انتقد محمد سيف الدولة، الخبير السياسي في الشأن الفلسطيني، تصريحات قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى فى حديثه مع وكالة أسوشيتدبرس على هامش الدورة 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، الداعية إلى توسيع عملية السلام مع إسرائيل لتشمل دولا عربية أخرى، فى سياق حديثه عن ضرورة تعاون كل دول "الشرق الأوسط" لمكافحة الإرهاب الذى يهدد الجميع. وقال سيف الدولة في تدوينه له اليوم الاثنين إن تصريحات السيسي تؤكد بشكل علني ولأول مرة ما سبق وردده نتنياهو كثيرا، من أن هناك دولا عربيا كبرى، فى إشارة إلى مصر والسعودية والخليج، ترغب فى التحالف الاستراتيجي مع إسرائيل ضد العدو المشترك المتمثل فى الإرهاب. وأضاف سيف الدولة : بالفعل التقط نتنياهو الخيط منه فورا وأصدر بيانا يرحب فيه بدعوة السيسى. ونشرت صفحة "إسرائيل بالعربية" عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر النص التالى "ترحب الحكومة الإسرائيلية بدعوة ... السيسي لتوسيع دائرة السلام مع إسرائيل لتشمل دولاً عربية أخرى ونتنياهو بانتظار أبو مازن لدفع السلام". وتابع : وهو ما يذكرنا بمسرحية زيارة السادات إلى القدس، ومقولته الشهيرة، باستعداده إلى الذهاب إلى أقصى مكان فى الأرض، بل إلى القدس ذاتها من أجل السلام. وهى الكلمات التى انتهت بكارثة اتفاقيات كامب ديفيد. وفى حقيقة الأمر أن السيسى ليس بعيدا أبدا عن السادات، فهو يحرص بشكل ملفت بل ومبالغ فيه، كلما أتيحت له الفرصة، على تقديم نفسه إلى الغرب على أنه خليفة السادات والراعي العربي الأول للسلام مع إسرائيل. فواضح : لقد وصف السلام بين مصر وإسرائيل فى ذات الحديث "بالهائل و العظيم". وأن لا أحد منذ 40 عاما كان يتوقعه هكذا. وهو المعنى الذى كرره كثيرا فى مناسبات متعددة، مثل حديثه فى مؤتمر دافوس فى يناير 2015عن عبقرية السادات فى مبادرته للسلام. و أيضا ما قاله من قبل من أن السلام أصبح فى وجدان المصريين، وأنه لا عبث فى هذا الموضوع، إلى آخر عشرات التصريحات والمواقف المماثلة التى صدرت منه على امتداد العامين الماضيين. وشدد علي أن السيسي بهذه الدعوة ضرب رقما قياسيا جديدا فى التنازلات العربية التى بدأت بكامب ديفيد مرورا باتفاقيات أوسلو ووادى عربة ثم مبادرة السلام العربية عام 2002. وأعلن استياءه قائلاً : يحتل الموقف العربي الرسمي مرتبة دنيا جديدة فى عصر الانحطاط العربى فالموقف الذى بدأ بلا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف. وحتمية تحرير فلسطين العربية من النهر إلى البحر. والكيان الصهيوني ومشروعه يهددان مصر و الأمة العربية كلها وليس فلسطين وحدها. ثم تراجع إلى مبدأ "خذوا أرض 1948 وأعطونا ارض 1967" الذي أسموه كذبا وتضليلا مبدأ "الأرض مقابل السلام".