أعلنت النقابات المهنيةعدم مشاركتها فى مظاهرات 24 أغسطس المزعومة، مؤكدين أنها دعوة لإثارة الفتنة وإشاعة الفوضى فى المجتمع وزعزعة استقرار مصر، وأن الداعين لها يسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية غير عابئين بمصلحة الوطن، ويشتبه فى أنهم يعملون وفق أجندات خارجية تخدم دول من مصلحتها عدم استقرار الوضع الأمنى والاقتصادى فى مصر. وتوقعت القيادات النقابية فشل هذه المظاهرات؛ لأن الشعب أصبح على درجة من الوعى تجعله يستطيع أن يفرق بين ما هو فى مصلحة البلد وما يضرها، وسيقف ضد تلك الدعوات المغرضة، ودعوا كل الشعب المصرى ووسائل الإعلام أن يقفوا خلف الرئيس محمد مرسى؛ من أجل تنفيذ مشروع النهضة، والبدء فى عمليات الإنتاج والتنمية. من جانبه اتهم المهندس عمر عبدالله عضو المجلس الأعلى لنقابة المهندسين القائمين على مظاهرات 24 أغسطس الداعية لإسقاط الإخوان والرئيس أنهم يخدمون مصالح العدو الصهيوني، مؤكدا أنها تأتي ضمن مخططات الثورة المضادة، ومحاولة تأليب قوى المجتمع بعضها على بعض لأن العدو دائما مستفيد في حالة وجود قلاقل في الجبهة الداخلية، وهذا لا يخدم إلا مصالح "إسرائيل" ومعاوني إسرائيل من النظام السابق وفلوله وأذنابه. وقال إنه ليس من العقل أن تكون هناك واحة صراعات بين قوى المجتمع بعضها البعض وأن يرفض فصيل من المجتمع فصيل منتخب بشكل شرعي متسائلا: "ما معنى أن تستنفر الناس على رئيس تم انتخابة بنزاهة وشفافية؟". وتوقع "عبدالله" أن تفشل هذه المظاهرات، مؤكدًا أن العقلاء من أبناء الأمة الذين هم خارج التيار الإسلامي سيقفون ضد هذه الدعوات"، وأشار إلى أنه آن الأوان أن ننهي هذه الصراعات لكي نتفرغ لعملية الإنتاج والتنمية. ووصف طارق إبراهيم منسق لجنة الحريات بالنقابة العامة للمحامين مظاهرات 24 أغسطس بأنها دعوة للفتنة وإثارة الفوضى بين أبناء الشعب الواحد فى وقت من المفترض أن يتكاتفوا فيه ويكونوا يدًا واحدة من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية، خصوصًا بعد أن زال الانقسام الذى ساد الحياة السياسية فى الفترة الماضية بين المجلس العسكرى ومؤسسة الرئاسة، فبعد قرارات الرئيس الأخيرة أصبح الجميع يقفون خلف قائد واحد هو الرئيس محمد مرسى. وأكد أن من يدعون للخروج على الرئيس وقلب النظام وإحراق مقرات حزب الحرية والعدالة والإخوان المسلمين هم دعاة تخريب وبلطجة يقفون ضد ديمقراطية الصندوق الانتخابى الذى جاء بالرئيس الذى لم نر منه إلا كل خير حتى الآن. وأوضح إبراهيم أن الإخوان فصيل سياسي موجود منذ أكثر من ثمانين عامًا، ولن نرى منهم على مدى تاريخهم الطويل أيإساءة لمصر أو للشعب المصرى، كما أنه ليس ذنبا أنهم نجحوا فى الانتخابات سواء مجلس شعب أو شورى أو رئاسة وحظوا بثقة الشعب، ومن حقهم تشكيل الحكومة لأنه من المتعارف عليه فى معظم دول العالم أن حزب الأغلبية هو الذى يقوم بتشكيل الحكومة، ومع ذلك لا يشمل التشكيل الوزارى الجديد سوى خمسة وزراء من الإخوان. وأكد منسق لجنة الحريات على انعدام وجود سبب واحد للخروج على الحاكم، غير أننا نكون "مش مصريين" أو من النظام القديم أو متعاونيين مع دولة معادية. وأشار د.أحمد الحلواني نقيب المعلمين إلى أن الفئة التى تدعو لتلك المظاهرة معروفة بتوجهاتها المحسوبة على الثورة المضادة. موضحا أنه بعد القرارات الأخيرة للرئيس محمد مرسى لم يعد هناك داعي لهذه المظاهرة، وسيكون مصيرها الفشل، بدليل أن معظم من تبنوا الدعوة لها تبرءوا منها. وأضاف الحلواني أن هؤلاء لا يؤمنون بالديمقراطية التى طالما تغنوا بها، إنما هم يريدون ديمقراطية تفصيل تأتى بهم أما لو أتت بغيرهم ينقلبون عليها ويتنصلون منها، مؤكدا أن التظاهر السلمى حق مشروع لكل المواطنين مالم يعطلوا مصالح الآخرين أو يعتدوا على الممتلكات العامة أو الخاصة، ونحن نطالب الدولة بتطبيق القانون بكل حزم على كل من تسول له