عند ما ذهب رئيس الوزراء د. هشام قنديل لمبنى الإذاعة والتليفزيون أول أمس الأربعاء ليدلى بحوار من استوديو قناة (النيل للأخبار) رقم (5)، الذى تم تجديده وتحديثه بمبالغ خيالية دون تدريب العاملين بالقناة، وقعت أحداث فى غاية الغرابة. لن أتحدث عن تنظيف الممرات وتركيب لمبات وفرش سجاد أحمر، وكأن الزيارة ليست لرئيس وزراء ثورة وإنما لأحد مسئولى العصر البائد (كما يقول بيان غاضب وصلنى من العاملين)، ولا الانتشار الأمنى، فالأغرب أن مسئولى القناة طالبوا العاملين بمغادرة القناة، كأن رئيس الوزراء لا يريد رؤية "وشهم"، أو كأنهم عورة يجب سترها!! سمعت عن مبررات لهذا فى صورة مخاوف أمنية من قيام العاملين بالقناة بالتظاهر أمام رئيس الوزراء؛ لأن لهم مطالب يريدون توصيلها له، ولكن هذا لا يبرر حبس العاملين بالقناة فى حجرة مغلقة لحين مرور رئيس الوزراء، ولا اختيار مذيعة بقناة نايل لايف للمنوعات لإجراء الحوار مع رئيس الوزراء واستبعاد مذيعى قناة النيل للأخبار. أتصور أنه لا رئيس الوزراء ولا وزير الإعلام يعلمان بهذه الإجراءات العجيبة، وأن من فعل هذا هم مسئولو الأمن الذين اعتادوا على هذه الوسائل القديمة البالية التى تعزل المسئولين وتجلب عليهم غضب الشعب، ولذلك أقترح أن يبادر الوزير بلقاء العاملين بالقناة والاستماع إلى شكاواهم. من "شيزوفرينيا" التليفزيون أنهم يذيعون أخبارا يحذرون فيها المصريين من تناول المياه المعدنية التى تنتجها سبعة شركات مخالفة فى الأسواق؛ لأنها تحتوى على ملوثات بكتيرية "خاصة البروتوزوا الحية"، ما يؤكد اختلاط آبار هذه المياه بالمجارى والصرف الصحى، ومع هذا عند ما تذهب للتليفزيون سيقدمون لك مياه هذه الشركات المخالفة!! أما لو أتيحت لك الفرصة لتدخل أحد استوديوهات قناة النيل للأخبار ضيفا فسوف تستمع طوال فترة وجودك على الهواء لما يشبه خبط غطيان الحلل الألومنيوم.. وعندما سألت المذيعة، قالت: "عادى ده التكييف ونحن معتادون على هذا"!. أما لو دخلت استراحات القنوات الأخرى بما فيها القناة الثانية والنيل لايف والثقافية وغيرهم فسوف تشعر أنك تجلس فى سوق الخضار، بسبب عدم النظافة، وتهالك وقذارة المقاعد المفترض أن يجلس عليها الضيوف، وهذا غير شكل المبنى الخارجى والداخلى الذى يشعر كل من يمر بجواره أنه مساكن شعبية لا تليفزيون مصر وواجهتها الإعلامية!!. أعرف كثيرا من المتخصصين قرروا عدم تلبية دعوات معدى برامج التليفزيون المصرى باستضافتهم والاعتذار، ليس فقط لأن الحضور يكلفهم بهدلة الوصول للتليفزيون فى زحام القاهرة وبهدلة البحث عن مكان لانتظار سياراتهم، بعد ما تم منع دخول سيارات الضيوف لساحة المبنى التى تعج بسيارات الشرطة والحرس الجمهورى، ولا لأنهم لا يتقاضون مليما واحدا نظير حضورهم (عكس ما تفعل قنوات خاصة)، ولكن بسبب سوء حالة أماكن انتظارهم، وتدنى مستويات النظافة والاستوديوهات. أعلم أن كل هذا يحتاج إلى أموال لا تتوفر للتجديد والتحديث للمبنى، بينما هناك مستشارون ومحظوظون من العهد السابق لهم مخصصات خرافية داخل المبنى، والأمر يحتاج إلى مبادرات أهلية من رجال أعمال وشركات بناء للتبرع بتجديد المبنى، ولكن كل هذا كوم والتخلص من ممارسات العهد السابق كوم.