قال أمين حركة النهضة حمادي الجبالي إن تصريحات المرشح الرئاسي الباجي قائد السبسي، وتصريحات مماثلة لرموز في حزبه نداء تونس، "تحمل كلاما خطيرا لا يليق بمرشح رئاسة تونس". واعتبر الرئيس السابق للحكومة التونسية، في بيان على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن هذه التصريحات تدعو إلى "التمييز الفئوي والنعرة الجهوية"، مشيرا إلى أن خطورتها تكمن في قسم المجتمع التونسي إلى "شقين: إسلامي ومتطرف وسلفي جهادي، وشق يصفه بالديمقراطي ويدعي لنفسه تصدر زعامته". يأتي ذلك في وقت صرح فيه السبسي أثناء حملته الانتخابية بأن الانتخابات تضع البلاد بين مشروعين: "إما دولة الحداثة أو عودة السلفية التكفيرية"، على حد تعبيره. وزعم لإحدى الإذاعات الفرنسية أن من صوت للمرزوقي في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية هم من "الإسلاميين والجهاديين". وقال الجبالي إنه نبه في بيان سابق إلى أن هذه "العقلية تؤدي إلى ظاهرة الردة والفتنة المجتمعية"، مؤكدا أنها تزدري شريحة واسعة من الشعب التونسي، وتنسف إنجازات الثورة، على حد تعبيره. ودعا الجبالي قائد السبسي إلى "الاعتذار للشعب التونسي، والالتزام بالدستور نصا وروحا" مجددا التأكيد على ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية من خارج الحزب الفائز بالانتخابات التشريعية. واختتم بيان الجبالي بقوله إن هذا الموقف "لا يُعدّ انحيازا لمرشح في شخصه أو اعتراضا على شخص آخر"، وإنما لقناعته أن توزان السلطات هو شرط للحياة الديقمراطية والتشاركية الحقيقية، وأن الوحدة الوطنية مع حق الاختلاف هي مصلحة تونس، على حد تعبيره. وجابت مسيرة شعبية شوارع مدينة مدنين، جنوب شرق تونس، الخميس، رفضا لتصريحات السبسي بشأن خصمه الرئيس الحالي محمد المنصف المرزوقي. وشارك في المسيرة قرابة الألفي متظاهر من مختلف الفئات العمرية، وسط حضور لافت للعنصر النسائي. ورفع المتظاهرون خلال المسيرة شعارات داعية إلى "محاسبة السبسي" على ما اعتبروها "جرائم اقترفها في الستينات من القرن الماضي عندما كان وزيرا للداخلية". ووفقا لتصريحات من مواطنين شاركوا في المسيرة إنه لم يدع للمظاهرة أي طرف سياسي بعينه ولا جمعياتي وإنما كانت بشكل عفوي. وكانت الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية قد شهدت حصول الباجي قايد السبسي مرشح حركة نداء تونس على 39.4 بالمئة من الأصوات في انتخابات الرئاسة التونسية التي جرت يوم الأحد 23 نوفمبر، فيما تحصّل محمد المنصف المرزوقي المرشح المستقل على 33.4 بالمئة من الأصوات، بحسب نتائج رسمية نشرتها، الثلاثاء الماضي، الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس.