نعى الإخوان المسلمون الشيخ والداعية الكبير أحمد المحلاوي، الذي كان من أجرأ من عرفته المنابر المصرية ومساجدها، والإمام الوحيد الذي ذكره السادات في خطبة تاريخية غاضبة أمام البرلمان، بعد أن اعتقله، وخصص له وحده قرابة ساعة من كلمته، وختمها بقوله : "أهو مرمي في السجن زي ال ك ل ب". وقال عنه المتحدث الإعلامي للإخوان المسلمين د. طلعت فهمي: "تتقدم جماعة "الإخوان المسلمون" بخالص العزاء إلى الأمة الإسلامية في وفاة العالم الجليل الشيخ أحمد المحلاوي، الذي كان لسان صدق لدعوته فصدح بكلمة الحق، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وتحمل في سبيل ذلك ما يتحمله المصلحون محتسبا صابرا".
وعبر @mbs_fahmy دعا الله له "نسأل الله أن يتقبله في الصالحين، ويرفع درجاته في عليين ويرزق ذويه ومحبيه وتلاميذه الصبر الجميل، وإنا لله وإنا إليه راجعون". https://twitter.com/mbs_fahmy/status/1766747044431925452
أما المتحدث الإعلامي علي حمد وعلى منصة (اكس) فقال: "رحم الله شيخنا الجليل والعالم الثوري، الصادح بالحق والمناصر له، رحم الله الشيخ أحمد المحلاوي وتقبله في الصالحين وجعل جهده وجهاده في موازين حسناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.".
واعتقل الشيخ أحمد المحلاوي مرات عديدة، ولم يقتصر نشاطه على الدروس والحلقات الدينية وإمامة المسجد فحسب، بل إنه نشط في مخاطبة قضايا الشباب على مدى عقود، وقد نعاه اليوم العديد من العلماء والهيئات.
وفاة أحمد المحلاوي الذي تتلمذ على يديه قادة الإخوان مثل الدكتور إبراهيم الزعفراني، والدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي القيادي بحركة حماس، وكان مسجد القائد إبراهيم الذي كان يؤم الشيخ منبره، علامة بارزة في ثورة يناير 2011 وكان أيضا ملتقى للرافضين للانقلاب، وحدثت عنده مذبحة شهيرة تزامنت مع مذبحة رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013.
الشيخ عبدالعزيز رجب صاحب الدكتوراة في الدعوة الإسلامية وأمين عام اتحاد علماء الأزهر قال: "وفاة فضيلة الشيخ العلامة #أحمد_المحلاوي رحمه الله عن عمر ناهز 98عاما، والذي اشتهر بعلمه، ومواقفه المؤيدة للحق ونصرة القضايا الإسلامية والإنسانية.".
وعبر @abdelazizrgb رجا الله هذا الدعاء "نسأل الله أن يتغمده برحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان، وأن يعوّض الأمة خيرا، وإنا لله وإنا إليه راجعون".
أما رئيس هيئة علماء المسلمين د. علي القرة داغي فاحتسب الشيخ الراحل وقال: "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره نتقدم بالعزاء الحار وصادق المشاعر الطيبة لعائلة ومحبي الشيخ المحلاوي، حيث توفي صباح اليوم الأحد، الشيخ أحمد المحلاوي، في بيته بمدينة الإسكندرية عن عمر ناهز 99 عاما.".
وأضاف من خلال (اكس) @Ali_AlQaradaghi، "رحم الله الشيخ الجليل والعالم الداعية الذي كان يعد دروسه في المسجد أوقاتا للدعوة والتأثير، لقد كانت دروسه تتجاوز مجرد تعليم الحروف والكلمات إلى الوصول للقلوب والعقول، كان يؤمن بأن الناس طاقات كبيرة قادرة على تغيير الديناميكية الاجتماعية، ولهذا كان يعمل على تحفيزهم وتفعيلهم".
