ذكرت تقارير صحفية أن نظام الانقلاب العسكري في مصر عمق الأزمة مع السودان ليزاداد أثرها على ملف سد النهضة الذي يهدد حصة مصر من المياه. وقال خبراء اليوم الثلاثاء في تصريحات صحفية: إن موقف مصر في التفاوض أصبح ضعيفًا للغاية في مقابل زيادة شرعية وجود سد النهضة بانحياز السودان لإثيوبيا ودعمها للسد عالميًا، خاصة بعد مقتل 6 سودانيين على الحدود وتعذيب آخر، فضلا عن إصابة عدد كبير على يد قوات حرس الحدود. وافتعلت مصر من جديد أزمة سياسية مع السودان، بعد اعتقال عدد من السودانيين بتهمة الاتجار في العملة وتعذيبهم داخل السجون، بحسب تقارير نشرت في صحف سودانية، ما دفع الخرطوم إلى التهرب من اجتماعات سد النهضة وتأجيلها أكثر من مرة، ثم ختمت مصر الأحداث بقتل 5 من المهاجرين غير الشرعيين، تبين أنهم جميعًا سودانيون. وتوقع خبير السدود العالمي، أحمد الشناوي، ألا تمر أزمة قتل السودانيين في مصر وتعذيبهم دون أن تستغلها إثيوبيا في تحريض السودان ضد مصر، معتبراً أن الموقف السوداني اتضح بشكل كامل وهو الانحياز لإثيوبيا على حساب مصر. وأكد الشناوي، أن أزمة سد النهضة أكبر بكثير مما يتوقعه المصريون، وأنها ستكون كارثة تحل بالجميع، مؤكداً في الوقت ذاته أن إثيوبيا تلعب على جميع الأوتار وفي مقدمتها الجانبان السياسي والدبلوماسي بعدما استطاعت أن تغري السودان بالكهرباء وافتعال أزمة بينها وبين مصر. وكان مقرراً أن يُعقد الاجتماع العاشر لمباحثات سد النهضة، يوم السبت، بالعاصمة السودانية الخرطوم، غير أنه وبشكل مفاجئ أعلن وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني معتز موسى، سفره إلى البرازيل، ما اعتبره خبراء ومتخصصون تحايلاً على إتمام المباحثات نظراً للعلاقات السياسية المضطربة بين مصر والسودان. وظهر الموقف السوداني المنحاز لإثيوبيا على حساب مصر بشكل واضح جداً، في مفاوضات أجريت بين الأطراف الثلاثة العام الماضي، وافقت خلالها الخرطوم على عدة مقترحات تقدمت بها أديس أبابا لتحصين "موقفها من السد"، وتجلت أبرز صور هذا الانحياز خلال الدعم السوداني الكبير المقدم إلى المكتب الفرنسي المختص بدراسة الآثار الجانبية لسد النهضة، وكان هذا المكتب منحازًا بشكل صارخ لإثيوبيا على حساب في مصر، ما جعل مصر تتمسك بوجود مكتب استشاري آخر وهو "المكتب الهولندي"، غير أن التضييقات التي مارستها إثيوبيا وبدعم سري سوداني جعلت المكتب الهولندي يترك أبحاثه ويعتزل المفاوضات، وبعد ضغط من جانب المسئولين المصريين استمر المكتب الهولندي في الدراسات، ولكنه فضل أن تكون دراساته منفصلة عن المكتب الفرنسي. وفي هذا السياق، قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الزراعة بجامعة القاهرة، إن موقف السودان من قضية سد النهضة واضح، وهو بيع القضية برمتها لصالح إثيوبيا، مؤكداً أن السودان هي أكثر المستفيدين من القضية وتساعد إثيوبيا في المماطلة من أجل تمرير السد وعدم إعاقة تنفيذه. وأضاف: "لا يوجد تعذيب لأي مواطن سوداني في مصر والإجراءات القانونية تتم للمخالفين المتاجرين في العملة أو بيع الوهم للمصريين بموضوع توليد الدولارات من أوراق سوداء ومواد كاشفة، مؤكداً أن السودان أعلن أن وزير الري السوداني سيقوم بزيارة للبرازيل أيام 21 - 23 نوفمبر الجاري، وهو الموعد الذي اقترحه الجانب المصري لبدء الجولة العاشرة للمفاوضات، وبالتالي تم تأجيل الموعد وأعلن الجانب المصري أنه ربما يكون 29 - 30 نوفمبر، إذا ما وافق الجانبان السوداني والإثيوبي، أي أنه ليس موعدًا مؤكدًا ولكنه مجرد مقترح فقط.