سخرية أقرب إلى المرارة، تلك التي تناول بها الكاتب الصحفي وائل قنديل، رئيس تحرير مؤسسة "العربي الجديد"، مع حصول الإعلامي المثير للجدل توفيق عكاشة على أعلى الأصوات في مسرحية انتخابات برلمان الدم، مشيرًا إلى أن ليس من المستغرب أن يطمح العكش في رئاسة المجلس في دولة "القاهرة 30". واعتبر قنديل في مقاله اليوم أن تلك المهزلة تجسد واقع مصر في طورها العكاشي، خاصةً مع رجل يعتبر نفسه "مفجر ثورة"، وتعترف له أركان الدولة بهذا الدور التاريخي كزعيم مؤسس لدولة "القاهرة 30 يونيو". واعترف الكاتب الصحفي أن العكش وأمثاله من محاسيب العسكر نجحوا في "نقل مصر إلى عصر جديد، تغترب فيه عن ذاتها، وتلعق تاريخها وقيمها، ولا تعترف بعمرو الشوبكي، أو حافظ أبو سعدة، أو أي سياسي آخر، توهم أنه قادر على ممارسة اللعب على الحبلين، واضعًا قدمه في "يناير" والأخرى في "يونيو". وأمام تلك الفانتازيا الصارخة في كتب التاريخ الأصفر- بحسب تعبيره- لفت قنديل إلى أن "نائب الدولة العكاشية الأول، الآن، يمضي في طريقه المرسوم، لكي يجلس على منصة رئاسة البرلمان، المنصب الثاني، حسب الدستور، بعد رئيس الدولة، والذي في حالة غياب الأخير، يقفز مباشرة إلى المقعد الأول في مقصورة الحكم، رئيسًا للبلاد، ورمزًا لها، ولو بشكل مؤقت". وأضاف: "لك أن تتخيل الصورة جيدًا، حال غياب عبد الفتاح السيسي، تحت أي ظرف، تؤول السلطة إلى رئيس مجلس النواب، فتخرج" الأهرام" تقول: الرئيس عكاشة يتلقى اتصالاً من خادم الحرمين الشريفين.. أو يعلن التلفزيون الرسمي: الرئيس عكاشة يصدر مرسومًا بتمديد حالة الطوارئ.. وتتحدث "الوطن" عن الرئيس عكاشة الذي يرفض الرد على اتصال من الرئيس الأميركي، محذرًا (Shut up your mouth Obama)، ولم لا إذا كان كل شيء في مصر ينطق بعكاشية زاعقة!". وأضاف قنديل إلى المشهد الهزلي بعض الرتوش: "لك أن تتخيل، أيضًا، أن السيسي قرّر تعيين عواجيز يناير، ممن قدموا خدمات جليلة لمشروع يونيو، نوابًا في مجلس النواب، أمثال عبد الجليل مصطفى ومحمد أبو الغار وكمال الهلباوي وجورج إسحاق، ودارت عجلة الانعقاد، ليقف عبد الجليل مصطفى، مثلاً، طالبًا الكلمة مرددًا: سيدي الرئيس توفيق عكاشة، أو أن السيد رئيس المجلس الموقر يقرع المنصة بعنف، طالبًا من العضو محمد أبو الغار ألا يتحدث من دون إذن، ويهدده بطرده من الجلسة". وشدد الكاتب الصحفي على أن تلك المهزلة أفقدت الزلازل القدرة على هز الوعي، بعدما بات من الممكن أن تقرأ عن اتفاق شراكة استراتيجية بين القوات المسلحة و"بيتزا هت"، في ظل القرار الجمهوري الذي أصدره السيسي بالسماح للقوات المسلحة بإنشاء شركات بمساهمة رأس مال أجنبي. واختتم قنديل مقاله: "إنها لحظة الحقيقة، وسقوط الأكاذيب التي روجوها، وهم يدعون الناس للتطوّع للخدمة في مشروع الثورة المضادة، تحت وهم أن كل الوسائل مشروعة، من أجل القضاء على حكم محمد مرسي، وبعدها سيذهب العسكر، وتنكسر الدولة العميقة، وتأتي إليهم السلطة، طائعة صاغرة".