شيّع عدد كبير من المصريين والعرب الكاتب والمفكر المصري الدكتور محمد الجوادي بعد صلاة الجمعة 9 يونيو 2023، من مقابر أبو هامور بقطر، بعدما توفي صباح الجمعة عن عمر ناهز 65 عاما، بعد معاناته بشدة من مرض السرطان في دولة قطر، وخيَم الحزن على محبيه على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ترك بصماته العلمية الموسوعية في شتى مناحي العلوم الإنسانية، ويلقبه محبوه ب"أبو التاريخ". وعبر حسابه على تويتر كتب أدمن الصفحة "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ننعي إلى الأمة العربية والإسلامية علما من أعلامها، فقد كانت جهوده العلمية الموسوعية في شتى مناحي العلوم الإنسانية، ننعي الدكتور محمد الجوادي الذي وفاته المنية فجر اليوم بعد صراع طويل مع المرض، خالص العزاء لأسرته خاصة وكافة متابعيه ومحبيه". ونقل الصحفي عبدالفتاح فايد مدير مكتب الجزيرة السابق بالقاهرة مقطع فيديو لتشييع الدكتور الجوادي في مقابر أبو هامور بالدوحة، حرصوا على حضور الدفن رغم الحرارة الشديدة، قائلا": "حضر الآلاف صلاة الجنازة في مسجد مقبرة أبو هامور عقب صلاة الجمعة". https://twitter.com/fayednet/status/1667109638158811136 الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. علي القرة داغي نعاه واسترجع ربه فيه وكتب عبر @Ali_AlQaradaghi، إنا لله وإنا إليه راجعون، تلقيت خبر وفاة الدكتور محمد الجوادي، أقول لأسرته ومحبيه : "عظم الله أجركم وأحسن الله عزاءكم وغفر الله لميتكم وأسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان ويربط على قلوبكم، إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم ارحمه واغفر له واجعل قبره روضة من رياض الجنة".
مثل زخات المطر وشارك د. محمد الصغير عبر "تويتر" صورا لتشييع د. الجوادي في قطر مضيفا أن حياته "حافلة بالعطاء في مجالات عدة، أولها التاريخ ثم الطب والأدب، والفكر والسياسة والإعلام، وهو عضو مجمع الخالدين في مصر".
وأضاف أن "الأعداد الغفيرة التي حضرت الجنازة مع ارتفاع درجة الحرارة، أن كلمة الحق ومواقف الصدق، يبقى أثرها ويتردد صداها، وتتابع مثل زخات المطر في ساحة معركة الوعي". https://twitter.com/drassagheer/status/1667139211613405185
وقال الإعلامي أيمن عزام تعليقا على وفاته: "في يومٍ يليق به يوم الجمعة ولا نزكيه على الله، رحل إلى ربه الحبيب الدكتور محمد الجوادي أبو التاريخ، بعد مسيرة تفيض صفحاتها بالعلم والعمل والكرم والجود في حب الأمة والوطن، تقبله الله في الصالحين وجعل مقامه في أعالي جنات الخالدين ولله الأمر جميعا". أما الصحفي أحمد حسن الشرقاوي فقال: "عرفته في مصر من خلال كتبه الغزيرة والقيمة، لكن معرفتي الشخصية المباشرة والوثيقة معه بدأت في قطر منذ العام 2013، وكان نعم الأخ والصديق الصدوق حتى غادرت البلاد مؤخرا للمعيشة والاستقرار في أميركا".
وأضاف "كنا نزوره في مقر إقامته وأدخل معه في مناقشات علمية وفكرية تمتد لساعات طويلة، يبدو فيها كجبل شامخ من جبال العلم، أو موسوعة تشبه سحابة ضخمة مملؤة بالكثير من المعارف، أو شجرة وارفة الظلال ما إن تتفيأها أو تجلس أمامها طالبا المعرفة، ويتيقن هو أنك تستحق تلك المكانة، حتى ينهمر عليك العلم انهماراَ، فتروي معارفه شغف الشغوف، وتطفئ عطش الجوال في قفار المعرفة التي لا تتوافر كثيرا على واحة غناء من العلوم والثقافة".
