"مش أحسن ما نكون زي سوريا والعراق" اللافتة التي رفعها السيسي عقب استيلائه على السلطة من أجل تبرير حالة الفشل التي يمر بها الوطن وتمرير المأساة المتفاقمة التي تعاني منها البلاد فى ظل الحكم العسكري، إلا أن الواقع برهن أن مصر السيسي الآن تحلم أن تلاحق تلك البلدان التي تسبق دولة السيسي في كل المؤشرات العالمية رغم الأوضاع السياسية المتوترة والمعارك المستعرة. ومع متاجرة الأذرع الإعلامية بصور الطفل الشهيد إيلان الكردي على شواطئ أوروبا باعتبارها دلالة على الاستقرار الذي تنعم به مصر دون الإشارة إلى أن مأساة اللاجئين السوريين المشردين واحدة من جرائم السيسي؛ باعتباره أحد شركاء بشار الأسد بالدعم والتسليح في دمار سوريا، إلا أن دورة الأيام جاءت لتتناول وسائل الإعلام صورة مشابهة لأحد الأطفال ولكن هذه المرة مصريًا وعلى سواحل الإسكندرية. نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تجاهلوا مسكنات العسكر لتمرير الأزمنة عبر إقالة محافظ "التاتو" هاني المسيري، ودشنوا هاشتاج "السيسي هو المسئول" الذي فجر طاقات غضب المصريين، بعدما عجز عن إنقاذ عروس البحر المتوسط "سابقًا" من مصير غرق الإسكندرية التي باتت القوارب هى وسيلة المواصلات الصالحة فيها مع كل ساعة تسقط فيها الأمطار. الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل وضع صورة الطفل المصري الذي لقي حتفه صعقا بتيار الترام المتهالك جراء الإهمال إلى جوار صورة إيلان الكردي، معلقًا: "الصورة دي عايز أشيرها مليون شير، وأقول لمن كان يشمت في الطفل السوري ايلان أنه من بلد مفيهاش جيش، وهذا طفل مصري شهيد من جراء حكم الجيش!"، ليرد محمود محمود: " ياعمى الطفل دة اخد 100 جنيه من وزارة التضامن الاجتماعى ده تمن الطفل الغريق فى مصر وتسلم الايادى يا ترعه بلادي". وسخر الشعب السكندري من غرق الشوارع، فقال أبو خليل تعليقا على صورة عبر المواطنين على أفريز الكورنيش: " أول مرة أشوف الاصطفاف الوطني متجسد في صورة!"، ليعقب تامر زهير: "هو البحر من أنهي ناحية؟ من ناحية اللي بيصور ولا الناحية الثانية؟!". وكتبت صفحة إسكندرية الحرة: "الأنفاق في إسكندرية اصبحت غارقه بمياه الامطار لتعكس فشل حكومه السيسى فى ادارة البلاد فقد شهد نفق سيدى بشر تجمع لمياه الامطار بغزارة مما ادى الى تعطل الحركه المروريه وتوقف النفق وسخط المواطنين على فشل الحكومه المتكرر"، فيما علق عمرو جابر: " حتى الكنيسة غرقت.. السيسي هو المسئول". وعلق عبدالفتاح الملهم: "الحكومة وكل حكومات العسكر غرقوا فى كل المشاكل ولم يحلوا شيئا والى حلوه مسروق من حكومة هشام قنديل"، فيما سخر الكاتب الصحفى على زلط من المأساة: "اللى حصل فى اسكندرية ده لو حصل فى أى دولة محترمة.. كانوا قفلوا محطة مترو السادات"، بينما كتب سمير هاني: "عجز فى الحركة والناس بتموت والاسعاف مش عارفة توصل لهم والحكومة بلا رؤية والعسكر كل همه رصيده". مصر السيسي من سيئ إلى أسوأ، فالجنرال الذي استولي على السلطة عبرت مجنزرات العسكر تراجع بالبلد التي خطت أولى خطواتها نحو الجمهورية الثانية عقب ثورة يناير، في كافة المناحي ما بين انهيار اقتصادي وضع الوضع على شفا الإفلاس، وترهل سياسي تجلي فى انتخابات برلمانية خالية على عروشها، وانشطار مجتمعي بين عبيد لحكم العسكر وأحرار داخل السجون، إلا أن غرق الإسكندرية جاءت لتجسد حكم الفشل والعجز الذى يسيطر على قائد الانقلاب ومؤسساته.