عقب تنديس المستوطنين والشرطة الصهيونية لمحراب المسجد الآقصى وإهانتهم للمصحف الشريف، الذي وطئوه بأقدامهم اندلعت اشتباكات عنيفة صباح اليوم الأربعاء بين عدد من الشباب وقوات الاحتلال التي اقتحمت المسجد الأقصى المبارك وحاصرت الجامع القبلي. يأتي ذلك في أعقاب إغلاق المسجد في وجه المصلين المسلمين، وفتحه أمام اقتحامات المستوطنين. ذكرت مصادر محلية، أن الشباب رشقوا عناصر شرطة الاحتلال المتمركزة على بوابات الأقصى الرئيسية بالحجارة والمفرقعات، بعد منعها المواطنين الدخول إلى الأقصى تمهيدا لاقتحامات ما كانت تسمى جماعات الهيكل المزعوم قد دعت إليها اليوم. وقال مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني: إن أكثر من 300 جندي اقتحموا باحات الأقصى، وبدءوا بمحاصرة المعتكفين بداخل الجامع القبلي وإطلاق الأعيرة المطاطية تجاههم، فيما يرد الشباب بالحجارة. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية: إن جيش الاحتلال يقتحم المسجد الأقصى المبارك، ولأول مرة يقتحم المسجد القبلي، ويصل منبر صلاح الدين في إجراء هو الأخطر حتى الآن في المسجد الأقصى. وقامت قوات الاحتلال بطرد المواطنين المحتشدين أمام باب حطة، وأطلقت عليهم قنابل صوت بعيد اقتحام الأقصى والجامع القبلي فيه. وقد سمح للمتطرفين باقتحام الأقصى بعد أن أغلقت شرطة الاحتلال الأقصى بوجه المسلمين. من جهتها، حذرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث من جريمة اقتحام قوات شرطة الاحتلال - بأعداد كبيرة جدا مدججة بالأسلحة - حرم الجامع القبلي المسقوف واعتدائها بقنابل الصوت والغاز والهراوات على المصلين المتواجدين بداخله. وقالت في بيان لها إن هذه الخطوة غير المسبوقة من قبل الاحتلال تؤكد على أن الأخير وصل مرحلة متقدمة جدا في الجنون والحماقة ، الأمر الذي يؤكد في المقابل دخول المسجد الأقصى مرحلة الخطر الشديد والشديد جدا. ولفتت المؤسسة إلى أن دلائل الاقتحام النوعي للاحتلال اليوم تشير إلى الضوء الأخضر الذي منحه رئيس الحكومة في المؤسسة الصهيونية بنيامين نتنياهو ، ما يعني بان الاعتداءات على المسجد الأقصى الآن أصبحت مشروعة ومدعومة من المؤسسة الصهيونية علناً. وأشارت المؤسسة إلى أن الاحتلال يحاول بالقوة فرض تكريس تواجد يهودي دائم في المسجد الأقصى، في إشارة الى إصراره على السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى بأعداد كبيرة والقيام بمسارهم كالمعتاد بحراسة مشددة منه. وناشدت المؤسسة الجهات ذات الشأن خاصة الأردن بصفتها صاحبة السيادة والوصاية في المسجد الأقصى بالقيام بواجبها بشكل جاد يوازي حجم الخطر المحدق بالمسجد وجرائم الاحتلال بحقه وحق المصلين هناك.