حالة من الشيزوفرينا سيطرت على الصحف المصرية في طبعتها الأولى الصادرة اليوم الثلاثاء، عكست بدورها الفصام الذي يعيشه المجتمع في دولة العسكر، وهو المشهد الهزلي الذي لخصته "الوطن" بمانشيت "مصر التي في الاحتفالات.. ومصر التي في الجنازات". وحاولت صحف الانقلاب أن تخلق مبررا لتلك الحالة الشاذة التي ظهرت في المجتمع بين احتفالات صاخبة عمت الجمهورية في يوم "شم النسيم" والتي كان أبرزها في دور القوات المسلحة، رغم حالة الحزن التي سيطرت على الشارع على خلفية مقتل عدد من المجندين في حوادث إرهابية "متطورة" في سيناء، وهو الأمر الذي عنونت له "اليوم السابع" ب "المصريون يتحدون الإرهاب بموائد الفسيخ" في محاولة لذر الرماد في عيون العسكر الذي لم يبال بمقتل أبناءه أو يستحي من عجزه في أرض شبه الجزيرة المتوتر. ولأن المشهد هزلي في صحف الانقلاب، لم يكن ليكتمل العبث دون اختلاق الأكاذيب حول جماعة الإخوان واستمرار حملات التشويه الممنهج من أجل التغطية على فشل سلطات الانقلاب في إدارة الدولة والتستر دائما خلف شماعة التيار الإسلامي، وهو ما لجأت إليه الأذرع الإعلامية لتمرير حادثة حرق وكيل وزارة التعليم الكتب الإسلامية في إحدى مدارس الجيزة أمام أعين التلاميذ في مشهد "تتاري"، واعتبرتها كتب إخوانية رغم فضح الصور لكونها كتب لا تعبر عن فصيل وإنما تحمل التراث الإسلامي. وكالعادة كانت البداية عند "الأخبار" حيث زعمت أن قوات الأمن نجحت في ضبط 16 قنبلة في شقة إخواني تكفى لنسف حى بأكمله، وقالت إن المتهم اتخذ من مدينة 6 أكتوبر مقراً لصناعة المتفجرات وإمداد الجماعة بها لاستخدامها في عملياتها الإرهابية. وأشارت "المصري اليوم" إلى واقعة "حرق" كتب إسلامية في إحدى المدارس حيث قالت إن وزارة التعليم "تحرق" كتباً في "مدارس الإخوان" بعد الحصول على إذن من الجهات الأمنية، كما تناولت الصحيفة اعترافات "كتيبة الموت" التي استهدفت حرق ثلاثة أقسام ومجمع محاكم محرم بك وتدبير عدد من الانفجارات، وقالت إن زعيم المجموعة شارك في الحرب السورية. ونشرت "اليوم السابع" بشماتة مقيتة "لأول مرة.. مرشد الإخوان يرتدى "البدلة الحمرا" في طره"، ونقلت عن مصادر أمنية أن مصلحة السجون سلمت الإخوان المحكوم عليهم بالإعدام البدل الحمراء، وعبرت الصحيفة عن دهشة المصادر الأمنية من رد فعل المرشد حين تسلم ملابس الإعدام حيث اتسم بالهدوء واللامبالاة دون تعقيب منه على حد وصف المصدر المطلع.
