بين مطرقة الجيش الذي يقتل بلا هوادة، وسندان الجماعات المسلحة التي تزداد قوة يوما بعد يوم، تواصل سيناء نزيف الدماء. وبحسب تقرير متلفز لقناة "الشرق"، اليوم الأحد، يعلن الجيش المصري مقتل 5، وصفهم بالإرهابيين التابعين لتنظيم ولاية سيناء، في حين يقول أهالي سيناء إن الجثث الخمس هي لأهالي سيناء، وليس لهم علاقة بالإرهاب. بين الشهداء رجل أصم وطفل في عمر ال16 عاما يدعى عبد الرحمن فايز، اعتقلته قوات الجيش ثم قامت بتصفيته. صراع إعلامي علاوة على الصراع المسلح على الأرض، حيث تم قتل اثنين من قوات الأمن ومسعف في هجوم بمنطقة شمال سيناء. عبوة ناسفة تم زرعها على إحدى الطرق، انفجرت بمركبة جنوب مدينة الشيخ زويد، وبعدها أطلق مسلحون الرصاص على سيارة إسعاف كانت تنقل اثنين من قوات الأمن أصيبا في التفجير، ما أسفر عن مقتلهما وأحد المسعفين. حالة من الغضب والاستياء تعم أهالي شرق مدينة سيناء وشمالها، وتحديدا بمناطق الحدود في مدن الشيخ زويد ورفح، بعدما عاد الجيش لمواصلة عملياته التي تشمل مواقع مدنية، ولا تخلو عمليات الجيش بمناطق شمال وشرق سيناء من تجريف متعمد لمناطق ومزارع الزيتون، والتي تعد مصدر الرزق الوحيد لأصحابها من أبناء قبائل المنطقة، الذين يعانون منذ نحو ثلاثة أعوام من تبعات العمليات العسكرية ضد تنظيم ولاية سيناء. وتتعدى حالة الغضب من الأهالي إلى الجنود وصغار الضباط العاملين في سيناء؛ لأن الإجراءات الأمنية المتبعة تقدم أرواحهم على طبق من ذهب إلى المجموعات المسلحة، حين تداول نشطاء صورا للجنود وهم ينقلون طعامهم على أكتافهم لمسافات طويلة، يكونون فيها عرضة للتصفية، وهذا ما تكرر حدوثه. وتبقى سيناء بين معادلة السيسي، قائد الانقلاب، لإطالة عمر بقائه في السلطة، ليشيع فيها الإرهاب الذي يدعي أنه يحاربه، وتعاونه في ذلك الاستخبارات الإسرائيلية، التي اعترف قادتها أن السيسي على تواصل لا ينقطع مع رئيس وزراء ورئيس أركان العدو، ليشكل تهديدا للأمن القومي المصري على المديين القريب والبعيد على حد سواء.