خلص تقرير لصحيفة فايننشيال تايمز البريطانية إلى أن العاصمة الإدارية الجديدة مجرد "حيلة دعائية" أو بمعنى أدق "سراب" تحوطه مجموعة من التحديات تحول دون تنفيذه على أرض الواقع. ونقلت الصحيفة عن بعض الساخرين قولهم: إن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة برمته هو مجرد "حيلة دعائية" تهدف إلى نشر حالة من التفاؤل العام حيال نظام قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي. وتشكك الصحيفة، فى تقرير لها اليوم السبت تحت عنوان "العاصمة الإدارية الجديد لمصر: حقيقية أم سراب؟!" فى جدوى المشروع برمته ونقلت عن البعض الآخر قولهم إن هذا المشروع، على أحسن تقدير، سوف ينتهي ببناء مجموعة من " الكومباوندات" السكنية للأثرياء الذين بمقدورهم تحمل تكاليف الإقامة خارج القاهرة والسفر إليها بسيارات رباعية الدفع. وتتفق الصحيفة مع هذه الآراء حيث يقول التقرير «بالفعل، فإنه وبالرغم من الضجيج السياسي والإعلام الذي صاحب العاصمة الجديدة، لم يتم الكشف عن أية تفاصيل حول الآلية التي سيتم بها تأسيس مثل هذا المشروع العملاق». واستند التقرير فى تأكيده على صحة ما ذهب إليه بأن المشروع مجرد "حيلة دعائية" إلى تصريحات السيسي نفسه والتى زادت من حالة الالتباس حول مشروع العاصمة الجديد والتي قال فيها إن العاصمة لن تضع أية أعباء على كاهل الموازنة الحكومية، علما بأن الحكومة المصرية سوف تمتلك حصة نسبتها 24% في المشروع، بحسب وزير الإسكان. وينقل التقرير تحذيرات خبراء أكدوا فيها أن مصر لم تنجح في السابق في تنفيذ مشروعات مماثلة وكانت النتائج مخيبة للآمال. فسلسلة المدن التي بنيت في الصحراء على مدار ال 40 عام الماضي قد فشلت في تخفيف الضغوط السكانية التي تتعرض لها القاهرة أو حتى في جذب مواطنين للإقامة بها، ولذلك لأسباب عدة من بينها تواضع مستوى وسائل النقل وندرة الوظائف والشبكات الاجتماعية التي تعين الفقراء على العيش. ويعرض التقرير رأي ديفيد سيمز مؤلف كتاب "أحلام الصحراء في مصر: تنمية أم كارثة؟" وهو أيضا خبير في مجال الاقتصاد والتخطيط العمراني والذي درس لفترة طويلة المناطق غير الرسمية وديناميكيات الإسكان في مصر، والذي يرى أن مدينة أخرى في الصحراء ليست هي الحل للمشكلات التي تموج بها القاهرة. من جانبه، يشير خالد فهمي المؤرخ والأستاذ بالجامعة الأمريكية في القاهرة إلى أنه يتعين على كل الأنظمة أن تفكر كثيرا قبل أن تقدم على تنفيذ المشروعات الكبرى، متسائلا: ألا ينبغي أن تحتل مسألة إصلاح القاهرة قائمة أولوياتنا الوطنية؟ ليجيب على سؤاله «في تقديري أن الإجابة المفترضة ( من صانعي السياسات) هي أنها غير قابلة للإصلاح، وهذا موقف سياسي». يشار إلى أن سلطات الانقلاب أعلنت خلال المؤتمر الاقتصادي منتصف مارس الماضي عن مشروع بناء عاصمة جديدة في منطقة تبعد 45 كيلومترا عن العاصمة المصرية الحالية. تبلغ مساحتها 700 كيلومتر مربع . وسوف تحتوي المدينة الجديدة وفقا لتصريحات حكومة الانقلاب على "أكبر حديقة في العالم" و 25 منطقة سكنية ومطار دولي جديد ومتنزه يزيد حجمه عن ديزني لاند بمقدار 4 مرات. هذا وقد وضعت شركة " سكيدمور، أوينجز أند ميريل" التصميم الخاص بالمشروع الذي سيستغرق إنشاؤه 40 عاما، وسيحوي زهاء 5 مليون نسمة علاوة على خلق 1.7 مليون فرصة عمل جديدة وفقا لمزاعم الحكومة. ويقوم المشروع على شراكة بين الحكومة المصرية وشركة " كابيتال سيتي بارتنرز" الخليجية العقارية الخاصة التي يمولها محمد العبار رئيس مجموعة " إعمار العقارية" الإماراتية.