وأشار إلى أن الشيخ المحلاوي انتقل "من المسجد إلى الشارع وأثر كثيرا حتى إنه أُقِيل من منصبه كإمام للمسجد، بسبب آرائه السياسية المخالفة للنظام، ولكن لم تكن هذه نهاية، بل كانت بداية لفصل آخر كان هو الأهم في حياته، بدأ تحركا قويا لتأسيس الجمعية العمومية لعلماء المساجد بالإسكندرية، وهو ما كان جسرا لنقل الدعوة من المسجد إلى الشارع".
واعتبر "القرة داغي" أن المحلاوي رحمه الله ليس شيخا دعويا فقط، بل كان رائدا في دمج وظيفة الإمامة والعمل الجماهيري والمعارضة السياسية، كانت ثوريته ونشاطه ودعوته قواما لرفض الطغيان والاستبداد، وكان يعتقد أن المشاركة الدينية والسياسية والاجتماعية يمكن أن تتكامل لصالح الشعب ورفعته".
وفي بيان لها نعت الهيئة العالمية لأنصار النبي صلى الله عليه وسلم عبر حسابها @SupportProphetM الشيخ وقالت: "ببالغ الحزن والأسى وقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تنعي الهيئة العالمية لأنصار النبي صلى الله عليه وسلم فضيلة الشيخ أحمد المحلاوي رحمه الله الذي وافته المنية عن عمر يناهز 98 عاما من الدعوة والعلم والبر والجهاد بالكلمة والموقف، والثبات على طريق الحق وتعليم الناس الخير وإرشادهم إليه فكان المسجد الذي أمَّ الناس فيه "القائد إبراهيم بالإسكندرية" مجمعا للتربية والعلم والتأصيل والوعي ومجابهة الظلم ومراغمة المستبدين، وهو ابن الأزهر الذي هز أعواد المنابر فأخاف الطغاة وحمل هموم الأمة وخاطبهم بما يشغلهم من أمر دينهم ودنياهم، فلانت له القلوب فكان مثالا وإماما ورمزا من رموز مدرسة الأزهري الثائر وامتدادا ثابت الأثر لأصولها وقدوة للعلماء الثائرين من بعده رحمه الله ورفع درجته في عليين".
https://twitter.com/SupportProphetM/status/1766765719742501191 أما حساب المجلس الثوري المصري على (اكس) @ERC_egy فقال: "رحم الله أسد المنابر الشيخ #أحمد_المحلاوي الذي ظل طول حياته يصدع بالحق ولم ينحنِ لحاكم، وهذا جزء من خطبة ألقاها الشيخ انتقد فيها معاهدة # كامب ديفيد والحكام العرب الخونة، وجعلت السادات يعتقله ويتباهى برميه في السجن، منعه مبارك من الخطابة حتى ثورة يناير حين عاد خطيبا وثائرا.". https://twitter.com/ERC_egy/status/1766833085985763463
وولِد الشيخ أحمد عبد السلام المحلاوي في 1 يوليو 1925م، في قرية عزبة المحلاوي بمحافظة كفر الشيخ، والتحق بالدراسة الأزهرية حتى أنهى دراسته بكلية الشريعة بالقاهرة عام 1954م، وعُيِّن بعد ذلك إماما وخطيبا ومُدرسا في وزارة الأوقاف بمدينة البُرُلُّس بمسجد السطوحي عام 1957م.
وقضى عمره في طلب العلم وتعليمه، ونشر الدعوة والوعي، ومجابهة الظلم ومراغمة المستبدين، ويعد الشيخ المحلاوي من رموز مدرسة الأزهري الثائر، فكان الإمام الثائر، والخطيب الذي يهز أعواد المنابر، والمربي الذي جلس تحت أقدامه الجميع، ونهل من تجربته أصحاب المدارس المختلفة بمسجده الشهير "القائد إبراهيم" في الإسكندرية.
في 4 فبراير 2011 بعد ثورة يناير قام المحلاوي أدى خطبة الجمعة بمسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية لأول مرة منذ 15 عاما بعد منعه طوالها، وظل يحشد المتظاهرين حتى رحيل مبارك عن الحكم الجمعة 11 فبراير 2011.