أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، بنظيره الليبيري جوزيف بواكاي لإجادته اللغة الإنجليزية، مع ذلك، تلقى الزعيم الإفريقي تعليمه في ليبيريا، حيث الإنجليزية هي اللغة الرسمية. وخلال استضافته لخمسة قادة أفارقة في البيت الأبيض، سأل ترامب بواكاي: "لغتك الإنجليزية رائعة، إنها جميلة. أين تعلمت التحدث بهذه الروعة؟"، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية. وأبلغ بواكاي ترامب بمكان تعليمه، مما دفعه للتعبير عن فضوله، وقال: "هذا مثير للاهتمام للغاية، لديّ أشخاص على هذه الطاولة لا يجيدون التحدث بنفس الكفاءة تقريبًا." وأعلنت ليبيريا استقلالها عن جمعية الاستعمار الأمريكية عام 1847، وتُستخدم فيها اليوم مجموعة متنوعة من اللغات، واللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية. *تعليق مهين وغير لائق وأعرب العديد من الليبيريين عن استيائهم من تعليق ترامب لبواكاي، نظرًا لتصريحات الرئيس الأمريكي السابقة حول الدول الإفريقية والإرث الاستعماري الذي خلّفته المنظمة الأمريكية في ليبيريا. وقال أرشي تاميل هاريس، وهو ناشط شبابي ليبيري، لشبكة "سي إن إن": شعرتُ بالإهانة لأن بلدنا دولة ناطقة باللغة الإنجليزية"، مضيفا: "أن يطرح هذا السؤال، لا أعتبره مجاملة. أشعر أن الرئيس الأمريكي والغرب ما زالوا ينظرون إلى الأفارقة على أنهم أناس يعيشون في قرى غير متعلمين". وذكر دبلوماسي ليبيري، طلب عدم الكشف عن اسمه، ل"سي إن إن" أنهم شعروا أن التعليق "غير لائق"، مضيفا أنه "كان مُتعاليًا بعض الشيء تجاه رئيس إفريقي من دولة ناطقة باللغة الإنجليزية". وتساءلت فيرونيكا مينتي، وهي سياسية من جنوب إفريقيا، على منصة إكس (تويتر سابقا): "ما الذي يمنع بواكاي من النهوض والمغادرة؟". *إطراء صادق من جانبه، دافع المكتب الصحفي للبيت الأبيض عن تصريح ترامب، الأربعاء. وقال مسعد بولس، كبير مستشاري إدارة ترامب لشؤون إفريقيا، ل"سي إن إن": "حضرتُ الاجتماع، وكان الجميع ممتنًا للغاية لوقت الرئيس وجهده. لم يسبق لقارة إفريقيا أن حظيت بصديق في البيت الأبيض مثل الرئيس ترامب". وأضافت آنا كيلي، نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن تعليق ترامب كان "إطراءً صادقًا"، وإنه "يجب على الصحفيين أن يدركوا أن الرئيس ترامب قد بذل جهودًا أكبر لاستعادة الاستقرار العالمي والنهوض بالدول في إفريقيا وحول العالم مما بذله جو بايدن خلال 4 سنوات". في المقابل، قالت وزيرة خارجية ليبيريا، سارة بيسولو نيانتي، إنه "لم يكن هناك أي إهانة" من وجهة نظر الرئيس الليبيري، وإن "الكثيرين لا يفهمون الحدود اللغوية أو التركيبة السكانية اللغوية للقارة الإفريقية". وأضافت: "ما سمعه الرئيس ترامب بوضوح هو التأثير الأمريكي على لغتنا الإنجليزية في ليبيريا، والرئيس الليبيري لا يشعر بالإهانة من ذلك". وتابعت: "نعلم أن للغة الإنجليزية لهجات وأشكال مختلفة، لذا فإن التقاطه للنغمة المميزة التي تعود جذورها إلى الإنجليزية الأمريكية بالنسبة لنا كان بمثابة التعرف على نسخة إنجليزية مألوفة". وسبق أن أشاد ترامب بقدرات قادة آخرين في اللغة الإنجليزية خلال اجتماعات دبلوماسية. وخلال مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني فريدرش ميرتس، أثنى ترامب على "لغته الإنجليزية الجيدة" وسأله إن كانت تضاهي لغته الألمانية. وضحك ميرتس وأشار إلى أنه يحاول "فهم كل شيء تقريبًا" وقال إنه يبذل جهدًا "للتحدث بأفضل ما يمكن". وسبق أن تعرض ترامب لانتقادات لاذعة بسبب تصريحاته عن الدول الإفريقية، ففي 2018، وصف المهاجرين من الدول الإفريقية ودول أخرى بأنهم قادمون من "دول قذرة". وفي مايو ، وجّه ترامب انتقاداتٍ لاذعةً إلى رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، متهمًا إياه ب"الادعاءات الكاذبة" بأن المزارعين البيض في جنوب إفريقيا ضحايا إبادة جماعية. واتخذ ترامب موقفًا مختلفًا يوم الأربعاء، خلال لقائه قادة الغابون وغينيا بيساو وليبيريا وموريتانيا والسنغال، مشيدًا ببلدانهم، واصفًا إياها بأنها "أماكن نابضة بالحياة، بأراضيها القيّمة، ومعادنها الغنية، ورواسبها النفطية الوفيرة، وشعبها الرائع". وبالمقابل، حظي ترامب بموافقة القادة الأفارقة، الذين أثنوا عليه بشدة، وحثّوه على الاستثمار في بلدانهم وتنمية مواردها الطبيعية الوفيرة، حتى أن بواكاي أشار إلى أن ليبيريا "تؤمن بسياسة إعادة بناء أمريكا عظيمة". *لحظة صمت محرج وتعليقًا على إشادة ترامب إنجليزية رئيس ليبيريا، نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية تقريرًا بالفيديو، عنونته: "صمت محرج بعد إشادة ترامب بإنجليزية رئيس ليبيريا، مشيرة إلى أن الرئيس الليبيري كان يدعو للاستثمار الأمريكي في بلده ونهجا مشتركا للسلام والأمن بالمنطقة. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن ترامب سأل نظيره عن كيفية تحدثه الإنجليزية بطريقة جميلة، الأمر الذي تسبب في حالة إحراج. أما صحيفة "نيويورك تايمز"، قالت: "ترامب يشيد بالإنجليزية الجميلة لرئيس ليبيريا"، موضحة أنها اللغة الرسمية للبلد الواقع غرب إفريقيا.