حالة من الانهيار غير المسبوق الذى يسيطر على الدولة المصرية منذ استيلاء العسكر على السلطة، انعكس بشكل مباشر على الأوضاع المعيشية المتردية فى ظل انشطار مجتمعي حاد فرضه الانقلاب من أجل ترسيخ أركان دولته على حساب اللحمة الوطنية ممارسا تمييزا عنصريا فجا لم تعرفه مصر عبر تاريخها الطويل، فضلا عن حصار المواطنين بالأعباء المادية وغلاء الأسعار ورفع الدعم وزيادة الضرائب، فى مشهد قائم ذو خلفية فاشية تمارس فيها السلطة سياسة كبت الحريات وتكميم الأفواه فى أقبح صورها. الجنسية مقابل الحرية كان الشعار الذى صاحب اعتقال المناهضين لحكم العسكر بصورة عشوائية وامتلاء سجون السيسي بعشرات الألاف من المصريين دون اتهامات حقيقية وعبر مسارات تقاضي تفتقر إلى العدالة، مع استهداف الصحفيين وأصحاب الرأي بصورة وحشية وضعت مصر فى المرتبة الثانية عالميا خلف الصين فى حبس الإعلاميين، بحثا عن حجب فاشية السلطة والتعتيم على انهيار الدولة واستنساخ دولة الصوت الواحد.
إلا أنه مع سيطرت الخراب على كافة مفاصل الدولة وانهيار الاقتصاد وارتفاع الدولار لنحو غير مسبوق ينذر بإفلاس على الأبواب، وتفشي القبضة الأمنية باستعداء كافة عناصر الوطن فى مسلسل روتيني كان الآطباء أحدث حلقاته، دشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج #تتنازل_عن_الجنسيه_مقابل من أجل التأكيد على حجم المرار الذى يحاصر الشعب تحت حكم البيادة.
ردود أفعال النشطاء تباينت فى التعاطي مع الهاشتاج الذى قفز إلى صدارة التريندات فى ساعات قليلة، حيث أكد قطاع كبير أن التمسك بتراب الوطن أمر لا يقبل المزاح أو الهزل حتى وإن بلغ ظلم العسكر مداه، مشددين على ضرورة الدفاع عن الحق فى الحرية والتخلص من فاشية الانقلاب، فيما اعتبر البعض أن الهاشتاج محصلة حتمية للحالة التى وصل إليها الوطن واعتبروا أن التنازل عن الجنسية أو التمسك بها لن يغير من الواقع فى شئ خاصة وأن المصري يشعر بالغربة داخل وطنه.
ونهج عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي التعامل مع الهاشتاج على نحو ساخر لا يخلو من المرارة محصلته الإجمالية التأكيد على حب الوطن وإن جار على أهله ورفض فاشية العسكر والدعوة إلى الثورة على السيسي وعصابته.