أرسل صهيب سعد - طالب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والمعتقل حالياً بسجن المزرعة رسالة من داخل زنزانته - فى الذكرى السنوية الأولى لفض ميدانى رابعة والنهضة. كان قضاء الانقلاب برئاسة المستشار محمد ناجى شحاتة قد حكم على صهيب ضمن 20 آخرين فى القضية المعروفة إعلامياً ب"خلية الماريوت" بالسجن المشدد 7 سنوات فى الثالث والعشرون من يونيو الماضى . وننشر لكم نص "الرسالة": علمني الأسر سلام على أولئك الذين إجتباهم الله جنودا في ساحات المعركة ميادينا كانت أو سجونا؛ وطوبى لتلك الأرواح التي روت كلتا الساحتين بدمائها.. سلام على الخاشعين في غضبهم الثائرين في أرواحهم ؛ وطوبى لأولئك الثابتة خطاهم. في قطع الدروب القاسية، الذين إجتباهم الله لزلزلة عروش الظالمين. وما دمنا نطارد في النواحي فذاك العزم يسري في خطانا وما دام الشباب جذور عشق..فأبشر بالغراس على يدانا لنا الفردوس نخوض الحرب نشتاق الجنان ولا يعرف الشوق إلا من بكا به.. إبتلانا الله بهذه الدنيا وخيرنا فيها بين دربين لا ثالث لهما, طريق الحق وطريق الباطل. وأحلك الأماكن في جحيم البشر هي لأولاء الجاشعين الذين كانوا أجبن من أن يسلكوا أيا من الطريقين فارتضوا وعاشوا في وحل طينها وارتضوا من نفوسهم الدنية.. تعلمت في الأسر أن المعركة بين الحق والباطل هي روح الحياة، بها تعلو الجباة، وتسمو الروح. بها يميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الله الخبيث بعضه على بعض فيركمه بها، يمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين، بها يعلم الله الذين آمنوا منهم ويتخذ منهم شهداء، بها يعلم الله الذين جاهدوا ويعلم الصابرين.. علمني الأسر أن المعركة بين الحق والباطل قائمة ما قامت السموات والأرض ولتلك المعركة ساحات عدة وما الأسر إلا ساحة من ساحات تلك المعركة الوجودية، وما الأسرى إلا قوم يخصهم الله ويطهرهم ويعدهم لساحة أخرى من ساحات المعركة فما الأسر إلا خطوة أولى في أقسى الدروب. علمني الأسر أن أهل الحق يعيشون ب (ولا تهنوا ولا تحزنوا) فلا تلين عزائمهم ولا تفتر هممهم، ولا يعرفون للهوان سبيل ولا يرتضون لدينهم وأوطانهم فهم الذين لم يهنوا لم أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين. أهل الحق هم أولئك الذين لم يزدهم بطش السجان إلا قوة وصلابة في الحق وما أضفت عتمة السجن عليهم إلا إشراقآ في نفوسهم، هم أولئك الذين لم يهنوا في إبتغاء القوم ولا يتربص بهم عدوهم إلا إحدى الحسنيين فهم الأعلون . علمني الأسر أن أهل الحق لا تفتر ألسنتهم ولا قلوبهم عن حمد الله أن إجتباهم له أهلآ ومنحهم من الدروب أقساها، يلتقون على نصرة الحق ويفترقون على ألا يستكينوا عهدنا عند اللقاء بأن ننصر ديننا وعهودا في الفراق بألا تستكين . حسبنا أنا على الحق وللحق دعينا.