خلال 18 شهرا.. أكثر من 10 مجازر.. أكثر من 41 ألف معتقل.. مداهمة المنازل.. آلاف المطاردين.. أكثر من 10 آلاف شهيد.. والثوار صامدون 18 شهرا مرت على مؤيدي الشرعية وهم في الشوارع ينادون خلالها بسقوط حكم العسكر وإعلاء قيم الديمقراطية، دون كلل أو ملل ولم يفت في عضدهم القمع والتنكيل وما يتعرضون له من قتل أو اعتقال، فهم ماضون دون أن ينشغلوا أو يلتفتوا للوراء. "الحرية والعدالة" في تقريرها تستعرض بعض ما تعرض له مؤيدو الشرعية من اعتقال وقتل ومجازر طيلة هذه الفترة. بلغ عدد المعتقلين في السجون ما يزيد عن 41 ألف معتقل بين أطفال ورجال وسيدات. اعتقال الطلاب أعلن مرصد "طلاب حرية للحقوق والحريات" عن أن أعداد الطلاب القتلى منذ انقلاب 3 يوليو 2013 وحتى 26 نوفمبر 2014، بلغ 213 طالبا، وأن إجمالي حالات الاعتقال بلغ 3045 طالبا منهم 2087 طالبا معتقلا حاليا، بينهم 25 طالبة، في حين أخلي سبيل 958 طالبا جامعيا، فيما بلغ إجمالي عدد الطلاب المفصولين 639 طالبا، منهم 323 طالبا تعرضوا للفصل النهائي، و71 طالبا تعرضوا للفصل لمدة عام دراسي كامل، أما الفصل لمدة عامين فكان من نصيب 13 طالبا، في حين فُصل 147 طالبا لمدة فصل دراسي كامل. وبلغ إجمالي حالات الفصل من المدن الجامعية 125 طالبا في حين لم تُعرف مدة فصل 85 طالبا، بينما صدر قرار ببطلان قرارات الفصل لنحو 91 طالبا. وأوضح المرصد أنه في إطار رصده المستمر للانتهاكات بلغ إجمالي عدد القتلى خارج إطار القانون 213 طالبا، منهم ست حالات قتل في أثناء الاعتقال، في السجون، و22 حالة قتل داخل الحرم الجامعي، علاوة على ست قتيلات من الطالبات. المجازر الدموية شهدت مصر منذ الانقلاب العسكري الغاشم في 30 يونيو 2013 عددا من المذابح والمجازر تعد الأعنف والأكثر إجراما في التاريخ المعاصر، ليس في مصر وحدها بل في العالم كله، تجاوز عددها 10 مجازر وهي: مجزرة بين السرايات تعد مجزرة "بين السرايات" والتي وقعت يوم 2 من يوليو أي قبل الانقلاب بيوم، أولي المجازر التي ارتكبها قائد الانقلاب الدموي عبد الفتاح السيسي، والتي جاءت ردا على خطاب الرئيس محمد مرسي المسمى ب"خطاب الشرعية" الذي تحدي فيه الانقلاب، فتم الهجوم على أنصار الشرعية في ميدان النهضة من قبل بلطجية مدفوعين بقوات الأمن في منطقة بين السرايات وقتل 23 من المتظاهرين بالميدان. مجزرة الحرس الجمهوري في 8 من يوليو 2013 أطلقت قوات أمن الانقلاب الرصاص الحي على المتظاهرين أمام دار الحرس الجمهوري أثناء أدائهم صلاة الفجر، مما أسفر عن استشهاد نحو 103 شهداء بخلاف مئات المصابين والمئات الذين تم اعتقالهم، وسميت هذه المجزرة ب"مذبحة الساجدين" أو "مذبحة الحرس الجمهوري". مجزرة رمسيس الأولى وفي 15 من الشهر ذاته أطلقت قوات الشرطة الرصاص الحي والخرطوش والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين في ميدان رمسيس وذلك بمعاونة البلطجية وبمباركة قوات الجيش لطردهم من الميدان، مما أدى إلى استشهاد 10 أشخاص وإصابة العشرات واعتقال نحو 500 شخص. مجزرة حرائر المنصورة وفي يوم 20 يوليو 2013 اشتبكت قوات الأمن مع المتظاهرين في المنصورة