قالت صحيفة "جارديان" البريطانية: إن السلطات المصرية تشن حربا شاملة على النشطاء والشباب الذين شاركوا في ثورة 25 يناير ضد النظام الاستبدادي لحسني مبارك. وأشارت الصحيفة -في عددها اليوم- إلى تصريحات للروائية والناشطة "أهداف سويف" -التي تعتبر واحدة من أهم الروائيين المصريين- حيث اتهمت "سويف" الحكومة المصرية المدعومة من الجيش بشن حرب على الشباب المصري، خلال الجلسة الافتتاحية لمحاكمة 24 ناشطاً في جمعيات تدافع عن حقوق الإنسان في مصر. وأضافت سويف "يحاولون جعل الشباب يشعرون بأنهم لا يمكنهم تغيير أي شيء والعودة إلى الأجواء التي كانت سائدة ايام الرئيس المصري السابق حسني مبارك"، مشيرة إلى أنهم يريدون إقناع الشباب بأن عليهم عدم التدخل في الحياة السياسية في البلاد وبأن التظاهرات التي ينظمونها لن تاتي بأي نتيجة تذكر". وأوضحت "سويف " أن الناشطين الشباب الذين قادوا التظاهرات التي أدت إلى تنحية مبارك في 2011، كانوا من بين الضحايا الذين دفعوا ثمن حملة القمع عقب الانقلاب على الرئيس المصري محمد مرسي في يوليو العام الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أنه تم إلقاء القبض على حوالي 16 ألف شخص منذ يوليو الماضي بحسب وزير الداخلية المصرية، بينما تقول منظمات حقوقية مستقلة إن العدد يصل إلى 36 ألف شخص. وأضافت الصحيفة أن معظم قيادات حركة 6 إبريل تقبع في السجون المصرية، كما أن الناشط علاء عبد الفتاح يقضي حكماً بالسجن لمدة 15 عاماً في مزاعم تنظيمه مظاهرات مخالفة للقانون خلال الفترة التي سن فيها قانون "يمنع التظاهر"، مشيرة إلى أن هذا القانون استخدم لزج العديد من قادة المعارضة في السجون.
وقالت الصحيفة إن جماعات حقوق الإنسان والمحامين يتهمون القضاء المصري بإصدار أحكام بالسجن قاسية على النشطاء الشباب الذين ساهموا في تنحية مبارك.
ونقلت الصحيفة عن "سارة ليا ويتسن" مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش أن "القضاة في مصر يسيرون ببراعة مع الرئيس السيسي لتطهير مصر من المعارضة" مضيفة "إن الغطرسة والشعور بأنهم فوق القانون أصبح شائع جدا في قاعات المحاكم حيث لا يوجد مسائلة عن الانتهاكات".
ولفتت الصحيفة إلى تشديد الرقابة على وسائل الإعلام الاجتماعية من خلال الحصول على برامج جديدة من شأنها تسهيل رصد اتصالات الشباب.