أرسل مراقبون رسالة تستطلع، إن كان تزامن اقتحام رفح واكتمال الميناء العائم الذي نفذه الجيش الامريكي معا، يعني مصادفة أم يكون إتجاه لحصار محكم لأهل غزة لإجبارهم على النزوح عبر الميناء؟ وأسند البنتاجون مهام نقل المساعدات على الأرض للامم المتحدة كما أوكلت لجيش الاحتلال تأمين الميناء العائم والذي يعتبر ثغرة مفتوحة تحت بند تقديم المساعدات. ورست سفينتان قبالة سواحل غزة المطلة على البحر المتوسط، قرب الميناء العائم الذي أنشأته الولاياتالمتحدة بدعوى توصيل المساعدات إلى الفلسطينيين في القطاع، جاء ذلك عقب إعلان واشنطن الانتهاء من بناء الرصيف العائم قبالة ساحل غزة، متوقعةً أن تبدأ شاحنات المساعدات في التحرك إلى الشاطئ في الأيام المقبلة، حيث ستتسلم الأممالمتحدة المساعدات وتنسيق توزيعها. تشكك في توزيع المساعدات وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن "الميناء العائم سيبدأ العمل في الأيام القادمة من خلال القنوات الامريكية وبالتعاون مع جيش "اسرائيل". وشككت الأممالمتحدة في عمليات التوزيع، وقال المستشار الإعلامي للأونروا إن الرصيف البحري لا يمكن أن يكون بديلا عن المعابر البرية للقطاع ولن يكون كافيا لمواجهة المجاعة في غزة. ولكنه اعتبر أنه "يمكن اعتباره منفذا جديدا لا بديلا عن المعابر البرية"، منبها إلى أن "المعابر البرية جاهزة تماما إدخال 1000 شاحنة يوميا إن أرادت "اسرائيل". ونقلا عن "رويترز" أعلنت الحكومة البريطانية تسليم مساعدات بريطانية عبر الرصيف العائم في أول شحنة لغزة. وقالت القيادة الوسطى الامريكية (التي نفذت الميناء العائم): "إن شاحنات تتحرك لتحجميل المساعدات من الشاطئ نحو الرصيف العائم". وقال متحدث البيت الأبيض جون كيربي إن الميناء العائم هو ميناء مؤقت لإدخال المساعدات لغزة، وأرسلنا رسائل إلى حماس بشكل غير مباشر عن طبيعة عمل الميناء، و"نطلب من "اسرائيل" إدخال المساعدات عبر المعابر". ومن جانبه، قال رئيس مكتب الإعلام الحكومي في غزة سلامة معروف إنه "في ظل الحديث عن الرصيف المائي فأن المعابر البرية هي الأكثر جدوى وفاعلية لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة". وأكد "معروف" أن إدخال المساعدات هو للحد من أزمة الأمن الغذائي ومنع المجاعة التي تهدد كافة مناطق القطاع".. بديل المعبر ومع إنتهاء العمل في الميناء العائم أعلنت قناة (كان) العبرية أن الانتهاء من أعمال البناء في الميناء البحري قبالة سواحل قطاع غزة، ليتم من خلاله استقبال المساعدات الإنسانية الخميس بديلا عن المعبر "معبر رفح البري".! وهو ما سبق وأشار إليه زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي في 2 مايو من إعلانه عن أهداف الميناء العائم وحدده في عنصرين مهمين: – الولاياتالمتحدة وبريطانيا يريدان أن يكون لهما حضور عسكري من خلال الرصيف العائم في غزة. – الولاياتالمتحدة تريد التحكم عبر الممر البحري بما يتم تقديمه للشعب الفلطسيني في غزة من مساعدات. وذكر تعليقا على هذين العنصرين أن "الولاياتالمتحدة تعارض وقف اطلاق النار وتريد استمرار الابادة في غزة، ورغم ذلك هناك صحوة ضمير في الوسط الطلابي" بحسب ما قال. وفي 15 مارس الماضي، أعلن عن انطلاق سفن مساعدات من ميناء لارنكا في قبرص باتجاه قبالة سواحل غزة محملة بمائتي طن مساعدات ضرورية لاهل غزة إلا أن هذه المساعدات لم تصل إلى الآن. وفي 25 أبريل، قال إعلام العدو إن إصابات بقذائف هاون بعد استهداف الرصيف العائم! فكرة الميناء العائم سبق وأن طرحت في وقت سابق من عام 2016، وفي فبراير من ذلك العام تعهدت سلطة رام الله ومنظمة التحرير بإفشال الميناء! وكان عزام الأحمد وزير الخارجية السابق وعضو المنظمة في 27 فبراير 2016، تعهد وقتها بأن "الميناء العائم بين غزةوقبرص التركية من أهدافه المس بعلاقتنا مع قبرص الموحدة لكننا سنفشله ولن نتنازل عن وحدة قبرص". وأكد، في ذلك الوقت "سنفشل مشروع اقامة ميناء عائم بين قبرصوغزة". ولكن التساؤل أين هو الآن مع إدارة صهيوامريكية؟! آخر الأوراق واستبشر الكاتب الفلسطيني د مصطفى يوسف اللداوي في مقاله "بوابة رفح صورة نصرٍ مهزوزة وسواري أعلامٍ مكسورة" أن "اجتياح رفح أو معبرها، وإغلاق منافذها وإحكام الحصار عليها هي آخر فعلٍ يقوم به العدو ويلجأ إليه، وآخر الأوراق التي يستخدمها بعد يقينه بالعجز وإحساسه باليأس". وأوضح أن للعدو "لم يبق في جعبته شيءٌ يقدمه، أو وسيلة يعد بها مستوطنيه ويمني بها نفسه، فلا أهداف لديه باقية يقدم عليها أو يقوم بها، إلا أن يكرر المكرر ويعيد تجربة المجرب، ويتمنى في كل مرة تغيير النتائج واختلاف المخرجات". ورأى أنه "فما بعد رفح ليس إلا الخسارة والخزي والندامة، ولن يكون أمامه إلا خيار لف جثامين قتلاه، وسحب آلياته والانسحاب من القطاع، والتوسل لاستعادة أسراه واستبدال جنوده، والمقايضة على قتلاه، وجر أذيال الخيبة بعيونٍ كسيرةٍ ونفوسٍ حسيرةٍ، والبحث عن صورة نصرٍ كاذبٍ وغلبةٍ موهومة يحفظ بها ما بقي من ماء وجهه".