رغم وقف القتال بين ايران والكيان الصهيونى وحليفه الأمريكى في 24 يونيو الجارى إلا أن المعركة لم تنته بل ستتواصل بين ايران من جهة وبين قوى الشر فى العالم ممثلة فى الكيان الصهيونى والولاياتالمتحدةالأمريكية ورئيسها الإرهابى دونالد ترامب والدول الآوربية الداعمة للعدوان الصهيونى . القضية الرئيسية التى يدور حولها الصراع مازالت كما هى حيث تتمسك إيران بتطوير مفاعلاتها النووية فى حين يعمل الكياتن الصهيونى والقوى الغربية على منع إيران من هذا الحق بزعم تخوفها من أن تتوصل طهران إلى تصنيع أسلحة نووية . وتتجه إيران بوضوح نحو تصعيد تقني وضغط دبلوماسي، متمسكة بحقها المدني في التخصيب واستمرار البرنامج النووي. في المقابل، يشدد الغرب على ضرورة كبح هذا التوجه ضمن مسارات دبلوماسية مستقبلية.
فى هذا السياق صدق البرلمان الإيراني اليوم على مشروع قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتى لم تقم بدورها أثناء العدوان الأمريكي الصهيونى على ايران بل انحازت لهذا العدوان وهو ما يخالف دورها القانونى الذى أنشئت من أجله الوكالة . وتأتى هذه الخطوة تميهدا لانسحاب ايران من الوكالة وتعليق عضويتها بها وفق توقعات المراقبين
الإجراءات اللازمة
وأعلنت الحكومة الإيرانية اليوم أنها اتخذت الإجراءات اللازمة لضمان استمرارية برنامجها النووي، وذلك بعد دخول وقف إطلاق النار مع الكيان الصهيوني حيز التنفيذ مساء 24 يونيو الجارى، وبعد ساعات قليلة من تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الضربات الأمريكية نجحت في تدمير البرنامج النووي الإيراني. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية: رغم وقف الأعمال العدائية، فإننا ماضون في تعزيز بنية برنامجنا النووي المدني . وكشفت وكالة نورنيوز الناطقة باسم الدولة أن هذه الإجراءات تشمل تسريع تحديث المنشآت النووية واستئناف عمليات التخصيب، موضحة أن إغلاق المنافذ الجويّة لم يعد قائمًا وبالتالي الفريق الفني يمكنه التنقل بحرية.
تخصيب اليورانيوم
فى المقابل زعم ستيفن ويتكوف المبعوث الرئاسي الأمريكي، أن الولاياتالمتحدة لن تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بموجب الاتفاق النووي المستقبلي، مشيرًا إلى أن الرئيس دونالد ترامب كان يعرف تمامًا متى يهاجم ايران ومواقعها النووية . وحول ما إذا كانت واشنطن ستسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم بموجب اتفاق مستقبلي قال ويتكوف في تصريحات صحفية: "لا" مشيرا إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشارك بالفعل في مناقشات مع الجانب الإيراني. وتعليقا على الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية أضاف : الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لديه قدرة عجيبة على معرفة متى يضغط على الزر ومتى يتراجع ، لافتًا إلى أن الهجوم الأمريكي كان يهدف إلى القضاء على قدرات تخصيب اليورانيوم لدى إيران، وأن معظم الأمريكيين يجب أن يكونوا سعداء للغاية بما فعله الجيش بناءً على أوامر ترامب وفق زعمه . وانتقد ويتكوف الصحافة الأمريكية لنشرها بيانات استخباراتية تفيد بأن الولاياتالمتحدة لم تدمر مكونات رئيسية من البرنامج النووي الإيراني، بل أعادته إلى مساره، معتبرا أن تسريب من هذا النوع، أيا كان، وبغض النظر عن مصدره، أمرٌ مُشين. إنه خيانة ويجب التحقيق فيه. يجب محاسبة من فعل هذا، أيًا كان المسؤول عنه. قد يُلحق هذا الضرر بحياة الناس في المستقبل .
قدرات تكتيكية
واعترف براد كوبر المرشح لمنصب قائد القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية (سينتكوم) بأن إيران تحافظ على قدرات تكتيكية ملموسة رغم الأضرار التي ألحقت ببنيتها التحتية العسكرية. وردا على سؤال حول تقييمه لحالة القوات المسلحة الإيرانية أكد كوبر فى تصريحات خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي أن إيران عرضت عنصرا من قدراتها أثناء الهجوم على قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر يوم 23 يونيو، مشددا على أن إيران لا تزال تمثل خطرا جديا على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط.
البرنامج النووي
وقال توم وريك، نائب مساعد وزير الأمن الوطني الأمريكي السابق، ان إيران كانت تتوقع منذ فترة احتمال تعرض منشآتها النووية لهجمات، خاصة تلك التي تحتوي على كميات كبيرة من المواد النووية وأجهزة الطرد المركزي، مثل مفاعل فوردو ومنشأة نطنز. وأكد وريك في تصريحات صحفية أن الرواية الأمريكية بشأن خروج بعض المفاعلات النووية الإيرانية من الخدمة لا تعني بالضرورة أن البرنامج النووي الإيراني قد توقف بالكامل، موضحًا أن إيران لطالما توقعت سيناريوهات مشابهة وأخذت احتياطاتها. وأشار إلى أن الهجمات التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية كانت دقيقة، لكنها لم تكن كافية لتدمير هذه المواقع بشكل كامل، ما يعكس صعوبة المهمة. وقال وريك إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أرسلت رسائل واضحة إلى إيران ودول المنطقة، مفادها أن واشنطن مستعدة لاستخدام القوة العسكرية عندما ترى أن الوقت قد حان لذلك. وفيما يتعلق برد فعل إيران أكد وريك أن طهران أوضحت مرارًا أنها ستسعى إلى استهداف المصالح الأمريكية في حال تدخلت واشنطن عسكريًا. وزعم أن الولاياتالمتحدة مستعدة لهذه السيناريوهات منذ وقت طويل، واتخذت تدابير عسكرية ودبلوماسية شاملة تحسبًا لأي رد إيراني.