صرح الدكتور محمد بهاء الدين، وزير الموارد المائية والرى، بأن فيضانات هذا العام جاءت مبشرة بالخير لأبناء مصر، ووصل منسوب المياه اليوم إلى 174,22 مترا، مؤكدا أنه في حالة وصول المنسوب إلى 175 مترا تستوعب البحيرة بذلك 41 مليار متر مكعب كطوارئ. ولفت سيادته النظر إلى أنه تم الاستعداد الجيد والمبكر لفيضان هذا العام، حيث إنه فى حالة وصول المنسوب إلى 181 مترا يتم تصريف المياه من خلال مفيض السد العالى، والذى يضم 30 فتحة مزودة بالبوابات، وإذا زاد عن ذلك يتم فتح مفيض توشكى، والذى توجه كميات المياه فيه للزراعات الشاطئية، حتى لا يتسبب ذلك فى غرق بعض المناطق مثل الدلتا. جاء ذلك خلال الزيارة التى قام بها وزير الموارد المائية والرى لتفقد وافتتاح عدد من المشروعات التنموية، والتى رافقه فيها محافظ أسوان مصطفى السيد ولفيف من المسؤلين بوزارة الرى. وأكد الوزير أنه يوجد احتياطى من المياه خلف السد العالى يكفى لاحتياجات مصر من المياه وأيضا للسودان لمدة مائة عام قادمة، وخاصة أنه يعتبر من أعظم السدود التى تكفى لوجود احتياطى بها يصل إلى 162 مليار متر مكعب، وهى السعة الكلية للسد. وأضاف، أنه بالنسبة إلى اتفاقيات دول حوض النيل فقد أعلن وزير الموارد المائية والرى، أننا لا ننكر حق دول حوض النيل فى التنمية، ولسنا ضد أى مشروع طالما لا يؤثر سلبا على حصة مصر المائية، والتى تصل إلى 55.5 مليار متر مكعب سنويا، وأنه لا يوجد أي خلاف بيننا وبين دول حوض النيل، ونحن نسعى أيضا على استمرار التعاون وتعميق العلاقات مع دول حوض النيل. وأشار إلى أن وجود الدكتور هشام قنديل ابن وزارة الري ورئيس الحكومة المصرية سيساهم بقوة فى تنمية التعاون مع دول حوض النيل. وقال: إن الرئيس محمد مرسى أكد خلال المؤتمر الذى عقد مؤخرا فى إثيوبيا على أن هناك الكثير من الخبرات المصرية التي يمكن الاستعانة بها لتطوير العلاقات مع دول حوض النيل وليس هناك مانع من استقبال أى وفود لتزويدها بالخبرات المصرية لدعم هذه العلاقات، لأننا جميعا نتقاسم نهر واحد ونسعى جاهدين لترشيد المياه والحد من تلوثها حتى تستفيد بها الأجيال الحالية والقادمة منها. ودعا الوزير، خلال زيارته لأسوان، لضرورة تكاتف كافة الجهود الشعبية مع الجهود التنفيذية، ونحن فى ظل حكومة جديدة من أجل الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة والنهوض بالاقتصاد المصرى وعبور هذه المرحلة التى تمر بها البلاد. وصرح الدكتور محمد بهاء الدين وزير الرى بأنه جارى حاليا تثبيت نحو 50% من العاملين المؤقتين بمختلف الإدارات التابعة للوزارة بمحافظات الجمهورية، وسيتم استكمال ال50% المتبقية حتى الأول من يوليو العام القادم. وخلال زيارته التى شملت تفقد جسم السد العالى وخزان أسوان، حيث قام أيضا بتفقد البوابات الخاصة بالخزان، حيث إن منسوب المياه الموجود خلف جسم الخزان يصل إلى 110 أمتار فى حين المنصرف منه 86 مترا، وأعلن الوزير أن الوزارة اعتمدت 350 مليون جنيه لإعادة تأهيل وصيانة جسم خزان أسوان والبوابات الملحقة به وبزيادة العمر الافتراضي له ل70 عاما قادما، حيث أشار الوزير إلى أن أعمال الصيانة ستشمل تجديد مداخل وبوابات الخزان وأعمال المرشمة. ونفى وزير الرى أن يكون العمر الافتراضى لخزان أسوان انتهى، وذلك ردا على ما نشر فى إحدى الصحف بأن عمر الخزان مضى عليه أكثر من 110 عاما. وأكد أن أعمال الصيانة والتجديد التى ستبدأ قبل نهاية العام الحالى ستساهم بشكل مباشر فى زيادة العمر الافتراضى لجسم الخزان ليؤدى دوره على الوجه الأكمل. وأكد الوزير أيضا أنه سيتم تنشيط الاستثمارات خلال الفترة القادمة داخل مشروع توشكى لتحقيق الاستغلال الأمثل من هذا المشروع القومى، بجانب أنه سيكون هناك فرصة كبيرة لصغار المنتفعين لخلق فرص عمل جديدة للشباب. وتفقد الوزير والمحافظ الأعمال الجارية بالمتحف الوثائقى لخزان أسوان والسد العالى الذى يجرى العمل به منذ عام 2007، ويقام على مساحة 146 ألف متر مربع على الطراز المعمارى الأسوانى، ليتناسب مع البيئة الأسوانية بتكلفة تصل لحوالى 84 مليون جنيه، ومن المقرر انتهاء الأعمال به خلال شهرين، حيث سيخصص لضم مقتنيات وزارة الرى والسد العالى وخزان أسوان، ويتكون المتحف من دورين ويضم مسطحات خضراء وكافتريا وقاعات اجتماعات ومجهز بوحدة بأحدث وحدة إطفاء للطوارئ، حيث سيتم استقبال الزائرين للمتحف بعد تشغيله فى الفترتين الصباحية والمسائية، وخاصة أنه مزود بوحدة إضاءة حديثة بجانب أن هناك أماكن مخصصة للزائرين من ذوى الاحتياجات الخاصة.