لم تتحمل نبضات قلبه الثوري قهر الزنزانة وضحكات سجانه, ارتمى الجسد الذي لم يعرف إلا الحركة على الأرض, سقط الجمل الثوري ميتا بعد عام من الاعتقال, قبل أن يرى تاج الكرامة يزين بلاده, المهندس أحمد سالم سيد أحمد والذي يبلغ من العمر 49 عاما، والمحتجز بسجن العريش المركزي؛ إثر إصابته بأزمة قلبية داخل العنبر رقم 5، نقل على إثرها إلى مستشفى العريش العام. وأكد زملاؤه المعتقلون داخل سجن العريش المركزي أنه عند إصابته ووقوعه على الأرض, تعالت أصواتهم منادين إدارة السجن بأعلى صوت دون استجابة منهم. فبدأ المعتقلون في جميع العنابر بطرق الأواني على الأبواب حتى تستجيب إدارة السجن للنداء وتقوم بنقل المعتقل إلى المستشفى بالإسعاف ولكن دون إجابة، وانتظرت إلى أن جاءت قوة خاصة من مديرية أمن بشمال سيناء، وحينها سمحت للإسعاف أن ينقل المعتقل إلى المستشفى ولكن المنية قد وافته هناك . كان أحمد طموحا في عمله, فهو رئيس لقسم الكهرباء بمجلس مدينة بئر العبد, وهو متزوج ولديه من الأبناء خمسة، وتم الهجوم على منزله يوم الخميس الموافق 26 يونيو 2014، وتفتيش المنزل ولم يوجد هو بالمنزل، وعندما عاد إلى منزله أخبره أهل بيته أن قوات من الجيش والشرطة أتت تسأل عنه، فذهب إلى قسم رمانة ليعلم لماذا تم الهجوم على منزله، فأخبروه في القسم أن يأتي في المساء، وعندما ذهب إليهم في المساء تم احتجازه في القسم . وتم ترحيله في صباح اليوم التالي إلى العريش ليفاجأ بالتهم الملفقة له من قبل النيابة، وهى "التحريض على قتل الجيش والشرطة، وعقد اجتماعات سرية، وتوزيع منشورات، والانضمام إلى جماعة محظورة", وقبيل وفاته تم عرضه على المحكمة، وتم إخلاء سبيله بكفالة قدرها 10 آلاف جنيه، لكن ميليشيات الانقلاب تعنتت ولم تفرج عنه.