طالب خبراء وسياسيون نظام الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي باطلاق سراح المعتقلين من أجل مصلحة مصر والمصريين وانقاذ البلاد من مستنقع الفشل الذى ورط فيه السيسي البلاد فى كل المجالات . وقال الخبراء بسبب توريط مصر فى ديون غير مسبوقة تراجع دورها الإقليمي والدولي، ولجأ السيسي إلى بيع الأصول لترقيع الموازنة العامة وتردى الاقتصاد وتراجع مستوى المعيشة وأصبح المصريون يعيشون فى جحيم . وأكدوا أنّ الأزمة فيمن يحكمون الآن ولا يريدون مصلحة مصر لأن استمرارهم في الحكم قائم على وجود قامات ورموز وخبراء فى كل المجالات فى السجون
مصلحة البلد
من جانبه قال الحقوقي هيثم أبو خليل،: قوائم العلماء والقامات في السجون والمخلصين الموجوعة قلوبهم على مصر والذين سجنوا في حب بلدهم ذاخرة، مثل يحيى حسين عبد الهادي وعصام سلطان أول من تحدث عن قضايا الفساد وانحرافات الفريق أحمد شفيق في وزارة الطيران المدني. زأضاف أبو خليل: إذا كانت المطالبات بخروج تلك القامات لمصلحة البلد، فإنّ الأزمة فيمن يحكمون الآن ولا يريدون مصلحتها، واستمرارهم في حكمها قائم على وجود كل تلك القامات بالسجون، لافتا الى أن الرموز الوطنية المخلصة إسلامية ليبرالية وطنية ومن أي اتجاه موجودة فى السجون لهذا الغرض. ولفت إلى تحذير المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في مارس الماضي، من سقوط نظامي مصر والأردن، وخسارة ما حقّقته إسرائيل من مكاسب بمقتل يحيي السنوار وحسن نصر الله. وخلص أبوخليل، للقول إنّ نظام الانقلاب ليس في تفكيره مصلحة الوطن، وأن هناك قامات محترمة وطنية معتقلة يمكنها إنقاذه، لأننا وصلنا لمرحلة بيع الأرض لتخفيض حجم الديون، والأمر لا يحتاج خبراء من المعتقلين فقط يحتاج مصريين شرفاء لاستعادة بلد مخطوفة. وأشار إلى أنه رغم أنّ مصر ولادة وهناك أسماء كثيرة غير الموجودين في المعتقلات؛ لكن يتم اختيار شخصيات عليها علامات استفهام، ملمحا لاتهامات طالت وزير خارجية الانقلاب الحالي بالسرقة في ألمانيا، وتزوير شهادة وزير تعليم الانقلاب الحالي.
وطن يباع
وقال الحقوقي أحمد ماهر : تمتلك مصر ثروة وافرة من أصحاب الخبرات في المجالات المختلفة، ودائما المورد البشري المصري مصدر قوّة أينما وجد مؤكدا أن هناك الكثبر من الأسماء القادرة على تصحيح المسار وقيادة مصر نحو بر الأمان، لكن للأسف ما زالت سلطات الانقلاب تفوّت الفرصة تلو الفرصة على مصرنا الحبيبة عبر اعتقال خيرة رجالها وإبعاد بعضهم خارج مصر . وأكد ماهر فى تصريحات صحفية أنّ الوضع الحالى ما كان ليكون لو أن أبناء مصر الوطنيين في مواقعهم التي يستحقونها بدلا من جدران السجون والمنفى، وما كنا لنرى دول الجوار تسعى فيها دول الشر بالفساد والإفساد، ولا كنا لنرى انتهاك حدودنا، ولا تهديد شعبنا في مصدر أساسي من مصادر الحياة بل شريان حياة مصر، وما كنا لنرى وطنا يباع لمن يدعون الأخوة، وهم خلف كل مشروع يهدد مصر وأمنها القومي. وشدد على أن مصر اليوم في حاجة ماسّة إلى تدخّل العقلاء من أبنائها لإحداث انفراجة في ملف معتقلي الرأي، مؤكدا أن مصر لن تحيا إلا بإطلاق سراح أبنائها من السجون، والسماح بعودة المنفيين منهم، والعمل على توحيد الصف الوطني في تلك الظروف العصيبة التي تمر بها منطقتنا .
