المصريون لم ينسوا ذلك اليوم الذي سالت فيه الدماء على الأرصفة ودهستها أقدام البغال والجمال، يوم الأربعاء الموافق ال2 من فبراير 2011، والذي عرف بعد ذلك ب"موقعة الجمل"، حين قامت مجموعات كبيرة من "البلطجية" بتنفيذ أوامر الحزب الوطني المنحل ونظام المخلوع مبارك، محاولة فض ميدان التحرير وإخلاء الميدان بالقوة. في صباح ذلك اليوم عقب خطاب عاطفي للمخلوع مبارك، سارعت أعداد كبيرة من البلطجية والمسلحين باتجاه ميدان التحرير بتخطيط وإشراف رجال مبارك وحاشيته من قيادات الحزب "الوطنى" المنحل ورجال أعماله، وبمساعدة الأمن، لأجل إفراغ الميدان من المعتصمين، واتخذوا من ميدان مصطفى محمود وأماكن أخرى نقطة للانطلاق. قام البلطجية الذين قدموا من ناحية ميدان عبد المنعم رياض ومن الشوارع المحيطة بالميدان عقب فتح الجيش الطريق لهم وأزاحة المدرعات التي أغلقت الطريق جانبًا بمهاجمة المتظاهرين بالحجارة والعصي والسكاكين وقنابل المولوتوف، بينما امتطى آخرون ممن قدموا من منطقة نزلة السمان الجمال والبغال والخيول، وهجموا بها على المتظاهرين، وهم يلوحون بالسيوف والعصى والسياط في مشهد أعاد للأذهان معارك العصور الوسطى. تصدي الشباب وفي قلبهم شباب جماعة الإخوان لذلك الهجوم البربري، حتي انقلب السحر على الساحر، واستعاد الشباب الميدان مجددًا متحكمين في زمام الأمور، وبشهادة الكثير ومنهم رجل الأعمال نجيب ساويروس المؤيدن للانقلاب حاليًا، أكد من قبل أن الإخوان كان لهم دور مهم في حماية شباب ثورة 25 يناير بميدان التحرير.. يظهر فيديو آخر لضيف الإعلامية المؤيدة للانقلاب حالياً هالة سرحان عبر شاشة قناة روتانا مصرية تورط قوات الجيش في موقعة الجمل، وتمهيد الطريق أمام البلطجية لاقتحام التحرير ويعرض مشاهد خطيرة لتورط الجيش في قتل المواطنين. ويوضح أيضًا تورط الحرس الجمهوري في حماية البلطجية، في اقتحام ميدان التحرير. وبشهادة أحمد شفيق المرشح الرئاسي الخاسر بأن الإخوان دعموا الثورة، وهم سبب نجاح الثورة الحقيقية رغم معادته للتيار الثوري في مصر، وتأييده دولة مبارك، وأيضًا مصطفى بكري الصحفي المتلون والمؤيد للانقلاب العسكري، والذي أكد أن الإخوان هم سبب نجاح الثورة بزحفهم نحو ميدان التحرير وتصديهم للبلطجية، وكذلك شهادة الصحفي بلال فضل وأحمد ماهر منسق حركة 6 إبريل بأن الإخوان هم من حموا مداخل ميدان التحرير.