سخر الدكتور حازم حسني، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، من مقال للكاتب الصحفي "حمدي رزق"؛ أشاد فيه بإيرادات قناة السويس بعد حساب نسبة الارتفاع فيها بالجنيه المصري وليس بالدولار. وقال "حسني" في تدوينة: في سنة 1954 خرج إلى الوجود كتاب مشهور يعرفه كل الإحصائيين هو "كيف تكذب بالإحصاء" أو "كيف تكذب بالإحصائيات" (العنوان يحتمل الترجمتين) لمؤلفه داريل هَف، وقبل صدور هذا الكتاب بعقود طويلة كتب الروائي الأسكتلندي أندرو لانج يقول إن البعض يستخدم الإحصاء كما يستخدم السكارى أعمدة النور لتساعدهم على الوقوف وهم يترنحون، فتمنعهم من السقوط، لا كمصدر للتنوير ورؤية الطريق.. تذكرت هذه العبارة البليغة لأندرو لانج وأنا أقرأ عمود حمدي رزق هذا الصباح؛ إذ أخذ يحتفل بإنجازات النظام التي تخرس ألسنة الجميع بعد أن أعلن رئيس هيئة قناة السويس أرقامًا حقيقية لا مجال للتشكيك فيها تثبت أن حصيلة رسوم عبور القناة قد زادت- بعد التفريعة طبعًا- بأكثر من مليار جنيه دخلت الخزينة العامة للدولة، ومن ثم فلا مجال للتشكيك فيها.
وأضاف: اتهم سيادته كل من تحدث عن انعدام الجدوى الاقتصادية لمشروع التفريعة بأنه "إخوان"، عفريت العلبة الذى يخيفون به شعبًا ما زال قسم عظيم منه يمر بمرحلة مراهقة متأخرة بعد أن بلغ من العمر قرونًا طويلة!.. اتهمهم بأن في قلوبهم مرضًا، وأنهم لا يرغبون إلا في تأليب الشعب على الرئيس بالحديث عن مشاريعه الفاشلة!.. لكن الحمد لله، فربك رب قلوب، ونصر عبده المؤمن عبد الفتاح السيسي، ورد كيد الكائدين في نحورهم، بأن حققت القناة مليارًا ومئة وخمسين مليونًا من الجنيهات زيادة في الإيرادات.
واستدرك: الفاشلون الذين يكذبون بالإحصاءات، ويلوذون بها كما يلوذ السكارى المترنحون بأعمدة النور لتحميهم من السقوط، ليس لديهم ما يمنع من إهدار الحقائق ما دام ذلك يساندهم ويحميهم من الوقوع على الأرض!.. الحقيقة التي يعرفها أهل الاتزان من غير السكارى إنما تقول إن كل مليار دولار كانت تحققه القناة بسعر خمسة جنيهات للدولار كانت تدخل للخزانة العامة خمسة مليارات جنيه، وإن نفس هذا المليار من الدولارات يقابله عشرة مليارات جنيه عندما يكون الدولار بعشرة جنيهات!.
هذه الزيادة بالجنيه في إيرادات القناة تعبر عن نجاح لا يراه إلا السكارى الذين يترنحون وكل منهم يدعى أنه "جدع"؛ أما غيرهم من "الفايقين" فيعرف أن هذه الزيادة هى زيادة وهمية نتيجة انخفاض حاد فى قيمة الجنيه.
وأنهى كلامه قائلًا: السيد حمدى رزق يطالب رئيس الهيئة بعقد مؤتمر عالمي- خلوا بالكم من حكاية عالمي دي- يعلن فيه من على شاطئ القناة هذا الإنجاز الذي لا يملك أحد إنكاره ! ... ما بلاش فضايح يا عم حمدى وخليها مستورة، مصر مش ناقصة فضايح، وعندها منها كتير، بس اللى يشترى منكم بضاعتكم ويدى ودنه لنشاز ما تعزفون فى أوركسترا القاهرة للاستهبال السيمفونى ! ... كانوا اشتروا منكم سيمفونية متعلقات ريجينى التى عثرتم عليها مع عصابة الخمسة "بالصدفة" ! ... مصيبة لتكونو مصدقين نفسكم".