في قمة سداسية جمعت حاكم البيت الأبيض وخمسة رؤساء أفارقة، قاطع الرئيس دونالد ترامب رئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني أثناء إلقائه كلمته، موجّهًا تنبيها لضيوفه الخمسة بضرورة تسريع وتيرة المداخلات؛ وقال ترامب بكل عجرفة وتعالٍ مخاطبا ضيوفه الأفارقة ومقاطعا لرئيس موريتانيا: إذا كان بإمكانك فقط قوْل اسمك واسم بلدك. المعلم ترامب وتلاميذه الأفارقة كما ظهر ترامب كأستاذ يجري امتحانا شفويا لطلبة قعدوا متراصين أمامه ولم يُظهر ترامب الكثير من اللباقة السياسية خلال استقباله خمسة من القادة الأفارقة في البيت الأبيض. وأحرج ترامب الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني عندما قاطعه طالبًا منه إنهاء حديثه بدعوى "انتهاء الوقت"، وطرح على بقية الرؤساء "أسئلة مدرسية" حين طلب منهم ذكر أسمائهم وبلدانهم وأعمارهم. وقال مراقبون: إن "سخرية ترامب من سياسيي القارة السمراء تعكس الفوقية التي غالبًا ما يتعامل بها مع قادة الدول الصغيرة". ونبع لقاء ترامب بالدول في جوهره طمعا في الثروات المعدنية الهائلة لهذه الدول، وبالتحولات الجيوسياسية التي تشهدها القارة، خصوصًا مع تراجع الدور الفرنسي وتزايد نفوذ الصين وروسيا في القارة. الناشط محمد سعد @MhmmedSd قال: إنه "رغم أن الرئيس الموريتاني استبق زيارته للبيت الأبيض بالدعوة إلى منح ترامب جائزة نوبل للسلام، إلا أن ترامب أهانه إهانة لا تحبها لعدوّك.". وتابع "أجلسه على كرسي صغير أمامه مع عدة رؤساء وطلب منهم الاختصار الشديد في الكلام لأن ليس لديه وقت وطلب منه ذكر اسمه واسم دولته في مشهد أنا نفسي اتكسفت لما شفته.". https://x.com/MhmmedSd/status/1943200174135812239 وقال المحلل والكاتب السياسي المقيم بالولاياتالمتحدة مأمون فندي @mamoun1234: "أحزنني مشهد بعض الرؤساء الأفارقة وهم يُعاملون من قِبَل ترامب كما لو كانوا عبيدًا في بلاطه، أهذا هو حصاد عقودٍ من نضال حركات التحرر في إفريقيا؟ إن كان هذا هو مآل التحرر، فماذا تكون العبودية إذن؟". وأضاف أن "مثل هذه المشاهد لا تُسيء إلى كرامة الأفراد فحسب، بل تُهين تاريخ القارة بأكملها، وتُفرغ نضال الأحرار الأفارقة من معناه..". وطالب "فندي" من الاتحاد الإفريقي ألا يقف موقف المتفرّج، بل عليه أن: •يُدين بوضوح أي إهانة أو استعلاء خارجي على القادة الأفارقة، بغض النظر عن مواقفهم الشخصية. •يُطالب باحترام متبادل في العلاقات الدولية، قائم على السيادة والكرامة لا على التبعية والتذلل. •يُعيد تقييم دوره في بناء قيادة إفريقية حرة، واعية، وغير مرتهنة لإملاءات الخارج. وأكد أن ".. الصمت في مثل هذه المواقف ليس حيادًا، بل تواطؤ مع الإهانة، وخيانة لدماء الشهداء الذين سقطوا في معارك التحرر.". https://x.com/mamoun1234/status/1943326034490978782 الأمبراطور المهزأ
وقال حساب (Sky blue+) إن "أي رئيس دولة يقبل زيارة البيت الأبيض ويقابل ترامب بيعرض نفسه للتهزيق وقلة القيمة وإهدار الكرامة بالذات لو من رؤساء أفريقيا اللي ترامب بيتكلم معاهم كأنهم عبيد وهو السيد الأبيض .". وعن تكرر هذا الاستعلاء أشار إلى "زيارة رئيس جنوب أفريقيا رامافوزا من شهور لما ترامب أحرجه وتكلم عن أمور داخلية في جنوب أفريقيا وشوفناه إمبارح في لقائه مع 5 رؤساء أفارقه موريتانيا والسنغال وليبيريا وغينيا بساو والجابون، اللي يعتبر ترامب مسح بكرامتهم الأرض وكأنهم عبيد عنده في مزارع القطن بالجنوب الأمريكي".
