شهدت ثورة 25 يناير 2011 العديد من الوقفات الاحتجاجية والمليونيات، استجابة لتبض ميدان التحرير ايقونة الثورة، وذلك احتجاجا على الأوضاع التي مرت وتمر بها البلاد تحت الحكم العسكري، مروراً بقرارات المجلس العسكري، الذى ادعى قادته طويلا أنهم قد حموا الثورة، إلا أن تلك الأقاويل تلاشت عقب شهادة المشير طنطاوى، التى أنقذت رقبة المخلوع مبارك من الإعدام، وجاء انقلاب السيسي في 3 يوليو 2013 ليؤكد أن العسكر سرقوا الثورة وقتلوا المتظاهرين. وخلال ثمانية عشر يوما في 2011 اشتعلت ميادين مصر بمظاهرات مليونية، استطاعت أن تسقط رئيسا قمع المصريين على مدى ثلاثين عاما، فاحتفل المصريون بتنحي مبارك في «جمعة النصر»، لكن الستار لم يُسدل على المليونيات بعد التنحي. فقد ظلت ميادين التحرير شاهدة على مليونية وراء مليونية، ارتهنت بتطورات الأحداث ولعبت دور أداة ضغط على المجلس العسكري، لتنفيذ المطالب التي نادت بها ثورة 25 يناير.
مليونيات ما بعد 11 فبراير 2011 لم تجسد وحدة الشعب المصري كسابقاتها، بل انقسم الثوار والقوى السياسية بين مشارك وممتنع، فيما رفض كثيرون المليونيات داعين إلى الهدوء وإعطاء فرصة للسلطة لتحقيق أهداف الثورة وتوفير الاستقرار.
والآن يطرح السؤال نفسه: هل تعود المليونيات بعد 3 سنوات من الانقلاب.. أم تظل «الثورة» أسيرة في سجون الانقلاب؟
وما بين حاشدة وضعيفة، شهدت مصر حوالي 40 مليونية، طيلة ما يقترب من عام ونصف العام، منذ اندلاع ثورة 25 يناير حتى انتخاب الرئيس محمد مرسي، ومن أبرزها:
1 الجمعة 28 يناير ( جمعة الغضب )
2 الثلاثاء 1 فبراير ( المليونية الأولى )
3 الجمعة 4 فبراير ( جمعة الرحيل )
4 الجمعة 11 فبراير ( الحسم ، الزحف ، التحدي )
5 الجمعة 18 فبراير ( جمعة النصر ، الانتصار والاستمرار)
6 الجمعة 25 فبراير ( جمعة التطهير ، الخلاص والمحاكمة)
7 الجمعة 4 مارس ( جمعة الإصرار )
8 الجمعة 11 مارس ( جمعة الوحدة الوطنية )
9 الجمعة 18 مارس ( جمعة الرفض ) لرفض تعديل الدستور
10 الجمعة 25 مارس ( جمعة التطهير ) للاحتجاج على قانون تجريم الاعتصامات
11 الجمعة 1 أبريل ( جمعة إنقاذ الثورة )
12 الجمعة 8 أبريل ( جمعة التطهير والمحاكمة )
13 الجمعة 15 أبريل ( جمعة هدوء )
14 الجمعة 22 أبريل ( جمعة النصر )
15 الجمعة 29 أبريل ( جمعة مظاهرة لالتلاف دعم المسلمين الجدد عن كاميليا ، الغضب بسوريا)
16 الجمعة 6 مايو ( جمعة الوحدة الوطنية والتغيير )
17 الجمعة 13 مايو ( جمعة الوحده والقضية الفلسطينية )
18 الجمعة 20 مايو ( جمعة رفض التصالح )
19 الجمعة 27 مايو ( جمعة ثورة الغضب الثانية )
20 الجمعة 4 يونيو
21 الجمعة 18 يونيو ( دعوات لمليونية اللحى - دعوات ساخرة)
22 الجمعة 1 يوليو ( جمعة الوفاء للشهداء ، القصاص )
23 الجمعة 8 يوليو ( جمعة الثورة أولا )
24 الجمعة 15 يوليو ( جمعة الإنذار الأخير )
25 الجمعة 22 يوليو ( جمعة الحسم )
