جاء صراخ "إبراهيم عيسى" في وجه العاهل السعودي، بعد ساعات قليلة من لقاء وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الأحد الماضي، مع خارجية الانقلاب في القاهرة، وفيما نفت سلطات الانقلاب وجود "تباينات" في المواقف بين القاهرةوالرياض، قال "أبو حمالات" للملك سلمان: "أنت مالك ومال اليمن 8 شهور بتدمر اليمن حرام عليك"! هجوم مرتزقة السيسي قابله الإعلامي السعودي عبد العزيز قاسم، بهجوم قاسي وغير مسبوق على إعلام الانقلاب ونخبته، وفي مقدمتهم محمد حسنين هيكل، متهما إياه بأنه دائم التحرش بالسعودية والإساءة لها. وقال عبد العزيز قاسم، الصحفي السعودي ومقدم البرامج التليفزيونية في مقاله الذي نشره بعنوان: "دول الخليج والأماني المكبوتة لهيكل": "أعود لهيكل لأهمس له ولأمثاله، بأن دول الخليج هؤلاء اليوم، باتوا في سدّة قيادة العالم العربي والإسلامي، وأنه لولا شوية "الرز" الذي دعموا بها القيادة المصرية اليوم، لسقطت مصر، ولا منّ هنا ولا أذى، بقدر أن نفتح أعين هاته النخبة العوراء التي لا ترى فينا إلا بدوا متخلفين". وتأتي زيارة الجبير، الذي تدعم بلاده المعارضة المناهضة للأسد، للقاهرة غداة محادثات أجراها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الرياض مع العاهل السعودي الملك سلمان وشددا خلالها على ضرورة تعبئة المجتمع الدولي لإيجاد حل سياسي في سوريا. بينما يدعم الجنرال السيسي نظيره السوري بشار الأسد، سياسياً وعسكرياً، ولا يجد حرجاً في أن يقف في صف محور "الممانعة"، الذي بات يضم "عاهات" الكرة الأرضية، بداية من إيران وحزب الله، مروراً بروسيا ونظام بشار الأسد، وختاماً بعبد الفتاح السيسي! وجاءت زيارة الجبير إلى القاهرة بعد 48 ساعة فقط، من اجتماع رباعي في جنيف حول سوريا، ضم وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا، ليفاجأ بعدها بهجوم وزير خارجية "الظل" إبراهيم عيسى على المملكة والملك سلمان، الذي لا يحظى بقبول لدى سلطات الانقلاب منذ أن منع تحويل عملات الرز إلى جيوب جنرالات الجيش المصري، صرخ "أبو حمالات" نيابة عن السيسي في وجه سلمان: "أنت مالك ومال اليمن 8 شهور بتدمر اليمن حرام عليك". وكانت صحيفة "الفجر" المصرية الصادرة هذا الأسبوع، وصفت "الشجار والشتائم" الذي حدث بين رئيس مجلس إدارة مؤسسة "الأهرام" الصحفية، أحمد السيد النجار، وبين سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة، ومندوبها الدائم في الجامعة العربية، أحمد عبد العزيز القطان،، بأنه "تطاول" من النجار بحق السفير، كاشفة أن أمر "المعركة الكلامية" بين الاثنين بلغ رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، عبر الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، الذي رفع المذكرة التي كتبها النجار بما حدث، بناء على طلب هيكل. وقالت الصحيفة إن الأمر وصل بين القطان والنجار إلى حد تطاير كؤوس المياه الفارغة، مشيرة إلى أنهما كانا ضيفين على السفير الجزائري نذير العرباوي، على شرف وزير خارجية الجزائر الأسبق، ومبعوث الأممالمتحدة، الأخضر الإبراهيمي. وفيما يبدو أن رئيس مجلس إدارة "الأهرام" عين نفسه في منصب نائب وزير خارجية الانقلاب في "الظل"، وراح يلعنّ المملكة العربية السعودية، خلال اللقاء، ويهاجم سياستها الخارجية، موجها حديثه للسفير السعودي، متهما السعودية بتقسيم سوريا واليمن، وقمع "الثورة" في البحرين، فطلب منه السفير أن يتحدث بلهجة خالية من الحدة، والتوقف عن توجيه الاتهامات، وهنا ثار النجار، ووجه حديثه للسفير قائلا: "أنت مش هتعلمني أتكلم إزاي". ومن نائب وزير خارجية الانقلاب في "الظل"، إلى "أبو حمالات" الذي بات من المعتاد أن يشن بداية كل حلقة من برامجه هجوما عنيفا على السعودية ويتهمها بدعم “الإرهابيين” – يقصد المعارضة- في سوريا. ومن على منصة فضائية مملوكة لرجل الأعمال "القبطي" نجيب ساويريس، دعا " أبو حمالات" “السيسي” ألا يكون أسيرا للسياسات السعودية بالمنطقة، بعد تولي الملك سلمان الحكم، لأنها تتعارض مع مصالح اليسار المصري والشيعة الإيرانيين والعسكر معاً. وحقن "أبو حمالات" "السيسي" بعقار "الجعجعة"، مشدداً عليه أن يصارح الشعب الذي رقص أمام اللجان، حول حقيقة السياسات السعودية الجديدة، حتى لو وصل الأمر لربط الأحزمة، وقال: "إن هناك اختلافا مصريا سعوديا حول سوريا مثلا ويجب أن نتدخل لمنع سقوط بشار الذي تريد السعودية إزاحته حتى لو احترقت كل سوريا". ويخشى "أبو حمالات" أن يعمل ما سماه ب”تحالف السعودية وأمريكا وقطر وتركيا الجديد” للضغط على السيسي لإعادة دمج الإخوان في الحياة السياسية، داعيا السيسي إلى رفض ذلك بشدة حتى لو وصلت الأمور لآخر مدى. ويبدوا أن الحال تبدل، فبدلا من تقبيل الرأس وغسل القدمين الذي كان يجيده "السيسي" ويفعله مع الملك الراحل "عبد الله"، أصبح الآن مسموحاً لأي إعلامي لم يخرج من بيضة الأستوديو، أو كاتب في صحيفة لا يقرأها أحد، أن يهاجم اليد التي غمرت الانقلاب "سابقا" بالرز، ودعمت قتل المصريين في رابعة والنهضة، وبات صراخ "أبو حمالات" في وجه ملوك السعودية مستساغاً، طالما انه يعزف على نغمة"إديني الرز بسرعة..أرجوك محتاج الجرعة"، وصدق من قال " غياب الرز يصنع المفارقات"! شاهد تطاول إبراهيم عيسى :