عجوز تخرج من سجن أسيوط العمومي في حالة هيستيرية من الصراخ والعويل والحسبنة والدعاء على الظالمين بكل ما أوتيت من ضعف ووهن وقلة حيلة". هذا ما فعلته والدة شاب يبلغ من العمر 23 عاما يدعى فرغلي، ألقت مليشيات الانقلاب العسكري القبض عليه عن طريق "الخطأ" من الشارع يوم 14 أغسطس من العام الماضي، لمجرد الاشتباه به، ومحبوس انفراديا بسجن أسيوط العمومي. وروت العجوز تفاصيل ما يتعرض له ابنها من معاملة غير آدمية قائلة: "ابني محبوس ظلم من عشر شهور .. ومش مكفيهم حبستهم ليه.. حبسوه حبس انفرادي من 6 شهور في زنزانة متر في متر عشان ظابط اشتبه في اصابته "بالجرب"!.. وبقاله 6 شهور مش بيدخلوه الحمام.. وبطل يصلي من 6 شهور لأنه معادش في وسيلة للطهارة يقدر يوصلها". وأضافت بحسب ما نقلتها صفحة "انتفاضة السجون": "فرغلي كانت حالته النفسية ساءت بعد اعتقاله لكن وجوده وسط الإخوة في حلقات الذكر والصيام والقرآن كانت بتهون عليه كتير.. ده كان أول أربع شهور.. لكن من بعد ما نقلوه زنزانة الحبس الإنفرادي وهو حالته النفسية بتزداد سوء .. بيشوف هلاوس ويكلم نفسه وبيتهيألة احداث مبتحصلش.. ابني كان زي الفل قبل ما يدخل عندهم.. كان عزاءه الوحيد في المصحف اللي دخلتهوله بعد ذل للمأمور.. لكن حتى ده حرموه منه". وأوضحت أن أحد الجنائيين كان يتضايق من صوت ابنها العالي في أثناء قراءته للقرآن، مشيرة إلى أنه رغم وجوده في زنزانه انفرادية إلا أن الجنائيين دخلوا عليه بإذن من المأمور وضربوه وفتحوله وشه وأخذوا منه المصحف. وأشارت إلى أن ابنها كان يبكي مثل الطقل طالبا منها مصحفا جديدا، قائلا لها "معنديش حد اكلمه غيره!"، لافتة إلى أنها بتدخل الشمع "بالدّس" من ورا العساكر؛ لأن الشمع ممنوع.. وابنها عينه ضعفت من القراءة على الضلمة أو على بصيص النور اللي بيدخل من عقب باب الزنزانه. وقالت إن سبب انهيارها أنها رأت ابنها بين الحيا والموت.. مريض بدور إنفلونزا وحمى مميتين.. وممتنع عن الطعام والدواء وغير قادر على النوم، حتى أنها ظنت انهم اغتصبوه حين رأت ملابسه بها دم بسبب منعه من دخول الحمام وقضائه حاجته في ملابسه. وأوضحت أنها لأول مرة يسمحوا لها أن تأخذ مواعين الأكل لغسلها في المنزل وإعادتها مرة أخرى، مقسمة بالله أن المواعين كلها طين متراكم ولم تنظف إلا بالنقع والكلور والمياه المغلية.