من المنطق أن يتزايد عدد المطالب والاقتراحات والشكاوى على حكومة ونظام سياسى جديدين يعول الناس على نجاحهما فى التفاعل معهم والاستجابة لمطالبهم ويعقدون عليهما كثيرا من الآمال ويتوقعون منهما مزيدا من العمل والإنجاز. وأتصور أن هذا الطلب المتزايد يعد أمرا إيجابيا ومحمودا إذا ما لقى من الحكومة ومؤسسة الرئاسة اهتماما وتقديرا ووضعت له مسارات مناسبة وكافية للتعامل والتواصل معه. المشكلة التى أرى أنها ما زالت قائمة حتى هذه اللحظة وجود خلل فى قنوات الاتصال بين المواطن البسيط وبين الحكومة أو مؤسسة الرئاسة بما يسمح بمزيد من التفاعل وانتقال النبض بين الطرفين بصورة سريعة. صحيح أن مؤسسة الرئاسة فتحت بابا رسميا من خلال دواوين المظالم بفروعها، إلا أن الملاحظة على هذه الدواوين أنها ما زالت تحتاج إلى مزيد من الجهد فى المتابعة وتلبية مطالب الجمهور. وما أراه أنسب وأكثر قربا للواقع أن يكون لدى الحكومة بل لدى كل وزارة وكل محافظة ديوان مظالم تصل إليه الشكاوى الفرعية، التى يمكن أن تجد لها حلا سريعا دون أن تتكبد معاناة الوصول إلى مؤسسة الرئاسة. ربما يكون هناك أفكار ووسائل وآليات أخرى يمكن أن تطرحها المؤسسات والوزارات ودواوين المحافظات للوصول إلى الجمهور، وتوصيل تفاعل الناس ونبضهم، إلا أن هذه الأفكار يمكن أن تكون البداية التى يتم البناء عليها. وحتى ننتقل من باب القول إلى منطقة العمل حاولنا فى جريدة "الحرية والعدالة" أن نساهم فى تسهيل وتيسير عملية التواصل والتفاعل بين المواطنين والمسئولين، فخصصنا خطا ساخنا لتلقى الرسائل القصيرة من الجمهور، ثم نقوم بنشرها فى باب "صوتك واصل". وهذه المساحة كما هى مفتوحة للقراء لنشر مشاكلهم وشكاواهم ومقترحاتهم وأفكارهم، فهى مفتوحة أيضا للمسئولين ليردوا على هذه الشكاوى، ويُعرّفوا بجهدهم فى التعامل معها والاستجابة لها. أتمنى من رئيس الحكومة ومن جميع السادة الوزراء وكافة المسئولين التعامل الجاد مع هذه المقترحات وتلك الأفكار؛ حتى يشعر الناس بأن المسئول قريب من مشاكلهم، متواصل معهم، حريص على الوفاء بمهام مسئولياته، والقيام بأعباء منصبه.