أجمع عدد من الخبراء في القطاع الطبي ومرضى الفشل الكلوي، أن وحدات الغسيل الكلوي في المستشفات الحكومية والمركز الخاصة، هي واحدة من أهم مصادر الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي "سي" ، بسبب تدني مستوى الرعاية الطبية، وتجاهل الاشتراطات الصحية اللازمة. يقول أحد المرضى -الذي يقف في انتظار دوره في الغسيل الكلوي بمستشفى القصر العيني-: إن الإهمال وتدني الخدمات الطبية بالمستشفى من اهم مصادر اصابة المواطنين بالفيروسات والأمراض الأخرى، إضافة إلى أوجاعهم. وأضاف، الممرضات يتجاهلن ارتداء القفازات الطبية، فضلا عن أنهن يتعاملن مع أكثر من مريض في وقت واحد مما يجعلهن سببًا لنقل الفيروسات من مريض لآخر، بجانب عدم تغيير الفلاتر المستخدمة في عملية الغسيل بعد كل مريض، مما يعد جريمة حقيقية، يجب محاسبة مرتكبيها، لكن في مصر لا حساب ولا عقاب.. والغلبان ليه ربنا". بينما أكد د.محمود فؤاد -المدير التنفيذي للمركز المصري للحق في الدواء- ما ردده المواطنون من شكاوى حول تحول وحدات الغسيل الكلوي إلى بورة للأمراض، وقال: إن 25 : 55% من مرضى الغسيل الكلوي أصيبوا بفيروس "سي"، موضحا أن الغسيل الكلوي أصبح المصدر الأول في الإصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي، نتيجة الممارسات المخالفة لآداب المهنة من قبل مافيا تجاره الأدوية واستغلال أصحاب وحدات الغسيل لهم، مستنكرًا التجاهل الشديد الذي تمارسه وزارة الصحة تجاه المرضى. وأكد فؤاد -في تصريحات صحفية- أن 83% من المراكز الخاصة والحكومية الخاصة بغسيل الكلي في مصر تستخدم محلول "الاسيتيت في جلسات الغسيل الكلوي، على الرغم من أن الدراسات أكدت مدى خطورة استخدامه في العديد من بلدان العالم، حيث يؤدي إلى هبوط في عضلة القلب وهبوط في ضغط الدم. وأضاف "تقوم جميع مراكز غسيل الكلي سواء الحكومية أو الخاصة باستخدامه لضعف تكلفته، دون اعتبار لمدى خطورة الاستهانة بحياة المواطن الفقير، إضافة إلى أن باقي مستلزمات الغسيل غير مطابقة للمواصفات، فيوجد تقرير رسمي يؤكد أن مراكز الغسيل تستخدم فلاتر حجمها 1,3 سم مكعب و6,8، فى حين أن الفلاتر الصحية يكون حجمها 34,8 سم مكعب، إضافة إلى أن هناك العديد من المراكز تستخدم الفلاتر أكثر من مرة في جلسات الغسيل دون تعقيم، مما يعرض حياة المريض للخطر". وحول أسعار غسيل الكلى، قال: "تصل الجلسة الواحدة إلى 140 جنيهًا في بعض المراكز، و400 فى البعض الآخر، بخلاف الإهمال الطبي وطول قائمة الانتظار للعلاج علي نفقة الدولة التي أصدرت نحو 43 ألفًا و256 طلبًا عام 2014 من أصل 112 ألف طلب مقدم لها". وأشار المدير التنفيذي للمركز المصري للحق في الدواء، إلى أن عدد المرضى المترددين على وحدات الغسيل الكلوي بكل من المستشفيات الحكومية، والتعليمية، والمراكز المتخصصة، والتأمين الصحي، والمؤسسات العلاجية، والقطاع الخاص، بلغ 114 ألف و278 مريضا، ويمثل مرضى المستشفيات الحكومية النصيب الأكبر من إجمالي المترددين، حيث وصل عددهم نحو 52 ألف و885 مريضًا، بينما بلغ عدد المركز الخاصة والحكومية لغسيل الكلى بلغ 309 مراكز.