26 الجمعة 29 يوليو ( جمعة الإرادة الشعبية ، توحيد الصف ، لم الشمل)
27 الجمعة 5 أغسطس
28 الجمعة 12 أغسطس ( جمعة في حب مصر )
29 الجمعة 19 أغسطس ( جمعة القصاص للشهداء )
30 الجمعة 26 أغسطس ( جمعة طرد السفير )
31 الجمعة 9 سبتمبر ( جمعة تصحيح المسار )
32 الجمعة 16 سبتمبر ( جمعة لا للطوارئ ، الصمت الرهيب )
33 الجمعة 30 سبتمبر ( جمعة استرداد الثورة )
34 الجمعة 7 أكتوبر ( جمعة السيادة للشعب ، عودوا لثكناتكم)
35 الجمعة 14 أكتوبر
36 الجمعة 21 أكتوبر ( جمعة تحديد المصير )
37 الجمعة 28 أكتوبر ( جمعة المطلب الواحد )
38 الجمعة 18 نوفمبر ( تسليم السلطة )
39 الجمعة 25 نوفمبر ( جمعة إنقاذ الأقصى ، جمعة الفرصة الاخيرة )
40 الجمعة 2 ديسمبر ( جمعة حق الشهداء )
41 الجمعة 9 ديسمبر ( جمعة حراسة الثورة )
42 الجمعة 23 ديسمبر ( جمعة رد الشرف ، جمعة الحرائر )
43 الجمعة 30 ديسمبر ( جمعة لم الشمل )
أهداف ووسائل
وبالبحث والتحليل لمعرفة مدى النجاح والأخطاء التي وقعت فيها مليونيات الثورة، وتأثيراتها سواء السلبية أو الإيجابية على مطلب الثورة الذي لم يتحقق بعد "الشعب يريد إسقاط النظام"، نجد أن القوى السياسية والثورية عندما تختلف فإنها تختلف في الغايات والأهداف وليس الوسائل، ومن ثم حدث الانشقاق بين القوى السياسية، مما أثر سلبيا على عملية استكمال الثورة، وتسبب في الانقلاب الأخير.
وبرى خبراء أن عدم توحد القوى السياسية والثورية أدى إلى فشل كثير من هذه المليونيات، بل وتحقيق خسائر مادية متمثلة في زيادة درجة العنف من قبل العسكر، ووقوع الكثير من الإصابات في صفوف المتظاهرين.
بعض المليونيات فقدت جدواها وفائدتها، وأثارت الجدل حولها ومواجهتها بالانتقاد، إضافة إلى اختيار بعض القوى السياسية والثورية مسار خاص بعيداً عن الميدان، أفقدهم الطريق الصحيح للتعبير عن مطالبهم بصورة صحيحة، وتحقيق أهدافهم في التحول الديمقراطي، وكان من أسباب فشل هذه المليونيات وفي النهاية مهد للانقلاب.
ويسجل التاريخ للشيخ "حازم صلاح أبو إسماعيل"، أن طلب من المتظاهرين بميدان التحرير عدم مغادرة الميدان حتى رحيل المجلس العسكرى من الحياة السياسية تماما، وقال أبو اسماعيل:" أبرئ نفسى من أن ينفض الميدان دون زوال المجلس العسكرى".
وشدد على خطر :"التفاوض مع المجلس العسكرى فى الغرف المغلقة"، وأنه :"إذا كان هناك تفاوض سيكون أمام الجميع فى الميدان". وأخيرًا الحديث عن ثورة 25 يناير في عامها الخامس، يتطلب إعادة تقييم وفهم مخططات ومؤامرات العسكر خلال الخمس سنوات الماضية، إذ ليس المطلوب إعادة تقييم الأهداف، لأن أهداف ثورة 25 يناير هي العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، ووسيلتها إسقاط نظام الانقلاب العسكري، والمطلوب إعادة تقييم الأداء والتكتيكات، وهذا لن يأتي إلا بحوار سياسي جامع يساعد على توحيد الفهم ووضوح المسار واسقاط الانقلاب.