يمكنك أن تطلق عليه عام المليونيات.. فهو صاحب الرقم القياسي في عدد الجمعات والمليونيات سواء تلك التي سبقت تنحي مبارك أو جاءت بعده.. سواء لها اسم رنان تتذكره حتي الآن أو اسم غير معروف سوي لأصحاب دعوة النزول أو حتي مليونية بدون اسم فقد شهدنا في النهاية عددا كبيرا من المليونيات والجمعات منها.. كانت البداية الحقيقية لمليونيات التحرير مع فجر يوم الغضب28 يناير الجمعة الأشهر في2011 والأكثر دموية في هذا اليوم الدامي الذي اختفت فيه قوات الشرطة ليحل محلها قوات البلطجية التي انتشرت وبقوة لتأتي من بعدها جمعة الرحيل يوم4 فبراير والتي كانت بمثابة رسالة قصيرة موجهه لمبارك حيث كان لسان الميدان في صوت واحد دقت ساعة الرحيل يا مبارك. وتحولت الرسالة إلي تحذير شديد اللهجة في جمعة الزحف إلي قصر العروبة ولكن سبق قرار التنحي البدء في الزحف لتأتي ساعة النصر.. ولكنها ليست ساعة بل كانت جمعة ومليونية النصر التي نزل فيها الملايين إلي ميدان التحرير للاحتفال برحيل مبارك وإسقاطه حيث اجتمعوا معا لصلاة الجمعة داخل الميدان وكان الإمام الداعية د. يوسف القرضاوي لتبدأ من بعدها الأفراح المتواصلة. ولكن بعد مرور أسبوع بدأ المتظاهرون التفكير في مطالب الثورة من جديد فرحة النصر لا يمكن أن تغطي علي مطالب الثورة لنكون علي موعد مع جمعة التطهير25 فبراير وبعدها جمعة إنقاذ الثورة وربما جمعات آخري منها من يحمل أكثر من اسم ومطلب ثم جاءت ثورة الغضب الثانية يوم27 مايو التي بدأت دعوة علي الفيسبوك وانتهت أيضا علي الفيسبوك دون وجود حقيقي داخل الميدان. لنعيش جميعا حالة من السكون بقي فيه الميدان يتذكر وحيدا كل جمعة مليونياته الشهيرة التي كانت تهز أرجاء مصر كلها.. ولكنه كان السكون الذي يسبق العاصفة فقد كانت العودة في8 يوليو بعد مرور6 أشهر علي تنحي مبارك وكان اسم المليونية يعبر عن المطلوب الثورة أولا وكأنه نوع من إنعاش الذاكرة كانت المليونية تنادي بسرعة المحاكمات والقصاص العادل من رموز النظام السابق. ومع اقتراب شهر رمضان توقفت مليونيات التحرير ولكن أعلنت صفحة ثورة الغضب المصرية الثانية عن حشدها للجمعة الأولي من شهر رمضان5 أغسطس لتكون جمعة الإفطار في الميدان حيث يتناول المتظاهرون الإفطار بميدان التحرير وجميع ميادين مصر علي أن يبدأ الحشد قبل الإفطار ليستمر حتي السحور.. ولكن تم إخلاء الميدان تماما قبل بداية شهر رمضان. ويبدو أننا خرجنا عن المسار طوال شهر رمضان مسار الميدان ليعود الميدان للصورة من جديد في جمعة تصحيح المسار يوم9 سبتمبر ثم جمعة المطلب الواحد لا للطوارئ يوم16 سبتمبر وجمعة استرداد الثورة في30 سبتمبر لتبدأ المليونيات في تغيير مسارها من جديد ولكن هذه المرة تغيير مسار المطالب حيث بدأت الأصوات تعلو بضرورة تسليم السلطة ووضع جدول زمني يحدد ذلك في جمعة أطلق عليها البعض جمعة الدفاع عن الثورة يوم28 أكتوبر لتبدأ مليونيات الضغط من جديد ولكن هذه المرة علي المجلس العسكري ليكون تسليم السلطة للمدنيين بحلول أبريل2012 أهم المطالب لتنتهي المرحلة الانتقالية الطويلة. لتبدأ الثورة الثانية.. ثورة19 نوفمبر التي بدأت بمليونية الجماعات الإسلامية التي كانت ترفض أية تلميحات بتأجيل الانتخابات وانتهت مليونية الإسلاميين ليبدأ الإعتصام في الميدان من جديد.. اعتصام يشبه إلي حد كبير ليالي ما قبل التنحي التي رفع فيها المتظاهرون شعار لا بديل عن ثورة نوفمبر خاصة بعد سقوط شهداء جدد شهداء نوفمبر. ومع اقتراب النهاية جاءت جمعة23 ديسمبر لتفرض شكلا جديدا للمليونيات فعنوانها الخاص جمعة الحرائر يفرض عليها نوعا من الخصوصية وكأنها جمعة للسيدات فقط نزلت فيها سيدات وبنات مصر للدفاع عن حقهن في الوقت الذي شارك فيه أيضا الآلاف من الرجال الشرفاء في الميدان في محاولة لرد شرف الفتاة المسحولة في أحداث مجلس الوزراء. وفي آخر جمعة من عام2011 كنا نحتاج ل لم الشمل ولكنها ظلت مجرد مبادرة تحاول الجمع بين ميدان التحرير والعباسية.. ولكن يبدو أن2011 أبي أن يلم الشمل والخروج بحدث سعيد أو ربما أراد أن تعطيه هدية ل2012.