واصلت ايران هجماتها المكثفة على الأراضى الفلسطينية المحتلة ونفذت هجومًا واسع النطاق فجر اليوم الاثنين ، أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 100 شخص، جراء سقوط صواريخ في مدينتي تل أبيب وحيفا، واندلاع حرائق في عدد من المناطق. وقالت القناة "13" الصهيونية ان طواقم الإسعاف توجهت إلى 4 مواقع رئيسية وسط البلاد، تعرضت لسقوط مباشر لصواريخ إيرانية، بينما أكدت إذاعة جيش الاحتلال أن 10 صواريخ على الأقل نجحت في اختراق منظومة الدفاع الجوي دون اعتراض. وتضمن الهجوم إطلاق أكثر من 100 صاروخ وطائرة مسيرة من الأراضي الإيرانية، في تصعيد يُعد الأعنف منذ بداية التوترات بين الجانبين، وسط حالة من الاستنفار الأمني والعسكري داخل دولة الاحتلال . كما استهدف الهجوم الايرانى قاعدة نيفاتيم الجوية الصهيونية، وتعد القاعدة مقرًا لطائرات مقاتلة متطورة من طراز "F-35"، وقد تعرّضت لقصف مباشر ضمن الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة، دون صدور بيان رسمي من جيش الاحتلال حتى الآن حول حجم الأضرار أو الخسائر.
بيانات رسمية
وكشفت بيانات رسمية صهيونية، أن الهجمات الصاروخية الإيرانية خلال اليومين الماضيين أدت إلى تشريد 692 صهيونيا في جميع الأراضى المحتلة. وقالت صحيفة (يديعوت آحرونوت) الصهيونية أن البيانات التي حصلت عليها تشير إلى أنه تم إجلاء 164 شخصًا من مدينة ريشون لتسيون، و159 شخصًا من مدينة رحوفوت، و150 شخصًا من مدينة بات يام، و97 شخصًا من تل أبيب، و72 شخصًا من مدينة رمات جان، و50 شخصًا من مدينة طمرة. وجددت قيادة الجبهة الداخلية فى جيش الاحتلال، العمل بقرار منع التجمعات واستمرار إغلاق أماكن العمل والمدارس فى الأراضى المحتلة، وذلك بناء على تقديرات احترازية، على أن يسرى ذلك حتى مساء غد الثلاثاء.
موجة جديدة
من جانبه أعلن الحرس الثوري الإيراني، أنه نفذ فجر اليوم موجة جديدة من الهجمات ضد الكيان الصهيونى أقوى وأكثر تدميرا من سابقاتها . وقال الحرس الثوري الإيراني،: استخدمنا في العملية أساليب مبتكرة وتقنيات معلوماتية ومعدات متطورة مؤكدا أن الصواريخ أصابات أهدافها بنجاح رغم الدعم الغربي وامتلاك الكيان المحتل أحدث التقنيات الدفاعية . وأشار إلى أن العملية العسكرية التى نفذها أثبتت أن حسابات الكيان الصهيونى تجاه ايران خاطئة تماما . وكشف الحرس الثوري الإيراني انه تم استهداف المراكز الاستخباراتية الصهيونية ضمن المرحلة الثالثة من العملية العسكرية "الوعد الصادق 3". وقال الحرس الثوري في بيان رسمي إن جيش الكيان المتوهم والوحشي واصل اعتداءاته وجرائمه ضد إيران، وأظهر مجددًا طبيعته الإرهابية والدنيئة من خلال استهداف المدنيين في المناطق السكنية، واغتيال ثلاثة من قادة الاستخبارات: محمد كاظمي، حسن محقق، ومحسن باقري . وأضاف البيان أن قوات الجو-فضاء التابعة للحرس الثوري شنت موجة جديدة من العمليات الصاروخية، استهدفت من خلالها المراكز الاستخباراتية للكيان الغاصب، في إطار الردود الحاسمة وانتقامًا لجرائم هذا اليوم مؤكدًا أن العمليات النوعية والمركزة ضد الأهداف الصهيونية الحيوية ستستمر حتى زوالها بالكامل .
مطار بن جوريون
وكشفت وكالة "مهر" الإيرانية، بأن هجومًا صاروخيًا استهدف مطار بن جوريون الواقع قرب مدينة تل أبيب. ويُعد هذا التطور، الذي أُعلن من طرف واحد، تطورًا لافتًا في ظل التصعيد الإقليمي، ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الجانب الصهيوني يؤكد أو ينفي صحة هذه الأنباء، فيما تترقب الأوساط المحلية والدولية بيانًا رسميًا من الكيان لتوضيح الموقف وحقيقة ما جرى.
فشل ذريع
حول هذه التطورات أكد الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة الاسكندرية، إن حالة النشوة التي سادت الأوساط الصهيونية في الساعات الأولى من الضربة العسكرية يوم الجمعة الماضى قد تبددت تمامًا، بعد أن فشل جيش الاحتلال في صد الرشقات الصاروخية الإيرانية، رغم امتلاكه منظومات دفاع متقدمة كالقبة الحديدية ومقلاع داوود، بل وحتى أنظمة أمريكية مشتركة. وقال أنور فى تصريحات صحفية إن الفشل الذريع لمنظومات الدفاع الجوي الصهيونية أعاد التساؤلات حول جاهزية جيش الاحتلال، وفتح باب المحاسبة على مصداقية مزاعم الأمن الداخلي، مشيرا إلى أن دولة الاحتلال الآن تُقصف من مسافة 2000 كيلومتر، دون قدرة على الردع أو الاعتراض الكامل. وأشار إلى أن الرقابة العسكرية في دولة الاحتلال تتعمد إخفاء حجم الخسائر الحقيقية، سواء في الأرواح أو البنية التحتية، حيث تم الإعلان عن أرقام أقل بكثير مما تتداوله شبكات غير رسمية، مؤكدًا أن الإعلام الأجنبي نفسه يخضع للرقابة الصهيونية، ما دفع الصهاينة إلى التوجه لمواقع مثل تيليجرام وتويتر بحثًا عن الحقيقة. وشدد أنور على أن إيران لم توجه ضرباتها بشكل عشوائي، بل استهدفت مواقع حساسة منها مراكز أبحاث عسكرية، ومعهد حييم زم للكيمياء، وحتى مناطق قريبة من مفاعل ديمونة ، واصفا ذلك برسالة مزدوجة: إسقاط للهيبة، وإنذار للمستقبل.
مأزق جديد
وكشف السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، أن الهجمات الايرانية القوية جعلت دولة الاحتلال تعمل على إعادة حساباتها خاصة بعد الهجوم الأيراني على مواقع مؤثرة بأراضيها، مشيرا إلى أن ترامب في اختبار حقيقي في ترجيح كفة الصهاينة أو تحقيق السلام في المنطقة. وقال العرابي، فى تصريحات صحفية ، أن كلا من إيران ودولة الاحتلال ستخسران نتيجة الحرب القائمة بينهما، مؤكدا أن دولة الاحتلال وضعت نفسها في مأزق جديد ضد الإقليم ككل، خاصة بعد حربها ضد قطاع غزة والضفة الغربية.