مهذبا، وعند حسن ظن الجميع، ومتقنا لعمله، وعمل على إنجاح جميع المؤتمرات الخاصة بنقابة الصحفيين"، مشيرة إلى أن "أصحابه من جميع تيارات المجتمع السياسي، من السلفيين والإخوان والليبراليين واليساريين والشيوعيين، ولم يكن ينتمي لفصيل أو حزب بعينه". وأضافت أن "انتماءه كان للخبر فقط، وكان يدافع عن مكتسبات المصريين ورئيسهم المنتخب محمد مرسي". تعذيب وإهمال طبي وفي تصريحات أخرى، كشفت "رضا جمال" عن تعرض زوجها الصحفي المعتقل "إبراهيم الدراوي" للتعذيب البدني والنفسي داخل محبسه بسجن ملحق المزرعة بطرة، على يد سلطات الانقلاب. وقالت زوجة الدراوي، إن زوجها يعاني من ضغط شديد عليه، وتم منع دخول أية أطعمة له في الزيارة، في حين أنه أيضا ممنوع من شراء أي شيء من "كانتين" السجن سوى وجبتين فقط في الأسبوع. وأضافت أن "الدراوي" قد تعرض أيضا من قبل لعدد من الانتهاكات، من بينها الاعتداء عليه بالضرب إبان تواجده في سجن العقرب، ومنعه من العلاج وإجراء الفحوص والتحاليل الطبية. يذكر أن "الدراوي" تعرض لهذه التضييقات الأخيرة منذ أن ظهر في إحدى جلسات محاكمته مكمما فمه، وكتب على ملابسه كلمة "صحفي"، في إشارة إلى أن الصحافة محرومة من ممارسة مهامها، وأن أصحاب الأقلام ملقى بهم في السجون باتهامات ملفقة. الدراوي: اثبتوا ولا تخشوا الانقلاب وفي رسالة مسربة، الشهر الماضي، من داخل محبسه في "ليمان طرة"، وجه الصحفي إبراهيم الدرواي رسالة إلى أهله وذويه وجميع الثوار، يطالبهم فيها بالثبات على الحق والوقوف في وجه الظلم، مشددا على أن الحرية لا تقبل التجزئة، وأن القيود التي تكبل شخصا واحدا قد تكبل وطنا بأكمله، لذلك يجب على المدافعين عن الحق أن يكونوا صامدين وثابتين. وجاءت رسالته من السجن مؤخرا كالتالي: "إلى زملائى أبناء مهنتى العظيمة: أقول لكم من محبسي وحولي الآلاف من السجناء: انصروا الحق ودوروا معه حيث دار، ولا تخشوا بطش الظلم والطغيان، فدولة الظلم ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة.. اعلموا أن المدافعين عن الحق والحرية باقون ثابتون صامدون ولو علقوا على المشانق أو غيبوا وراء القضبان.. أقول لكم: لا بد أن ننصر الحق، وبذلك نكون قد أدينا واجبنا أمام الله أولا، وأمام مجتمعنا وأمتنا ومصرنا الحبيبة ثانيا؛ لأن الحرية كما يقول مانديلا: لا تقبل التجزئة، ولأن القيود التى تكبل شخصا واحدا تكبل أبناء وطني جميعا."