أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، اليوم الخميس، عن عدم ترشحه لمنصب رئيس الحزب في المؤتمر الاستثنائي الذي دعا إليه حزب العدالة والتنمية في وقت سابق، وهو ما يعني خسارته تلقائيا لمنصبه كرئيس للوزراء؛ لأن النظام الداخلي للحزب ينص على أن يتولى رئيس الحزب رئاسة الحكومة. وردَّ أوغلو- خلال كلمته- على الشائعات التي تزعم بتأثر العلاقة بينه وبين الرئيس رجب طيب أردوغان، مؤكدا أن علاقته برئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان علاقة أخوية وصداقة لن يفرط بها، وأنه لم ولن يتفوّه بكلمة واحدة ضد رئيس الجمهورية، ولن يسمح لأحد بأن يستغل هذه المسألة لاختلاق الافتراءات، وقال: "شرف رئيسنا هو شرفي، وشرف عائلته هو شرف عائلتي". وأضاف باللغة العربية (الرفيق قبل الطريق)، وشرح أهمية رفاق هذا الطريق السياسي، حيث استشار أصدقاءه بمن فيهم أردوغان، وأعلن قرار عدم ترشحه، "لن أكسر قلبه أو أجرح رفيق دربي.. ومن أجل الحزب اتخذت هذا القرار". وأشار أوغلو إلى أن فترة رئاسته للوزراء كانت مرحلة حساسة وصعبة جدا، اتخذ خلالها الكثير من القرارات المناسبة في الوقت المناسب. لافتا إلى أن قدر تركيا ليس محدودا داخل حدودها، بل هو ممتد على مساحة جغرافيا المنطقة كلها. وقال: "قمنا بقيادة الحزب حتى الوصول للانتخابات المبكرة واستطعنا الحصول على نتائج طيبة بفضل الله، والمؤشرات الاقتصادية في تركيا تدل على نجاحنا وتحقيقنا إنجازات كبيرة". وأضاف: "أقول للجميع: إن الاستقرار الاقتصادي والسياسي سيستمر في هذا البلد، وأطمئن جميع المستثمرين"، مؤكدا "سنحافظ على حقوق الشعوب التي تعيش في هذه الجغرافيا دولة دولة، وقدرهم مرتبط ارتباطا وثيقا بقدر تركيا.. علينا أن نعطي أهمية كبيرة للجان الشبابية في الحزب لأنهم مستقبل الحزب والدولة". وأضاف "لن أسمح لأي أحد بأن يضر الدولة أو الحزب.. لن أفضل مصلحتي على مصلحة الدولة أو مصلحة الحزب، ولن أسمح لأحد بالمساس بقيم ومبادئ حزب العدالة والتنمية"، مطالبا من الجميع بأن يسامحوه إن أخطأ بحقهم، كما دعا رفاقه في حزب العدالة والتنمية إلى تجنب أي شقاق. وأوضح أنه واجه مشكلات خلال رئاسته لمجلس الوزراء، منها الأزمة السورية والأحداث الإرهابية التي تعرضوا لها، مؤكدا أن تركيا تعيش في استقرار سياسي واقتصادي منذ 13 عاماً، وبعد 7 يونيو الماضي بدأنا محاسبة أنفسنا، وراجعنا برامجنا في الحزب، وللأسف هناك من عارضنا والجميع يعلم ما قمنا به لصالح تركيا في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد. وتابع "حاربتنا كل المنظمات الإرهابية، والحمد لله فإننا لم نتراجع في كفاحنا ضد الإرهاب.. سافرت لكل مناطق تركيا خلال الانتخابات، ولم أتخلف عن تنفيذ أي وعد قطعته، ونجحنا وحققنا قفزات نوعية، ونفذنا كل ما وعدنا به في الانتخابات، وقمنا بالواجب بشأن صياغة دستور جديد للبلاد، رغم امتناع أحزاب بالمعارضة عن التعاون معنا". وختم حديثه بالقول: "قلت في السابق إنه لا غالب إلا الله، وأقول اليوم توكلت على الله".