وأشار ت المنصة إلى أنه في سنة 1816 تأسست جمعية اسمها "الاستعمار الأمريكية" على يد "هينري كلاي" وجيمس مونرو رئيس أمريكا السابق وأندرو جاكسون وبعض الشخصيات العامة كان هدفها إرجاع الأفرو أمريكان لأفريقيا، يتمتعوا بالحرية بعيدا عن أمريكا خالص، فقالك نجمع شوية ونهربهم على أفريقيا تحت شعار "عودوا إلى القارة التي أتيتم منها، حيث الجميع سود" . وأضاف ".. بدأ اعضاء الجمعية يشتروا أراضي – بالغصب رغما عن أهلها – في حتة اسمها "ساحل الفلفل" وجهزوها وقاموا بشحن وتهريب مئات الأفارقة من أمريكا وإسكانهم في المستعمرات الجديدة دي في الغرب الأفريقي، وسموها "ليبيريا" بمعنى الحرية نسبة لتحريرهم يعني، وأسسوا دولة بعلم يشبه العلم الأمريكي ودستور أمريكي يعني أمريكا بس على صغير كده، وأعلنوا يوم الاستقلال 26 يوليو 1847م وأول رئيس لليبيريا كان "جوزيف جينكين روبرتس"، وخلي بالك المهاجرين الجدد دول أمريكان المولد، يعني جدودهم هم اللي كانوا استجلبوا من أفريقيا، لكن هم ميعرفوش غير أمريكا ونظام أمريكا، مضيفة أن الحل الأمريكي لكل المشاكل هو التهجير". وخلص إلى أن "الاستعلاء والعنجهية والغرور والكبر والصلف وعدم احترام البروتوكول اللي بيتعامل به ترامب تخلي أي رئيس محترم وبيحترم بلده يرفض دعوة زيارة البيت الأبيض اللي ترامب بيعتبرها استدعاء مش دعوة زيارة رئيس دولة لدولة تانية ويتعامل كأنه الأمبراطور الروماني مع حكام المقاطعات الرومانية". أما الناشط على السوشيال عبده فايد Abdo Fayed فكتب عن "أغبى الفضائح على الإطلاق لترامب" موضحا أن لقاء ترامب ب"مجموعة من الرؤساء الأفارقة دفعة واحدة في مكتبه بالبيت الأبيض، موريتانيا والسنغال وغينيا بيساو والأهم ليبيريا..". جدد "أميركا في القرن التاسع عشر التي حرّمت تجارة الرقيق، يعني الإنجليز ولمدة قرنين من الزمان كانوا يسرقون الأفارقة من قلب القارة وينقلوهم إلى المستعمرات في العالم الجديد، أميركا والبرازيل وهندوراس وجواتيمالا وغيرها، من أجل العمل بالسخرة خصوصًا في زراعة قصب السكر والخدمة المنزلية، وبعد ما أميركا استقلت عن بريطانيا، وهي الأخرى استخدمت الرقيق الإفريقي ( قرابة 18 مليونًا ) قرّرت أخيرًا أن تعفو عنهم..وتسمح لبعضهم بالبقاء في أميركا، ومن أجل استعراض إنسانيته قرّرت ترجّع جزءا منهم قارة إفريقيا، بس ترجّعهم فين؟". وأضاف "..دعمت أميركا صعود سيدة للحكم وهي ''إلين جونسون سيرليف'' ومُنحت جائزة نوبل للسلام، لأن العصر تغيّر وأميركا دومًا تواكب العصر بعد تأمين مصالحها، واليوم في استعراض للجهل والوقاحة الأميركية مجتمعين يسأل ترامب رئيس ليبيريا عن سرّ لغته الإنجليزية القوية، الرئيس الأميركي البرتقالي الجهول حتى لم يُكلّف خاطره بمعرفة من سوف يقابل، ولو كان قرأ أو سأل مستشاريه، لعلم أنه سوف يقابل الجريمة الأميركية الحيّة على مر العصور..". وتابع: "يقابل ليبيريا البلد الذي استمد اسمه وعاصمته بل وحتى لون علمه من الولاياتالمتحدة، البلد الذي حكمه رجال دين مسيحيون مُحرّرون من قلب العبودية الأميركية وكانوا من الأقسى والأحط في العالم، البلد الذي سرقت الولاياتالمتحدة عشرات المليارات من ثرواته من المطاط والألماس ولو كان الثمن 200 ألف روح، البلد الذي من أجله سمحت واشنطن بهروب أحد مسجونيها من سجن شديد الحراسة حتى يذيق الويلات لأفارقة كل ذنبهم أنه رفضوا مرة واحدة وأخيرة..". وخلص إلى أن "الهيمنة الأميركية، لكن حتى الجهل والغرور الأميركي ممثلًا في ترامب أبى التعرّف على ماضي خدّامهم، وخدام الكيان بالمناسبة لأن ليبيريا أكبر محطة تجسس للعدو في قلب إفريقيا، ثم يسألك أحدهم لماذا تُناصب الرجل الأبيض العداء؟ لأنه وحضارته وقيمه ومبادئه التجسيد الأمثل لانحطاط الروح البشرية، التجسيد الأنسوي للشيطان ".