قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن الثقافة بمصر التي يمثلها أشباه عبدالله السناوي كانت ترى مصر على الحافة، تصارع خطر السقوط، وتواجه مصيرًا مؤلمًا، ثم بعد تصعيدها للقاء قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي وتبسم الزمان، وأنعم عليه بلقاء الزعيم، تزحزحت مصر ونأت عن الخطر، وانتقلت من الحافة إلى مكان دافئ ومستقر، قائلا: "أظن أن القاع دائمًا أكثر استقرارًا ودفئًا". وأضاف قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الخميس- "أن حرارة لقاء السيسي أنست أمثال عبدالله السناوي، الناصري القديم، بعد أن ذاق السناوي حلاوة الوصل، بات أداء السيسي من أروع الأداءات، وفاضت حكمته وسعة صدره، حتى تفوق على كريمة مختار وأمينة رزق في أداء دور الأم الحنون الصابرة التي لا تضيق بالنقد، ولا تضج بمشاكسات الأولاد "المثقفين" الذين التقوه وحاوروه". وأوضح أن هؤلاء الذين يدعو الناصرية أخرجهم لقاء السيسي من جلبابهم المزعوم، فنسوا أن يسأل الجنرال عن هذا اللهيب المنبعث من علاقاته غير المشروعة، سرًّا وعلنًا، مع العدو الصهيوني في مخدع التطبيع، وخارجه، ولم يتذكروا انفراد الأوساط الصهيونية بنشر غسيل العلاقة مع السيسي، على نحو بات يحرج مثقفي حظيرته، من بقايا الناصريين والقوميين. وقال قنديل: إن حرارة اللقاء مع "الزعيم الملهم" الذي كان أمثال السناوي يتحدثون عن البحث عن بديلٍ له، في ظل إخفاقاته وتعثراته وبلادته، جعلت الصحفي القديم أكثر شبقًا للمداخلات التلفزيونية، ناطقًا باسم "الحظيرة" ليعلن أن الصحفيين المصريين المعارضين للسيسي في الخارج ينشدون العودة، أسوة بذلك المراسل التلفزيوني الذي تسلل إلى المنابر الإعلامية المنطلقة من اسطنبول، ثم خرج متقمصًا شخصية الابن الضال العاق لوالدته مصر، طالبًا العفو والسماح له بالعودة إلى حضن الوطن، رأفة بمرضه السرطاني". وكشف عن أن السناوي تطوع ليدعي أن كثيرين يريدون العودة، مثل طارق عبدالجابر، أو "مسحول اسطنبول" الذي يذكرك السيناريو الركيك لقصة توبته وعودته بسيناريو "مسحول أحداث الاتحادية" الذي أبكى مصر حين تعرّى كيوم ولدته أمه، ودفعنا إلى مطالبة الرئيس محمد مرسي بإقالة وزير داخليته وإلا فشرعيته تسقط، ثم اكتشف الجميع أن ظهوره هكذا ضمن أحداث سيناريو الثورة المضادة. وتحدى قنديل عبدالله السناوي أن يذكر اسمًا واحدًا من الصحفيين المصريين في الخارج يفكر في اقتراف خطيئة استرحام سلطات نظامٍ قاتل، سارق لسلطة، قائلا: "لقد تدحرجت الرواية الكذوب عن "العائدين من معارضة الانقلاب" على استحياء، في بدايات طرح فيلم "48 أسبوعًا في اسطنبول"، بطولة المراسل المتيم بالمخابرات، ثم بان من خلال حكايات السناوي عن لقاء أبناء الحظيرة مع الجنرال أنها عبوة ناسفة، يزرعها النظام تحت أقدام الصحفيين في الخارج لاستدراج بعضهم، في إطار مشروعٍ للاختراق والاحتواء، صاغته عقول بعض أبناء النظام الأوفياء". واختتم مقاله قائلا: "وبصفتي أحد الذين يزعم الزميل العزيز أنهم يفكرون في الرجوع، فإني أطالبه، من باب التحلي بالقيم والأخلاقيات المهنية، بأن يكشف عما لديه من أسماء تقف على أبواب الحظيرة، وتستأذن "الكلّافين" القدامى والجدد في الدخول، والتوبة والاستغفار، حتى نعرف كم "طارق عبدالجابر" بيننا تستهويه دراما "حمادة المسحول"، ويبحث عن موطئ قدم آمن تحت سقف حظيرة الثقافة والإعلام في مصر السيسية".