سيطرت حالة من الغضب على شعب محافظة الإسماعيلية على خلفية مقتل الطبيب البيطري عفيفي حسن على يد مليشيات الداخلية جراء التعذيب، فى بشهد بات يتكرر بصورة يومية فى دولة الانقلاب وينذر بثورة عارمة تلوح فى الأفق المنظور ضد استبداد الحكم العسكري. تصريحات المواطنين الغاضبة، أصابت الإعلامى المقرب من الأجهزة الأمنية وائل الإبراشي بحالة من الارتباك، بعدما جاءت فى مجملها لتصب اللعنات على بلطجة الداخلية والتعدي بالضرب والتعذيب على طبيب الإسماعيلية حتى فارق الحياة. وسيطر الانفعال على أحد شهود العيان –في تقرير مصور لبرنامج "العاشرة مساء" على فضائية "دريم 2"- على جرائم الداخلية بحق الشعب المِصْري، مشددًا على أن عناصر الشرطة اعتدت بالضرب على الطبيب داخل صيدليته، قبل أن يتم اقتياده إلى قسم الشرطة ليخرج بعدها جثة هامدة. وفى المقابل، اتهم مواطن آخر أحد ضباط المباحث بالقسم ويدعى محمد إبراهيم بتلفيق اتهامات لشباب المدينة الساحلية، مشيرًا إلى أنه يسعي لتجنيد الجميع لتقديم تقارير أمنية فى الأهالي والوشاية بالمواطنين، ومع يمتنع يتم تلفيق قضايا مخدرات له ويتم التنكيل به. واعتبر ثالث أن المشهد يعيد للأذهان ذكري ثورة 25 يناير التى باتت تلوح غضبتها فى الأفق، موضحًا أن أحد أهم أسباب قيام الثورة لم يكن الإطاحة بالمخلوع مبارك وإنما بسبب ممارسات الداخلية القمعية والتنكيل بالمواطنين. الإبراشي بدا مرتبكًا أمام غليان الشارع الذى انتقل فى ساعات قليلة من أقصي الجنوب إثر مقتل المواطن طلعت شبيب فى ظروف مشابهة، إلى الشمال الساحلي، ليصرخ فى المشاهدين بأن ثورة 25 يناير لا يمكن أن تتكرر مرة أخرى. وتجاهل الإعلامي المثير للجدل تصريحات المواطنين الغاضبة من الحكم العسكري، ليكذب أعين المشاهدين ويزعم أن الشعب يؤيد السيسي ويبارك تحركات مليشيات الداخلية، وتساند انقلاب 30 يونيو، رغم حالة الخراب والانهيار المسيطرة على مفاصل الدولة. واعتبر الإبراشي أن تلك الأحداث الدموية لن تقدر على تأليب الشعب من جديد للقيام بثورة شعبية، مطالبًا الداخلية بعدم الإفراط فى استخدام العنف، دون أن يكلف نفسه عناء التعليق على مقتل طبيب على يد بلطجية الشرطة. وكان المئات من أهالي مدينة الإسماعيلية، قد شيعوا أمس السبت، جثمان الطبيب البيطري عفيفي حسن، الذي قُتل مساء الأربعاء الماضي على يد الداخلية، في جنازة شعبية، تحولت إلى تظاهرة حاشدة تندّد بممارسات الانقلاب العسكري.