"سلام على أولئك الذين اجتباهم الله جنودًا في ساحات المعركة ميادين كانت أو سجونًا؛ وطوبى لتلك الأرواح التي روت كلتا الساحتين بدمائها.. سلام على الخاشعين في غضبهم الثائرين في أرواحهم؛ وطوبى لأولئك الثابتة خطاهم. في قطع الدروب القاسية الذين اجتباهم الله لزلزلة عروش الظالمين".. بتلك الأبيات بدأ صهيب سعد، طالب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والمحكوم عليه بالسجن 7 سنوات في قضية خلية الماريوت. وأضاف "سعد"، في رسالة مسربة من داخل معتقله حصلت "المصريون" على نسخة منه، تعلمت في الأسر أن المعركة بين الحق والباطل هي روح الحياة، بها تحلو الجباة، وتسمو الروح، بها يميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الله الخبيث بعضه على بعض، فيركمه بها، يمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين، بها يعلم الله الذين آمنوا منهم ويتخذ منهم شهداء، بها يعلم الله الذين جاهدوا ويعلم الصابرين. وتابع: علمني الأسر أن المعركة بين الحق والباطل قائمة ما قامت السماوات والأرض ولتلك المعركة ساحات عدة وما الأسر إلا ساحة من ساحات تلك المعركة الوجودية، وما الأسرى إلا قوم يخصهم الله ويطهرهم ويعدهم لساحة أخرى من ساحات المعركة فما الأسر إلا خطوة أولى في أقسى الدروب، علمني الأسر أن أهل الحق يعيشون ب (ولا تهنوا ولا تحزنوا)، فلا تلين عزائمهم ولا تفتر هممهم، ولا يعرفون للهوان سبيلاً ولا يرتضون لدينهم وأوطانهم فهم الذين لم يهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين. واستطرد: أهل الحق هم أولئك الذين لم يزدهم بطش السجان إلا قوة وصلابة في الحق وما أضفت عتمة السجن عليهم إلا إشراقًا في نفوسهم، هم أولئك الذين لم يهنوا في ابتغاء القوم ولا يتربص بهم عدوهم إلا إحدى الحسنيين فهم الأعلون. علمني الأسر أن أهل الحق لا تفتر ألسنتهم ولا قلوبهم عن حمد الله أن اجتباهم له أهلاً ومنحهم من الدروب أقساها، يلتقون على نصرة الحق ويفترقون على ألا يستكينوا عهدنا عند اللقاء بأن ننصر ديننا وعهوداً في الفراق بألا تستكين.