"أنا هعمل شبكة طرق في خلال سنة واحدة تمسك مصر كده.. أنا بقول.. أنا عارف بقول إيه" تلك الوعود البراقة كانت واحدة من ضمن القلائل التي جرت على لسان قائد الانقلاب في طريقه نحو الاستيلاء على السلطة، والتي تضمنت كذلك القضاء على البطالة بعربات الخضار وحل أزمة الكهرباء عبر اللمبات الموفرة. السيسي الذي عبر إلى الحكم عبر مجنزرات العسكر، رفض الإعلان عن برنامج انتخابي من أجل إكمال مسرحية الانتخابات الرئاسية، متذرعًا بأنه مدفوع برغبة المصريين في الترشح، إلا أن هذا لم يمنعه من إلزام نفسه بشبكة طرق ممتازة "تمسك مصر كده". وبعد قرابة عامين من حكم السيسي فضحت الإسكندرية أكاذيب قائد الانقلاب ووعوده الزائفة، بعدما غرقت المحافظة الثانية للجمهورية في مياه الأمطار في مأساة قتلت 9 مواطنين غرقًا وصعقا، مع خسائر بالملايين من غرق المنازل والسيارات والمنشآت، فيما كان "محافظ التاتو" هاني المسيري هو كبش الفداء مع بقاء جنرالات الأحياء في أماكنهم باعتبارهم العسكر فوق المساءلة وأكبر من المحاسبة والقانون. وأكدت شبكة "الجزيرة" الإخبارية - في تقرير لها- أمس الاثنين، أن موجة الانتقادات التي عمت مصر بعد غرق شوارع عروس البحر المتوسط في مياه الأمطار المتراكمة لم تهدأ، بسبب تهالك شبكة الصرف وانهيار البنية التحتية. وأوضح التقرير أن أخبار وصور وفيديوهات المأساة تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي لتوثق غيضًا من فيض ما حدث في الإسكندرية، لتعرض صورًا ليست لمهاجرين غير شرعيين ماتوا في عرض البحر، وإنما لأطفال لقوا حتفهم في هذه الكارثة. وتابع: "أما من حالفهم الحظ وبقوا على قيد الحياة فكان هذا حالهم الغرق في مستنقع الإهمال"، مضيفًا: "دمار نال من الأرواح والممتلكات ولم تسلم منه الشرطة وسياراتها ومراكزها وأقسامها لتكون تلك الصور شاهدة على إغراق البلاد في حالة غير مسبوقة من الإهمال". وشدد التقرير: "بحور الفساد التي أغرقت البلاد وشوهت معالمها لم تسلم منها الحيوانات أيضا، فساد أثقل ظهور المواطنين الذين يحملون همومهم بعدما غابت عنهم الدولة طويلا وحضرت بقراراتها بعد الأزمة، وأمرت بتشكيل لجنة للتحقيق، وصرف تعويضات بنحو ألف دولار -7 آلاف جنيه- لأسرة كل متوفى. واعتبر التقرير أن المأساة اكتملت عندما حملت صحف القاهرة المسئولية كاملة لمحافظ الإسكندرية، واحتفت بقرار قبول استقالته، ونسي الجميع أو تناسي أن من يدير المحافظة إلى جانب المسيري هم رؤساء الأحياء وأغلبهم جنرالات سابقون في الجيش والشرطة، كما غاب أو غُيب الحديث عن وعود السيسي التي أطلقت منذ أكثر من عام، حول شبكة طرق "تمسك مصر كده".