نفسه التخريب أو الاعتداء على الآخرين وإشاعة الفوضى فى المجتمع حتى نقضى على الحرية المنفلتة التى تجاوزت الحدود التى عانينا منها بعد الثورة. وقال أحمد أبو هاشم أمين عام مساعد نقابة التمريض أن من يدعون لتلك المظاهرة يريدون الانقلاب على الشرعية، وهم فلول الحزب الوطنى المنحل وعدد من البلطجية المستأجرين فى استكمال لمسلسل خلق الأزمات حتى يكره الشعب الثورة وما أتت به. وشدد أبو هاشم على وقوف جميع المهنيين وفى القلب منهم التمريض خلف الرئيس محمد مرسى فى تحقيق سيادة القانون، ومحاكمة كل من يخالفه بشدة وحزم، خصوصا فى تلك المرحلة الحرجة من تاريخ مصر حتى تستقر الأوضاع، ونبدأ فى تنفيذ مشروعات النهضة. ولفت عاطف السمري عضو مجلس النقابة العامة للتجاريين إلى أنه منذ قيام الثورة وحتى الآن والفلول وقوى الثورة المضادة كلما حاولوا فعل شيء يضر الثورة خذلهم الله ونصر الثورة والرئيس "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" و"عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم"، فهم كلما يدبرون شيئًا يكون ظاهرة العذاب ولكن باطنه الرحمة، والله يدبر لهم حتى يخطئوا ويضعوا أنفسهم تحت طائلة القانون، وستكون الإجراءات تجاههم حازمة ليدعم الله أركان الثورة وهذا فضل الله عز وجل. وأكد السمريأن جميع الأقنعة قد سقطت عن هؤلاء الذين يدعون الوطنية وهم ليسوا أهلا لها، فنحن نعيش فترة كاشفة تظهر لنا الغث من الثمين. ودعا د.محمد ورد وكيل نقابة الزراعيين الوطنيين من الشعب المصرى للتريث وتغليب صوت العقل والمصلحة العامة للوطن على المصالح الخاصة، والحفاظ على أمن واستقرار مصر، وعلى سلامة مؤسسات الدولة وأجهزتها المختلفة، والممتلكات العامة والخاصة، وعدم تهديد أي فصيل للآخر. وطالب ورد بتوجيه كل الجهود لتنفيذ مشروع النهضة، والوقوف خلف الدكتور محمد مرسي،أما التيارات التى تدعو إلى شق الصف والخروج على الحاكم ومحاولة هدم أركان الدولة فمحاولاتهم فاشلة؛ لأن الأحرار فى مصر وهم الغالبية الكاسحة يعون جيدًا ضرورة الحفاظ على المكاسب التى حققتها ثورة 25 يناير. ودعا وكيل نقابة الزراعيين وسائل الإعلام إلى تبني مبادرة للم الشمل ونبذ الفرقة، والكف عن إشعال فتيل الفتنة بين التيارات السياسية المختلفة، وعلى كل عاقل أن يتقي الله فى وطنه ويحقن دماء المصريين الغالية. فيما أكد د. عبدالله الكريوني مقرر لجنة الحريات بنقابة الأطباء أن المتشدقين بالديمقراطية هم أول من ينقبلون عليها متسائلا: "فما معنى أن يدعو أناس يدعون الاحترام لإسقاط رئيس منتخب بعد شهر واحد من تاريخ انتخابه؟". ويرى أن الدعوة لتظاهرات 24 أغسطس الجاري لن تكون مؤثرة، مؤكدًا أن حرية التظاهر وإبداء الرأي مكفولة للجميع بشرط عدم الخروج عن قواعد السلمية، وعدم المساس بالمنشآت العامة والخاصة أو المساس بالأشخاص، معلنا ثقته في وعي الشعب المصري برغم محاولات التشويه والتضليل. وراهن "الكريوني" على الشعب المصري وعلى قدرته في فرز كل ما يسمعه ويساق إليه، وأنه لم يعد يصدق كل ما يسمعه أو يقال أو يساق إليه، مؤكدا أن الشعب المصري أصبح لديه القدرة على التفريق بين الغث والثمين وأن المواقف الوطنية التي تتخذها المجموعات الشبابية والثورية والحركات الوطنية مثل حركة 6 أبريل تثبت مدى الوعي والإدراك الذي وصل إليه الشعب المصري. ورفض "الكريوني" المظاهرات التي يرى عدم وجود أي مبرر لها، وأضاف: "أجد أننا يجب أن نلتف حول الرئيس حتى ولو اختلفنا معه من أجل بناء دولة ديمقراطية، وإنجاز تحول ديمقراطي حقيقي في مصر". وقال:إن المصريين بالفعل في الأيام السابقة رأوا إنجازات كبيرة للرئيس في ملف التحول الديمقراطي، والقضاء على عسكرة الدولة، والتحول نحو مدنيتها، مؤكدًا أن هذه الإنجازات لن تتم إلا بدعم مجتمعي للرئيس، مشيرا إلى أنه في حال حياد الرئيس عن مبادئ الثورة وأهدافها سنكون أول من يقومه ويعارضه.