وذلك بمعاونة مجموعة من البلطجية المسلحين، ما أسفر عن استشهاد 4 من النساء من بينهن هالة أبو شعيشع ابنة 17 عاما و7 رجال وأصيب عدد كبير من المتظاهرين في سابقة الأولي من نوعها والتي تم فيها قتل النساء بدم بارد ودون سبب لمجرد خروجهن في تظاهرات. أحداث المنصة استيقظ الشعب المصري في 26 من يوليو 2013 على مذبحة أخرى عُرفت باسم "أحداث المنصة" أو "أحداث النصب التذكاري" حيث قامت قوات الانقلاب بقتل المتظاهرين أمام النصب التذكاري للجندي المجهول وراح ضحيتها 127 شهيدا و4500 جريح. مجزرة بورسعيد وبعدها بيومين أطلقت قوات الأمن النيران على تظاهرات ببورسعيد راح ضحيتها 3 شهداء و29 مصابا، وتفحمت جثة مجهولة أثناء حرق محلات "مؤمن" و"عطور" التي يملكها أحد السلفيين ببورسعيد. مجزرة الفض وفي حادثة هي الأسوأ في تاريخ مصر والتي لا تُنسى، ارتكبت ميليشيات السيسي مجزرة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة يوم 14 من أغسطس. بدأت مجزرة الفض هذه بتعمد استهداف المدنيين العزل وقنصهم وإطلاق الرصاص الحي عليهم والقنابل الحارقة وقنابل الغاز المسيلة للدموع وكانت الطائرات تقصف عليهم، كما منعت ميليشيات السيسي وصول سيارات الإسعاف إلى الجرحى، ثم قامت بإحراق مخزون الأدوية والأدوات الطبية الخاصة بالمعتصمين السلميين، وانتهت باقتحام المستشفي الميداني وإشعال النيران في جثث الشهداء وحرق المصابين وهم أحياء. وخلّفت تلك المجزرة ما يزيد عن 3 آلاف شهيد منها ما لا يقل عن 2600 شهيد في رابعة العدوية وحدها، بالإضافة إلى إصابة نحو 10 آلاف متظاهر، ومئات المعتقلين. أحداث مصطفى محمود بعد أن تفرقت جموع المعتصمين بميدان النهضة أثناء الفض وعقب اقتحام الجرافات والمجنزرات والقوات الخاصة التابعة لجهازي وزارة الدفاع ووزارة الداخلية مدعومة بقناصة، احتضنهم الميدان الأشهر بمنطقة المهندسين في محيط مسجد مصطفي محمود حيث ضم الآلاف من المعتصمين المحتجين على مجزرة الفض. خرجت مسيرات باتجاه ميدان مصطفي محمود، صمد المعتصمون بداخله حتى الساعة 4 عصرًا، وكانت منصة مصطفى محمود في 12 ظهرًا قالت إنه لا يوجد مساحة قدم في المستشفي الميداني التي امتلأت عن آخرها بجثث الشهداء، الذين وصلوا تقريبًا ل 66 في ميدان مصطفى محمود خلال فضه، بخلاف شهداء فض النهضة الجرحى. وأعلن وقتها الدكتور محمد عبد الفتاح -مدير مستشفى ميدان "مصطفي محمود"- أن عدد شهداء أحداث الميدان ارتفع إلى 50، وعدد الجرحى إلى ما يقارب ال1500. وتجددت اعتداءات قوات الأمن في هذه الأثناء -الساعة 15:43- في شارع "البطل أحمد عبد العزيز" القريب من ميدان "مصطفى محمود" بعد أن كان الهدوء قد ساد لساعات ساحة التظاهر بالميدان. مجزرة رمسيس الثانية أعقب تلك المجزرة مجزرة أخري سُميت بأحداث مسجد الفتح أو أحداث رمسيس الثانية حيث قامت قوات الجيش والشرطة المتمركزة أعلى كوبري 6 أكتوبر وقسم شرطة الأزبكية بإطلاق الرصاص على المتظاهرين الموجودين في ميدان رمسيس والمشاركين في فعاليات مليونية "جمعة الغضب" آنذاك، وأيضا حاصرت كل من كانوا بمسجد الفتح واعتقلت المئات، وأسفرت هذه الأحداث عن استشهاد 103 