وتعمدت "الوطن" و"الوفد" التحدث عن الإخوان في خبريين كنوع من الحشو، حيث قالت "الوطن" إن جنازات ضحايا الجيش من حادثى سيناء أجمعت على ترديد هتافات معادية للإخوان أثناء تشييع الجثامين، في حين فبركت "الوفد" إن قنابل الإخوان فشلت في إفساد احتفالات شم النسيم. وفى الشأن الخارجي، أشارت صحف الانقلاب إلى تلقى وزير الخارجية المصري اتصالا هاتفيا من نظيره الأمريكي لبحث العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة، فيما كشفت "الوطن" عن مصادر مطلعة بشركة مصر للطيران نقل "مصر للطيران" ضباط وجنود "صاعقة" إلى السعودية للمشاركة في حرب برية في اليمن تحت قيادة سعودية، في حين كذب الرواية رئيس الشركة ومصادر سيادية. وكشفت الصحيفة الانقلابية عن زيارة سرية للواء متقاعد "خليفة حفتر" قائد المليشيات الليبية الموالية لحكومة طبرق المنحلة، مساء الأحد، التقى فيها بالسيسي وقيادات عسكرية. ونقلت "الشروق" عن الكاتب الكبير فهمي هويدي أن ثمة مباحثات تتم حاليا لوقف إطلاق النار في اليمن، فيما أشارت "الوطن" إلى أن مباحثات تشكيل تحالف عسكري تركي سعودي لمواجهة الأسد في سوريا. وحكوميا.. أكدت الصحف رفض رئاسة الجمهورية لقانون الحكومة الخاص بالتصالح مع مخالفات البناء، ورأت أن ذلك بمثابة عجز للدولة أمام المخالفين، كما أشارت إلى اتخاذ الحكومة تيسيرات جديدة للكهرباء في العشوائيات، وكذلك تخصيص 425 مليون جنيه للعشوائيات من الموازنة الجديدة للإسكان. وكشفت الأهرام التخبط الحكومي حول "التوقيت الصيفي" بعد تصريحات محلب باستطلاع رأي الشعب في هذا القرار، فيما نقلت "الأخبار" عن وزير التخطيط: صرف المقابل النقدى لرصيد الأجازات كل 3 سنوات، فيما نقلت "الوطن" عن محلب التصدي لحالة التسيب في الدولة. وكشفت "الوفد" عن غضب الأحزاب من مناقشات الحكومة حول قوانين الانتخابات واتهمت الحكومة بأنها تسعى لتكوين برلمان ضعيف، وطالب البدوى السيسي بالتدخل لتغيير القوانين المختلف عليها، ووصفت "اليوم السابع" اجتماعات محلب بالأحزاب بأنها "خناقات"، وقالت إن تقارير تلك المشاجرات الحزبية مع الحكومة أمام مكتب السيسي، واتجهت الحكومة ل زيادة أعداد المقاعد الفردية والإبقاء على أربع قوائم كما هى. وأ هاجم الأزهر على استحياء دعوات "خلع الحجاب" التي أطلقها شريف الشوباشي وتبنتها مواقع إعلامية ومثقفون، ونقلت "الوطن" عن أحمد شفيق أنه يتمنى بشدة العودة إلى مصر. مطالبا النيابة برفع اسمه من قوائم ترقب الوصول. واقتصاديا.. أشارت "الوطن" إلى أن الحكومة المصرية تفاوض "النقد الدولي" للحصول على قرض من 2 إلى 4 مليار دولار، ونشرت الأخبار مواجهة بين رئيس الجمارك ورجال "جمارك ضد الفساد". ونشرت الأخبار تحقيقا حول الأزمات التي تواجه صناعة الغزل والنسيج المصرية، بينما سلطت "الشروق" الضوء على استيراد الأسمدة واعتبرته "شرا" لا بد منه، ونقلت عن فلاحين قولهم إنهم لم يحصلوا على حبة سماد مدعمة واحدة منذ شهور وحذرت الصحف من تحول سوفالدي المصري إلى دواء قاتل! وفيما يتعلق بالحالة الأمنية، خصصت الصحف مانشيتات وعناوين بارزة لاستعراض مواكب جنازات ضحايا الجيش والشرطة في تفجيرات سيناء، وتناولت معلومات قالت إنها من التحقيقات الأولية حول الحادث حيث تبين أن انتحاريا نفذ هجوم العريش بتغطية من 10 إرهابيين، وتساءلت "اليوم السابع" هل نحن مخترقون أمنياً في سيناء؟ وكيف يعرف الإهابيون مسار تحرك القوات؟ ومواعيد تغيير الدوريات؟ وحركة الجنود؟ وساعات الفراغ الأمني في المراقبة على المنشآت وأقسام الشرطة؟
وواصلت "الدستور" حملتها ضد مليشيات الانقلاب، وشنت هجوماً عنيفاً على ضباط الداخلية، وأبرزت مانشيت رئيسي: "عودة الدولة البوليسية في مصر وبشكل لم يسبق له مثيل على مدى تاريخ الشرطة المصرية"، وأضافت: الداخلية تهاجم "الدستور" بسيارات مدججة بالسلاح وبعشرات الضباط والأمناء والجنود للقبض على محرر تحت التمرين بطرقة الانقضاض والخطف للترهيب والترويع للجريدة، ووعدت الصحيفة باستكمال نشر فضائح وانتهاكات الضباط ابتداء من العدد القادم. وروت "الوطن" حكاية جديدة من "دفتر التجاوزات، ونشرت استغاثة سيدة اسمها ميرفت: "دورية شرطة أطلقت الرصاص على شقيقى بدعوى "محاولة إحراق سيارتي"، والداخلية تعقب: نحقق في الواقعة".