أعلن حقوقيون ومنصات حقوقية وفاة المعتقل المهندس "سعد أبو العينين" عن 65 عاما، داخل محبسه بسجن العاشر من رمضان، وهو عضو مكتب إداري سابق بجماعة الإخوان المسلمين عن محافظة المنوفية. وشيّع المئات من قرية طبندي مركز شبين الكرم محافظة المنوفية، أول أمس أبو العينين، وشهدت السجون وأماكن الاحتجاز المختلفة ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد الوفيات بين المعتقلين السياسيين والسجناء الجنائيين خلال الأشهر الأخيرة، الأمر الذي يثير القلق وتساؤلات كثيرة إزاء أوضاع الاحتجاز والمعاملة داخل مراكز الاحتجاز، بحسب الشبكة المصرية. وقال حساب محامي: "إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون وفاة المعتقل الحاج "سعد أبو العنين" داخل محبسه بسجن العاشر من رمضان، من محافظة المنوفية، مركز شبين الكوم، ويُذكر أن هذه هي حالة الوفاة الخامسة عشرة بين المعتقلين منذ بداية عام 2025.". وعلق حساب الأستاذ حمدي مجاهد "إنا لله وإنا إليه راجعون، لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، ولانقول إلا ما يرضي ربنا، رحم الله الأخ الحبيب م / سعد أبو العينين رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، لقد انتقل إلى ربه يشكو ظلم الظالمين وكذب المضللين والمنافقين، وقد غُيّب سنوات عن الأهل والأبناء والأحباب، وهو الرجل البشوش صاحب الدعوة النقية الذي طالما تحرك بها من قريته طنبدي إلى شبين الكوم إلى جميع أنحاء المحافظة، يخدم مجتمعه يساعد الفقراء ويعين الضعفاء ويساعد المرضى في أدب عالٍ وتواضع جم وابتسامة حانية، فكم علّم من شباب وكهول! وكم سعى للأرامل والأيتام والمحتاجين! وكم بذل لخدمة المجتمع ! وشاء الله له بعد طول غياب ومرض أن يلقاه على حال الشهداء، فاللهم تقبله في الشهداء وأنزله منازل الصديقين السعداء".
وسبق اعتقال المهندس "سعد أبو العينين" عضو المكتب الإداري لجماعة الإخوان المسلمين في المحافظة 3 مرات أولها في26 سبتمبر 2013 . وبعد إطلاقه بأسابيع أُعيد اعتقاله في 25 أغسطس 2014 طاله والمهندس محمد مهدي وسعد حسين. ثم أُطلق وأُعيد اعتقاله للمرة الثالثة في 14 فبراير 2017 ومعه رجب سلطوح من مقر عمله بالمدرسة بأشمون المنوفية، وقالت التنسيقية الحقوقية: إن "المادة (42) من الدستور تشير إلى أنّ كل مواطن يُقبض عليه أو يُحبس أو تُقيد حريته بأي قيد، تجب معاملته بما يحفظ عليه كرامة الإنسان، ولا يجوز إيذاؤه بدنيا أو معنويا، كما لا يجوز حجزه أو حبسه في غير الأماكن الخاضعة للقوانين الصادرة بتنظيم السجون، وكل قول يُثبت أنه صدر من مواطن تحت وطأة شيء مما تقدم أو التهديد بشيء منه يهدر ولا يعود عليه"، بجانب أن المادة 4 من اتفاقية مناهضة التعذيب تنص على "1. تضمن كل دولة طرف أن تكون جميع أعمال التعذيب جرائم بموجب قانونها الجنائي، وينطبق الأمر ذاته على قيام أي شخص بأية محاولة لممارسة التعذيب وعلى قيامه بأي عمل آخر يشكل تواطؤا ومشاركة في التعذيب، 2. تجعل كل دولة طرف هذه الجرائم مستوجبة للعقاب بعقوبات مناسبة تأخذ في الاعتبار طبيعتها الخطيرة". شهداء الإهمال الطبي وقبل أيام تُوفي المعتقل حمدي يسري هاشم، 62 عامًا، في 20 أبريل 2025 داخل المركز الطبي بسجن العاشر من رمضان، بعد معاناته من إهمال طبي متعمد.
وكان يعاني من تليّف في الرئة إلى جانب أمراض الضغط والسكري، ولم يتلقَ الرعاية الطبية اللازمة رغم حالته الصحية المتدهورة، ما أدى إلى وفاته داخل محبسه.
واعتقلت سلطات الانقلاب حمدي يسري في 26 نوفمبر 2019، وتعرض للتدوير أكثر من مرة، وكان محبوسًا على ذمة القضية رقم 2215 لسنة 2022 حصر أمن دولة عليا حتى وفاته.
وقبل أسبوع تُوفي بعد 12 عاما في سجون السيسي، نتيجة الإهمال الطبي رجل الأعمال المعتقل ياسر محمد الخشاب بمستشفى سجن بدر أثناء إجراء عملية قلب مفتوح.
وفي 12 أبريل تُوفي المعتقل ياسر محمد الخشاب ودفن فجرا بمقابر دمياط الجديدة، وأقام أهله العزاء بدمياط، في وقت تشهد سجون عبدالفتاح السيسي تصاعداً مقلقاً في أعداد الوفيات بين السجناء السياسيين، في ظل تزايد التقارير الحقوقية التي توثق الإهمال الطبي المتعمد وسوء أوضاع الاحتجاز.
وسبق ياسر الخشاب بالوفاة نتيجة الأهمال الطبي آخرون كان آخرهم أستاذ الللغة العربية بالأزهر عبد الفتاح محمد عبد المقصود عبيدو (60 عاماً)، داخل مستشفى المنصورة الجامعي، وذلك بعد نقله من سجن جمصة شديد الحراسة إثر تدهور حالته الصحية، وبعد أيام قليلة من وفاة السجين السياسي محمد عبد الرزاق داخل سجن دمنهور العمومي (الأبعادية) يوم 31 مارس.
واستُشهد كل من نبيل فرفور (65 عاماً) في مارس الماضي، نتيجة الإهمال الطبي، وخالد أحمد مصطفى وهشام الحداد داخل سجن العاشر في فبراير الماضي، وهو ما يعكس نمطاً متكرراً من الإهمال الطبي الجسيم.
وسُجلت عدة وفيات أخرى في يناير الماضي، من بينها وفاة أحمد جبر، ومتولي أبو المجد سليمان في سجن جمصة، وسعد السيد مدين في سجن برج العرب، إضافة إلى عبد السلام صدومة الذي فارق الحياة متأثراً بإصابته بمرض السرطان وسط ظروف احتجاز قاسية.