وأوضح أنه كان رحمه الله "يحترم الاختلاف فقط عندما يعرف أن المختلف معه يستند في رأيه المخالف لجهد بذله في البحث والدراسة والتقصي، وكثيرا ما اختلفت معه في آراء ووجهات نظر طرحها أمامي، وكان في بعض الأحيان يحيلني إلى وثائق وكتب ومراجع وبعد أن أقرأها أعود إليه، إما معترفا بخطئي أو متسلحاَ بالمزيد من الحجج والقرائن التي أدافع بها عن رأيي". وأبان أن "أقسى لحظاته عندما تضم الجلسة الفكرية أو الثقافية أحمقاَ أو جاهلاَ أو مغروراَ يسعى للتقليل من أهمية ما يقوله "الأستاذ" الذي يتبوأ محرابه العلمي، ويريد للحاضرين أن يكونوا على مستوى تلك الجلسة الجادة في هذا المحراب". https://twitter.com/sharkawiahmed/status/1667045600930439170 وشارك العشرات العزاء، الإعلامي نور الدين عبد الحافظ الذي ودعه بالقول : "وداعا أيها الحبيب، يا طبيب العقول، يا حبيب الشرفاء يا خصم الجهل و خصيم الغباء، وداعا و إلى لقاء". https://twitter.com/noureldinmoh/status/1667012111434752001/photo/1 بينما نعاه الكاتب السوري الدكتور أحمد موفق زيدان وقال: "رحل اليوم عن عالم الدنيا الفاني إلى عالم البقاء الأبدي الأستاذ والأخ الفاضل محمد الجوادي، بعد مرض مزمن عضال، نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل مرضه ومعاناته كفارة له، ورفعة له، كان أخا وأستاذا، همة ونشاطا، عارض عصابات السيسي، وقضى حياته مهاجرا، فاللهم عظم أجر أهله وأحبابه". https://twitter.com/ahlaamm___2020/status/1667003246127267841
أما "اليوتيوبر" عبدالله الشريف فكتب عبر @AbdullahElshrif، "إنا لله وإنا إليه راجعون، الدكتور #محمد_الجوادي كان مثالا لقوله سبحانه وتعالىٰ "رَبِّ بما أنعمتَ علي فلن أكونَ ظَهيرًا للمجرمينَ" أستاذ طب القلب والأوعية الدموية صاحب المائة مؤلف في التاريخ والأدب الذي فر بدينه ولم يبع تاريخه وعلمه لثلة من المجرمين، رحمة الله عليك يا #أبا_التاريخ". https://twitter.com/saiedibnnasser/status/1667081362191392768 وعلق المستشار الإعلامي السابق للرئيس د. محمد مرسي أحمد عبدالعزيز قائلا: "وترجل الجوادي بعد حياة حافلة بالعطاء، سياسة، ولغة، وتدريسا، وتأريخا، وتغريدا، رحم الله الدكتور #محمد_الجوادي وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وألهم آله، وتلاميذه، ومحبيه الصبر والسوان، وأحسن عزاءنا جميعا فيه". https://twitter.com/AAAzizMisr/status/1667137106584678400 معارض بارز للانقلاب وخلال السنوات الأخيرة (2013-2023) كان الجوادي من أبرز المعارضين وأنقحهم حجة ضد الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب "الشهيد محمد مرسي" والذي قام به وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي على الرئيس الشهيد. وحقق الجوادي على مدى تاريخه إنجازات تنوعت بين الطب والأدب والتاريخ والنقد واللغة والفكر السياسي والتنموي، وأهلّه تاريخه العلمي والعملي ليكون أصغر مصري على الإطلاق يحصل على ثمانية تكريمات رفيعة المستوى، فهو أصغر من نال عضوية مجمع اللغة العربية عام 2003، كما أنه أصغر من حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 2004. حيث إنه من مواليد فارسكور دمياط 1958م، وجمع بين التفوق في الدراسة والعمل السياسي لاحقا، وأسس نادي جامعة علوم القاهرة، وأسس بعد ذلك نادي جامعة الزقازيق للشباب والعلوم والبيئة. ونشر له له منذ 1978 وحتى الآن أكثر من مئة كتابِ في التاريخ والأدب والتراجم، فضلا عن مئات الدراسات والمقالات. وقضى حياته الوظيفية متدرجا في سلك هيئة التدريس حتى نال درجة الأستاذية في طب القلب والأوعية الدموية بكلية الطب جامعة الزقازيق، وبالإضافة إلى هذا شغل العديد من المناصب والمسؤوليات الطبية والعلمية والصحفية والاقتصادية والإنسانية.