أكد الشيخ يوسف القرضاوي -رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- أنه لا يجوز المشاركة في استفتاء يعمل على استمرار هذا الانقلاب ويكتسب شرعيته من خلال عمليات الاقتراع. وقال الشيخ القرضاوي: "أرى المشاركة في الاستفتاء على الدستور والمساهمة في أى عمل من شأنه أن يقوي هذه السلطة الانقلابية، أو يمنحها الشرعية، أو يطيل أمد وجودها، أو يقوى شوكتها يعد من التعاون على الإثم والعدوان، وهو عمل مُحَّرمٌ شرعًا". واستدل بقول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]. وقوله عز وجل: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [يونس: 32]، وقوله سبحانه: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ} [هود: 113]. ولهذا استجاب نبي الله موسى لهذا الأمر فقال: {رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَى فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ} [القصص: 17]. وأضاف القرضاوي: "حذر الله تعالى المؤمنين من اتباع الظالمين والمجرمين والسير في ركابهم، وبين كيف ينقلب هذا التحالف بينهم في الدنيا إلى عداوة وبغضاء يوم القيامة، حين يرون العذاب، ويتخلى كل فريق عن صاحبه، فصور لنا مشهد الصراع المتأجج في الآخرة، بين هؤلاء المجرمين ومن شايعهم، ورضي بظلمهم، وسار في ركابهم في الدنيا، فقال: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ* قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ* وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سبأ: 31-33]. وفي الحديث الذي رواه أحمد في مسنده، والنسائي في الكبرى، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، وصححه، ووافقه الذهبي، عن كعب بن عُجْرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه سيكون أمراء، فمن صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس مني ولست منه، ولا يرد عليّ حوضي، ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم، فهو مني وأنا منه، ويرد عليّ حوضي)).