أشخاص وإصابة المئات. مجزرة سموحة كانت ميليشيات الجيش والشرطة قد هاجمت عشرات الآلاف من المتظاهرين في سموحة، يوم الجمعة 16 أغسطس الماضي، عقب تشييع جثمان عدد من شهداء مجزرة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وفتحت قوات الانقلاب النيران على المتظاهرين أمام مسجد على بن أبي طالب بمنطقة سموحة، وأسفرت المجزرة عن ارتقاء 46 شهيدا، فضلا عما يقرب من 200 مصاب بالإضافة إلى اعتقال 357 متظاهرا. مجزرة 6 أكتوبر في 6 من أكتوبر الماضي خرجت جموع غفيرة في تظاهرات تناهض الانقلاب الدموي وجرائمه في ذكري الاحتفال بنصر أكتوبر، لكن قوات الأمن اعتدت على كافة هذه التظاهرات بالرصاص الحي والخرطوش والقنابل المسيلة للدموع، مما أسفر عن حدوث مجزرة جديدة سقط فيها 51 شهيدًا، و268 مصابا وفقا للأرقام الرسمية واعتقال ما يزيد عن ألف متظاهر معظمهم في ميداني الدقي ورمسيس الذين كانوا في طريقهم إلى ميدان التحرير، ولاحقتهم ميليشيات الانقلاب والبلطجية في الشوارع الجانبية بالآلي والأسلحة البيضاء وحالوا دون وصولهم إلى الميدان. مجزرة استفتاء الدم شهد يوما استفتاء الدم واليوم التالي لهما محاصرات وقتل وترويع آمنين وملاحقاتهم أمنيا، إذ ارتقى نحو 12 شهيدا واعتقال وإصابة المئات في مناطق متفرقة؛ نظرا لإصرار رافضي الانقلاب على التظاهر السلمي والتعبير عن حقهم في مقاطعة ورفض وثيقة دستور الدم. مجزرة 25 يناير في يومي 24- 25 يناير ارتكبت ميليشيات الانقلاب مجزرة جديدة بحق مؤيدي الشرعية راح ضحيتها 106 شهداء ومئات المصابين. اقتحام القرى لم تقتصر جرائم الانقلاب الدموي على تفريق التظاهرات والاعتداء عليها وقتل وإصابة واعتقال المئات لوأد تلك التظاهرات، ولكن امتد الأمر إلى اقتحام المدن والقرى المعروفة بتأييدها للشرعية؛ وذلك لمعاقبتهم وبث الرعب في نفس كل مَنْ تسول له نفسه الخروج في تظاهرات منددة بالانقلاب، وكانت ترتكب هذه الجريمة تحت مسمى "محاربة الإرهاب"، ومن المدن والقرى التي تم اقتحامها (دلجا،كرداسة، العتامنة، الميمون، سيناء)، بالإضافة إلى 800 منزل في سيناء بحجة محاربة الإرهاب. قتل المعتقلين أعلنت مؤسسة الكرامة لحقوق الإنسان ومقرها بريطانيا أن عدد القتلى بداخل أماكن الاحتجاز منذ انقلاب 3 يوليو2013، وحتى الآن بسبب التعذيب أو الإهمال الطبي إلى 89 شهيدا وشهيدة. الانتهاكات ضد الأطفال رصد المرصد المصري للحقوق والحريات تقريرها عن واقع الانتهاكات التي ترتكب بحق الأطفال المتهمين في قضايا سياسية في مصر منذ 30 يونيو 2013 وحتى الأول من نوفمبر حيث وصل عدد الأطفال المعتقلين 2170 طفلا معتقلا، وعدد الأطفال المعتقلين الآن بداخل أماكن الاحتجاز المختلفة 370. كما كشف المرصد عن أن عدد الأطفال القتلى في الأحداث المختلفة 217 طفلا قتيلا وعدد حالات التعذيب التي ارتكبت بحق الأطفال المعتقلين 948 حالة تعذيب، وعدد حالات العنف الجنسي التي ارتكبت بحق الأطفال المعتقلين 78 حالة عنف جنسي. هذه الفترة تذكرنا بصمود الثوار في ميدان التحرير وثباتهم لمدة 18 يوما حتى أسقطوا نظام مبارك، وسقط ثمن 1075 شهيدا في 22 محافظة مختلفة 6234 مصابا.