حثث جبهة "علماء ضد الانقلاب" شعب مصر العظيم على ثباته الباهر وصموده القاهر في مواجهة الطغمة الانقلابية المفسدة، وتقدر موقفه في انتخابات رئاسة الدم التي جاءت على الأشلاء والجماجم، ومقاطعته العظيمة لها ، هالها أن تصل بهؤلاء الانقلابيين جرأتهم على الله في الحكم بإعدام العلماء وقتل الأبرياء، واستحلال دماءهم، بهذه السهولة دون وازع أو رادع كما حدث في القضية الملفقة والمعروفة بقطع طريق قليوب. وأكدت الجبهة في بيان لها على عشرة رسائل هامة جاءت كالتالي:
1- أن الحكم بإعدام كبار العلماء هو محاولة لإعدام الإسلام نفسه ووأد المشروع الإسلامي برموزه وبنوده خدمة للصهيونية وتقرباً لأعداء الإسلام في الداخل والخارج ، قال تعالى :(يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (التوبة -32) 2 - أن هذه الأحكام تكشف أهداف الإنقلاب بشن حربه الشرسة على الهوية الإسلامية ، فهل يجرؤ هؤلاء الإنقلابيون على اعتقال أحد القساوسة أو الحخامات فضلاً عن الحكم بإعدامه ؟ – مع أننا لانرضى بالظلم لأحد مهما كانت عقيدته – قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة -8).
3 - أن محاولة شينطنة العلماء والدعاة الربانيين وإلصاق تهم الإرهاب بهم وجعلهم عدواً جديدا هو في الحقيقة صرف لأنظار الأمة عن العدو الحقيقي الذي يتربص بالأمة في الداخل والخارج وفي هذا من الخطر ما فيه على وجود الأمة نفسها فالعلماء هم ورثة الأنبياء وهم صمام أمان المجتمع .
4- أن هذه الأحكام جائرة ظالمة باطلة مخالفة لكل شرع وعقل وقانون،ومنافية لقول الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (النساء - 58)
5- أن هذه الأحكام الجائرة التي طالت علماء الأمة ودعاتها وخيرة أبنائها لن تفت في عضد الأحرار ولن تثنيهم عن المطالبة بالحق ودفعهم للباطل بكل سبيل.( وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) (آل عمران - 146)
6- أن هذه الأحكام هي بداية النهاية ولن يفلت قضاتها الفسدة(قضاة الجور والخيانة ) وجلادوها الخونة من العقاب في الدنيا قبل الآخرة.( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (إبراهيم - 42)
7- وجوب اصطفاف علماء الأمة ودعاتها لمواجهة الإنقلاب ورفع الظلم عن المظلومين، ونصرة الحق وأهله. دون خوف أو وجل فقد جاء في الحديث الصحيح : ( ألا لايمنعن رجلاً هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه ) أخرجه الترمذي وابن ماجة.
8- دعوة المؤسسات الحقوقية وأحرار العالم بأن يكون لهم موقف من هذا الاسترخاص للدماء والحكم الفج على الأبرياء. إحقاقا للحق وانتصاراً للعدالة كما قال تعالى : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة - 2)
9- أن هؤلاء العلماء القادة المحكوم عليهم ظلماً يعيدون للأمة زمن العز بن عبد السلام سلطان العلماء ، في مواجهة علماء السلطان الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم .
10- أننا واثقون كل الثقة بنصر الله تعالى على الرغم من كل هذه المؤامرات ، فإن الظلم لا يدوم (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (الروم - 47)