الأسوأ لم يأتِ بعد، تلك هي الحقيقة التى يعرفها السيسي جيدا عبر حزمة من الدراسات المحلية والأجنبية التى توقفت طويلا أمام الواقع الاقتصادي المنهار ولم تجد بداً من أن تعترف أن الخراب المالي أعجز العسكر على الرغم من تدفق الدعم الخليجي المرهون بتنازلات لا حصر لها، وبات السقوط المدوي مسألة وقت فقط. الخبير الاقتصادي د.عماد مهنا كشف عن حقيقة ما يدور فى كواليس الدولار بعلم قائد الانقلاب مكتوف الأيدي وعاجزا على أن يحرك ساكنا مكتفيا بمراقبة الأزمة تتفاقم والمسكنات لا تأتي بجديد، مشيرًا إلى أن الأزمة الحقيقية لم تعد فى رفع الاحتياطي بل فى استيراد 75% من الاحتياجات الأساسية، و56% من الغذاء. ولأن كشف المستور كان عبر فضائيات الدولة العميقة ومن خلال برنامج الإعلامي المثير للجدل محمد الغيطي، كان الواقع أكثر إيلاما ولا يقبل التأويلات الهزلية ودعوات المؤامرات الكونية، وهو ما دفع مهنا ليؤكد أن دولة تعرف جيدا قبل نحو عام أن قيمة الدولار الحقيقية الآن 12 جنيها. واعترف الخبير الاقتصادي أن الدراسة المحلية التى أجرها البنك المركزي حددت سعر الدولار بين 12 و14 جنيها، بينما الدراسة الأمريكية التى جرت فى واشنطن بطلب من الإدارة المالية فى مصر وضعت قيمة العملة الخضراء بين 14 و16 جنيها. وشدد على أن تلك الدراسات المحلية والأجنبية التى رصدت الواقع المنهار علم بها جيدا محافظ البنك المركزي السابق هشام رامز، ويدرك فحواها قائد الانقلاب السيسي منذ قرابة 8 شهور، وكلاهما محفوظ فى البنك المركزي، وجاء التعقيب الدولي على مسكنات حكومة العواجيز "أنتم تجاملون الجنيه". وتخطي الدولار حاجز ال11 جنيها فى السوق الموازية للمرة الأولي فى تاريخ مصر خلال الشهر الجاري ليعكس انهيار العملة المحلية، بينما تمسك البنك المركزي بتثبيت السعر عن حدود ال 8 جنيها من أجل حفظ ماء وجه النظام، ليخدر المشهد مؤقتا قبل الانفجار المرتقب.