انتحار سياسي
وقال محمد عماد صابر عضو لجنة العلاقات الخارجية ب"برلمان 2012"، ، إنه في ظل أزمة خانقة تمر بها مصر تتفاقم مظاهر الانهيار على كل المستويات: الاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي، بل والأخلاقي، يقف العقل الوطني الحر أمام سؤال جوهري: هل آن أوان الإفراج عن العقول القابعة خلف القضبان لتشارك في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من سفينة تغرق؟. وأضاف صابر فى تصريحات صحفية : مصر تشهد اليوم واحدة من أسوأ لحظاتها التاريخية في القرن 21، حيث اقتصاد هشّ يستند إلى الاستدانة وبيع أصول الدولة، وتراجع إقليمي ودولي لدور مصر الحضاري والدبلوماسي، وانهيار منظومة القيم الأسرية والاجتماعية تحت وطأة الإفقار والقمع، وغياب الحوار الوطني الحقيقي، وهيمنة الصوت الواحد. وأكّد أنه وسط هذا الخراب، تغيب عن المشهد نخبة من القامات الوطنية المخلصة التي كان يمكن أن تُشكل صمامات أمان للدولة ، كل في مجاله، لولا تغييبها خلف القضبان. وأعرب صابر عن اعتقاده بأنه لو فُتحت لهم الأبواب، وعادوا للمشهد الوطني؛ لأمكن إعادة بناء رؤية اقتصادية مستقلة تنهض بالإنتاج لا الاستدانة، ولأعيد إلى مصر صوتها العاقل في السياسة الخارجية وموقعها الجيوسياسي، ولتمّ ترسيخ دولة القانون لا دولة المزاج الأمني، ولصار لدينا خطاب ديني واع يواجه التطرف العلماني والديني معا، ولأُعيد تشكيل نخب سياسية جديدة تنتج برلمانا حقيقيا لا مشهدا مسرحيا .
دولة مؤسسات
وطالب بتحرير المجال العام، وإنهاء القبضة الأمنية على السياسة والإعلام، وفتح باب الحريات العامة والإفراج عن كل المعتقلين السياسيين بلا استثناء، والاحتكام إلى الشعب لا إلى العسكر . ودعا صابر، إلى بناء دولة مؤسسات حقيقية، لا دولة الرأي الواحد، مع ضرورة المصالحة الوطنية وتحقيق العدالة الانتقالية مؤكدا أنّ استمرار تغييب العقول واحتقار الكفاءات هو انتحار سياسي واقتصادي، وأنه لا حل دون حوار وطني شامل لا يُقصي أحدا، وعدالة انتقالية تفتح الباب للمراجعة والمصالحة، لا الانتقام والاستئصال، وإعادة الاعتبار للكفاءات الوطنية من كل الأطياف: إسلاميين، ليبراليين، وطنيين، مستقلين. وأكد أنّ نظام السيسي صادر مصر كلها عبر القتل والتشريد والسجن والحرمان من الوظائف العامة ونشر الفقر والجهل والمرض في ربوع مصر، فظلّلت البلاد سحابة من الكآبة والحزن، قتلت كل إبداع وصادرت كل موهبة، فلم يعد هناك مجال في العمل العام إلا للمنافقين ومعدومي الكفاءة الباحثين عن الشهرة والمال وشدّد صابر على ضرورة إطلاق سراح مصر أولا، وبناء دولة الدستور والقانون التى يكون فيها المواطن البسيط حرا سيدا في بلده، يعبر عن رأيه، ولا يخشى من سجن ولا مطاردة ولا اضّطهاد، وأن يعود للمصريين حقهم في اختيار من يحكمهم وأن تكون لهم القدرة على محاسبته، وعزله مثل أي بلد حر محترم.