أعرب وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي، عن أمله في عودة العلاقات مع مصر إلى وضعها الطبيعي ومسارها الحقيقي، بعد أكثر من ثلاثة عقود على قطعها. ورحب الصالحي بالرئيس مرسي في زيارته إلى إيران، وقال إنه "شخصية متميزة على المستوى الأخلاقي والفكري والعلمي والعملي". وقال صالحي في حوار مع صحيفة "الأهرام" نشرته في عددها الصادر اليوم الثلاثاء- "مصر هي حجر الزواية في المنطقة، وهي الدولة التي لها مكانة خاصة وموقع متميز بين الدول العربية والإسلامية، وهي ضاربة بجذورها في عمق التاريخ". وأضاف "تربطنا بها أواصر المحبة والصداقة والإخوة، هي قلب العروبة النابض والتي نتمنى ونأمل أن تعود العلاقات معها إلى وضعها الطبيعي ومسارها الحقيقي، نحن نسير في هذا الاتجاه والأمر يتوقف على بعض الإجراءات البروتوكولية". ومن المقرر أن يزور الرئيس محمد مرسي طهران في 30 أغسطس الجاري؛ للمشاركة في قمة عدم الانحياز. وقال صالحي "ها هي الثورة (ثورة يناير) أعادت مصر إلى وضعها الطبيعي، وفتحت فصلًا جديدًا في مسار سياستها الخارجية وعلاقاتها الدولية". وأضاف صالحي أن مصر وإيران تجمعهما حضارة وتاريخ مشترك ودين واحد، "وكلتا الدولتين في جبهة واحدة، ألا وهي جبهة العدالة والإنسانية التي يجب أن تقف في مجابهة الباطل والظلم". وتعليقًا على قمة منظمة التعاون الإسلامي الأخيرة في السعودية، أعرب وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي عن تفاؤله بمستقبل الأمة الإسلامية رغم الدخول في بعض التطورات والحوادث والأزمات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ووصف علاقات إيران مع السعودية بأنها طيبة وجيدة. وقال: "البلدان لديهما رغبة صادقة في تطوير وتجويد هذه العلاقات؛ لأنهما دولتان مؤثرتان في المنطقة والعلاقات الجيدة ستنعكس بالطبع علي دول الإقليم." وتوترت العلاقات السعودية الإيرانية عقب كشف الولاياتالمتحدة في أكتوبر الماضي ما قالت إنها "مؤامرة" إيرانية لاغتيال سفير المملكة في واشنطن عادل الجبير. وقال صالحي "ما تردد عن محاولات إيرانية لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، هي اتهامات باطلة وسخيفة". وأجرت الصحيفة الحوار مع وزير الخارجية الإيراني، على هامش مشاركته في قمة منظمة التعاون الإسلامي بالسعودية، والتي اتخذت قرارًا بتعليق عضوية سوريا على خلفية المجازر التي يرتكبها بحق الشعب الرئيس بشار الأسد حليف إيران. وقال صالحي "نعارض بوضوح وشدة تعليق عضوية أي دولة أو منظمة وتعليق عضوية سوريا هو إجراء غير عادل وظالم، ويتنافي مع ميثاق منظمة التعاون الإسلامي، وعلى كل الدول الإسلامية أن تتعاون نحو حل الأزمة بطريقة تساعد على تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة". وأضاف : "نحن نرى أن تعليق العضوية لا يعني التحرك نحو حل الأزمة، كان يجب دعوة الحكومة السورية للمشاركة وحضور الاجتماع؛ حتى يتسنى لها الدفاع عن نفسها، وحتى يستطيع المشاركون الاستماع إلى وجهة نظرها، وهذا هو المنطق والعدل". وكرر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، مواقف بلاده في شأن الأزمة السورية، داعيًا إلى مزيد من المحادثات الجادة الشاملة بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة التي تتمتع بدعم شعبي في سوريا". كما جدد رفض إيران لأي تدخل عسكري في سوريا، وللعقوبات الدولية التي تستهدف الشعب السوري، وتزيد من معاناته ولا تخدم مصالحه". ودعا إلى "تحرك جماعي لوقف المجازر وسفك الدماء"، مؤكدًا على عدم إفساح المجال أمام مقاتلين أجانب للتحرك واللعب بأمن سوريا واستقرارها. وفي شأن البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، قال صالحي: إن بلاده تستخدم العقوبات الدولية المفروضة عليها لتعزيز الإنتاج الاقتصادي في إيران، والذي هو "بحجم900 مليار دولار". وردًا على التلويح الإسرائيلي بتوجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية، وصف صالحي إسرائيل بأنها ورم سرطاني خبيث ومصيرها إلى الزوال. وقال: إن إسرائيل ليست في وضع يخولها شن حرب على إيران، وهذا ما أقرت بها الصحف الإسرائيلية، ولم يستبعد صالحي إغلاق مضيق هرمز الحيوي في الخليج قائلًا: "نحن نعلم أن الخليج شريان مهم وحيوي لإيران والعالم كله، وإيران تتصرف بعقلانية وحكمة ولاتنوي إغلاق هذا الشريان الحيوي الذي يمر به40% من صادرات النفط المنقولة بحرًا في العالم، لكن إذا اضطررنا فعلى إيران أن تبذل كل ما في وسعها للدفاع عن سيادتها وأمنها". كانت إيران قد بادرت بقطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر عقب توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل في مارس 1979م.