ذكرت وكالة"رويترز" في تقرير لها، أن الرئيس محمد مرسي يسعى إلى تثبيت أقدام مصر في الدبلوماسية الدولية بمهارة وخطوات ثابت، وذلك بعد 30 عامًا من غياب مصر على الصعيد الدولي والإقليمي، إبان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك. أضافت أن الرئيس مرسي وافد جديد على ساحة السياسة الدولية، لكنه أظهر حتى الآن مهارة في إعادة مصر نحو مركز الدبلوماسية الإقليمية، وتحديد سياسته الخارجية بدون جر البلاد إلى أتون أي مشاكل. وأشارت إلى أن زيارته لإيران كان يمكن أن تؤدي إلى توتر العلاقات مع دول الخليج العربية لكنها طمأنتهم فيما يبدو، خاصة بعد أن دعم مرسى الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد الحليف القوي لإيران. ونقلت "رويترز" عن شادي حميد من مركز "بروكينجز" في الدوحة قوله: "هو يقوم بعمل دقيق لتحقيق التوازن، حيث يعطي أشياء مختلفة لأطراف مختلفة، وهذا رائع حقًّا لشخص لم يختبر على الساحة الدولية." وأضاف متحدثًا عن الرئيس: "يتبين أنه شخصية قوية، وهذه هي الطريقة التي يطرح بها نفسه على الساحة الإقليمية والدولية". وقال دبلوماسي غربي: "نحن مطمئنون ومعجبون جدًّا بهذا النهج القوي. إنه إشارة إلى حزم أكيد، وثقة في السياسة الخارجية المصرية التي تأتي من وجود رئيس منتخب انتخابًا ديمقراطيًّا." وعبر الدبلوماسيون في الخليج عن ارتياح مساوٍ على ما يبدو، وما يبرز أهمية علاقة مصر بالمنطقة العربية، قيام مرسي بأول زيارة خارجية له كرئيس إلى السعودية، بعد أقل من أسبوعين من توليه منصبه. وتعهدت المملكة حتى الآن بتقديم أكثر من ملياري دولار لدعم الاقتصاد المصري الضعيف. وقال مبعوث خليجي آخر: "نشعر أن مصر في عهد الرئيس مرسي تتحرك بخطى متوازنة مع الجميع. هذا سوف يستعيد تدريجيًّا الدور المحوري لمصر في المنطقة". وفي إطار هذه المحاولة لإعادة مصر إلى قلب المنطقة، اقترح مرسي تشكيل مجموعة رباعية تضم السعودية وتركيا وإيران ومصر؛ للمساعدة في حل الأزمة السورية. واعتبر مصطفى كامل السيد- أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة- أن مبادرة مرسي فيها إشارة إلى أن مصر تود لعب دور نشط على الساحة الشرق أوسطية، وليس على الساحة العربية فقط. وبالإضافة إلى زياراته الإقليمية لإيران، توجه مرسي إلى الصين، الشهر الماضي، حيث كان الاقتصاد على رأس جدول أعماله، وسيتوجه إلى الولاياتالمتحدة هذا الشهر، ومن المتوقع أيضًا قيامه بجولة أوروبية. وكان مرسي قد أوضح خططه في مقابلة مع رويترز، الأسبوع الماضي، وقال: "العلاقات الدولية بين كل الدول مفتوحة، والأصل في كل العلاقات هو التوازن.. ونحن لسنا ضد أحد، ولكننا نحرص على تحقيق مصلحتنا في كل الاتجاهات، ولسنا أبدًا طرفًا في نزاع، وإنما نريد أن نكون دائمًا طرفًا في عملية متكاملة واستقرار للمنطقة وللعالم".