يقول صابر أبو الكاس -إعلامي من غزة-: مما لا شك أن الحرب النفسية في أي معركة يمكن لها أن تحسم الوضع؛ ولذلك فإن هذا الأسلوب-النفسي- متبع بشدة من قبل العدو الصهيوني في معاركه المختلفة والمتكررة مع الشعب الفلسطيني؛ في محاولة منه للتأثير على الجبهة الداخلية الفلسطينية لزعزعتها؛ بيد أن العدو قد فشل في ذلك فشلا ذريعا هذه المرة بالذات؛ حيث وجد صمودا فلسطينيا منقطع النظير، بل إن الشعب الفلسطيني في غزة قد كسب المعركة لصالحه بفعل جبهته الداخلية المتينة القوية بعكس الجبهة الداخلية الصهيونية المزعزعة والمترهلة التي استطاعت المقاومة الفلسطينية التأثير فيها من خلال حربها الاعلامية والتكنولوجية مع العدو؛ وذلك من خلال بث المقاومة رسائل الرعب في نفوس الصهاينة حيث استطاعت ارسال رسائل قصيرة على الهواتف النقالة لل"مستوطنين" ولكبار قادة العدو تطالبهم اخلاء منازلهم والرحيل عن أرض فلسطين؛ اضافة الى اختراق بث قنوات التلفزة الصهيونية، وبث كتائب القسام رسائل تهديد ووعيد بالانتقام لدماء الاطفال والنساء وذلك باللغة العبرية. يردف "أبو الكاس" في تصريح خاص ل"الحرية والعدالة": إن المعركة إذن هي حالة نفسية مختلفة بين المجتمعين الفلسطينيين والصهيوني؛ وكم من عائلة فلسطينية في غزة صمدت وثبتت في منازلها رغم تهديد العدو على النقيض من الأسر والعائلات الصهيونية التي تقضي يومها في الملاجئ خوفا من صواريخ المقاومة.
ويصف "أبو الكاس" الوضع النفسي والثبات النفسي رغم الخسائر: ثباتنا ينطلق من عقيدتنا الاسلامية حيث قال تعالى:"وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139)".[آل عمران]. كما ينطلق أيضا من مبادئنا الراسخة بعدالة قضيتنا وحتمية النصر المؤزر الذي وعدنا به الله تعالى، كما أن قناعتنا بأن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار عامل مهم في ثباتنا.
جيش لا يقهر وقبة حديدية.. وحول ما رصدوه من هلع ورعب في المجتمع الصهيوني يضيف "أبو الكاس": أما عن حالات الهلع لديهم فمنهم من انقلبت به سيارته فلقي حتفه بعدما سمع انفجارا ناجما عن سقوط صاروخ، ومنهم من سارع ليختبئ في الملجأ بعد سماعه صفارات الإنذار فتعثر ووقع وكسرت يداه، ومنهم من مات بسكتة قلبية بعد سماعه انفجار صواريخ للمقاومة بجواره، كما أن ملامح الرعب لديهم تمثلت في اغلاق محالهم التجارية منذ بدء العدوان، إضافة إلى انهيار قطاع السياحة وهجران الفنادق وإلغاء الحجوزات، الأمر الذي تسبب في خسائر بمليارات الدولارات، عوضا عن الانهيار النفسي لدى كثير منهم ومغادرتهم أراضينا المحتلة.
يرى "أبو الكاس" أن: مقولة جيش لا يقهر لم يعد يرددها العدو، ومن خلال تحليلات التلفزة العبرية اليومية ووسائل إعلامهم فقد باتوا يتحدثون عن مقاومة عنيفة وشرسة لم يعهدوها منذ عام 1948 وأن المقاومة في غزة قد مرغت أنفهم في التراب، وقد لمسنا ذلك أيضا بعد الشهادات التي أدلى بها جنود العدو المصابىن والناجىن من الموت بعد اشتباكهم المسلح مع المقاومة حيث أخذ أحدهم يبكي ويصرخ ويقول: "لقد كانت جهنم على أرض غزة وقد رأيت قطعا من اللحم والأشلاء والدماء يغرق فيها زملائي...وكأننا نشاهد فيلم رعب..". وهذا كله تحدثت عنه التلفزة العبرية في ظل وجود رقابة عسكرية صهيونية تمنع من نشر ذلك حتى لا تنهار معنويات جيشهم.