وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إعدام قوات الاحتلال أطفالا في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه. وأعدم جيش الاحتلال 13 طفلا فلسطينيا في مستشفى الشفاء ومحيطه بمدينة غزة خلال أسبوع، حيث تلقى المرصد الحقوقي إفادات وشهادات توثق إعدام وقتل أطفال فلسطينيين تتراواح اعمارهم ما بين 14 و16 سنة، بخلاف القتل اليومي والمجازر التي راح ضحيتها الثلاثاء 30 شهيد من عائلة أبو حصيرة في قصف لمحيط الشفاء. وأشار المرصد إلى توثيق إعدام الاحتلال طفلين هما؛ علي إسلام صلوحة (9 سنوات)، وسعيد محمد شيخة (6 سنوات)، بعد استهدافهما بالرصاص الحي بشكل متعمد. وأشارت المنظمة إلى أن حالات الإعدام الموثقة تمثل انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي بما في ذلك القانون الدولي الانساني وبما يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وجريمة حرب الابادة الجماعي التي يتعرض لها الشعب الفسلطيني في قطاع غزة منذ 6 شهور. وكان بعض الأطفال قتلوا اثناء حصارهم مع أهلهم وعوائلهم داخل منازلهم وآخرين خلال محاولتهم النزوح في مسارات سبق وحددها جيش الاحتلال بعد أن أجبرهم العوائل على النزوح من منازلهم وأماكن سكنهم. وأثبت "الأورومتوسطي" ومنظمات أن جيش الاحتلال ارتكب ويرتكب جرائم مروعة بشكل منهجي خلال عملياته العسكرية منذ أكثر من أسبوع (8 أيام) داخل مستشفى الشفاء ومحيطه بما في ذلك عمليات القتل العمد وإعدام خارج نطاق القانون والقضاء، ضد مدنيين فلسطينيين. ومن جانبها قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن الاحتلال يشدد حصاره للكوادر الصحية والمرضى والجرحى، في مجمع الشفاء الطبي، ويحتجزهم داخل مبنى تنمية القو ى البشرية بالمجمع غير المهيأ للرعاية الصحية، ويمنعهم من الخروج، لذلك هم يكررون مناشدتهم لكافة المؤسسات الأممية والمجتمع الدولي، التدخل العاجل لإنقاذ ارواحهم. وذكرت هيئة البث أن جيش الاحتلال يحتجز نحو 240 من المرضى ومرافقيهم و10 من الكوادر الصحية في مبنى الأمير نايف بمجمع الشفاء"، دون تفاصيل إضافية عن واقع هؤلاء المرضى والمرافقين والأطباء. إلا أن أرقاما مؤكدة تشير إلى أن اقتحام جيش الاحتلال لمستشفى الشفاء وقت كان يضم أكثر من 7 آلاف مريض ونازح، ونفذ بحقهم حملة اعتقالات واسعة وقصف المنازل المحيطة بالمستشفى ما خلف عشرات القتلى والجرحى. سبب استمرار الاقتحام وأمام البحث عن أسباب اقتحام جيش الاحتلال لمستشفى الشفاء، رغم عدم تحقيقه لكل الأهداف التي روج لها مسبقًا في اقتحام المجمع الطبي الأكبر في مدينة غزة، استعرض تقرير صحفي لموقع "موندويس" الأميركي، إن قلة من المتتبعين يعلمون أن الإيصال الناجح للمساعدات الغذائية إلى شمال قطاع غزة هو ما دفع جيش الاحتلال إلى شن غارته القاتلة على مستشفى الشفاء في اليوم التالي. وربط التقرير بين الاقتحام واغتيال الشهيد فائق المبحوح مدير العمليات في قوة شرطة غزة، وهي جزء من الإدارة المدنية لحكومة غزة. وأشار إلى دوره على عكس كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- لم يكن المبحوح يعمل بشكل سري في بداية الحرب، لأنه لم يكن مضطرًا إلى القيام بذلك، فقد كان مسؤولا عن تطبيق القانون المدني، وأصدرت حماس بيانًا بعد مقتله أكدت فيه أنه "كان يقوم بنشاط مدني وإنساني بحت". وقالت الصحيفة الأمريكية إن السبب الحقيق تمثل في: إحباط الدور المحوري الذي كان يلعبه فائق المبحوح وأضاف الموقع، بأن المتحدثين العسكريين الإسرائيليين ووسائل الإعلام "الإسرائيلية" صرحوا بأن إسرائيل شنت "عملية دقيقة" على مستشفى الشفاء لاستهداف "أحد كبار نشطاء حماس" أو "قائد كبير في حماس"، الذي زعم الجيش أنه كان يخطط لشن هجمات على إسرائيل. وأوضحت أن تقديم مثل هذه "الادعاءات الوقحة" دون أدلة تبرر مهاجمة المستشفيات والملاجئ كان بمثابة السمة المميزة لسلوك الجيش الإسرائيلي طوال هجومه على غزة. وقال موقع "موندويس" إن الأحداث التي وقعت في الأيام القليلة الماضية تكشف نوايا "إسرائيل" في هندسة المجاعة والمساهمة في الانهيار الاجتماعي، وهو ما يؤكد مرة أخرى أن هذه ليست حربا ضد مقاومة غزة فحسب، بل أيضا ضد شعبها. وأفاد الموقع بأن المعلومات الاستخبارية المسربة لها تؤكد أن المبحوح هو الذي قام بتنظيم عملية إيصال قافلة المساعدات إلى شمال غزة، وذلك بالتنسيق مع العشائر ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) والمنظمات الدولية. واستند الموقع إلى صحيفة "هآرتس"، من أن هذا التسريب الاستخباراتي قد يفسر إسراع "إسرائيل" بإطلاق عملية فورية في المجمع الطبي. ووفق موقع "أكسيوس"، طلبت إدارة بايدن من إسرائيل في فبراير الماضي التوقف عن استهداف أفراد قوة الشرطة المدنية الذين يرافقون شاحنات المساعدات في غزة، محذرة من أن الانهيار التام للقانون والنظام يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل كبير.