لا شك أن نساء غزة هن الأسوأ واقعا بين نساء العالم في هذا اليوم الذي يفترض أن يكون يوم التكريم لكل بنات حواء؛ حيث استشهد منهن 9 آلاف برصاص قوات الاحتلال الصهيوني، كما فقدت 2100 منهن، ووفقا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن 6 آلاف امرأة حامل يعشن حياة قاسية وأوضاعا بالغة الصعوبة نتيجة الحرب الإسرائيلية الوحشية. وفيما احتفل العالم، اليوم، باليوم العالمي للمرأة الذي يحين سنويا في الثامن من مارس؛ أشارت "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين" إلى أن 63 امرأة يقتلن يوميا في قطاع غزة بينهن 37 أما يفقدن عائلاتهن.
مقرّرة الأممالمتحدة الخاصة المعنية بالعنف ضدّ المرأة ريم السالم لفتت إلى ضرورة "وقف القتال وإدخال المساعدات وإسرائيل تتحمل المسؤولية كقوة محتلة"، مشيرة إلى أن "وضع المرأة الفلسطينية هو الامتحان الذي فشل فيه المجتمع الدولي".
وأشارت إلى "ظروف غير إنسانية يعيشها النساء في قطاع غزة في ظل نقص المساعدات".
وأشارت السالم إلى أنّ عاملين ميدانيين كثيرين "لا يجدون الكلمات المناسبة لوصف ما يعاني منه الفلسطينيون في قطاع غزة، ومستوى الألم والرعب الميداني الذي لا يوصف"، واصفة القطاع بأنّه "جحيم حقيقي".
وقالت مقرّرة الأممالمتحدة الخاصة المعنية بالعنف ضدّ المرأة إنّ الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة طاولت خصوصاً النساء والأطفال، وإنه "من غير المقبول السماح باستمرار هذه الإبادة الجماعية ضدّ النساء والأطفال الفلسطينيين".
وأكدت السالم أنّ هؤلاء "يتعرّضون لجرائم حرب، لأنّهم فلسطينيون، و(النساء) لأنهنّ نساء".
مسيرة بالقاهرة وللفت الأنظار إلى أزمة نساء غزة تظاهر عشرات السيدات بالقاهرة للتضامن مع المرأة الفلسطينية بمناسبة يوم المرأة العالمي. فيما حاصرتها قوات أمن الانقلاب، كالعادة. انطلقت المسيرة من أمام اتحاد المرأة الفلسطينية في شارع رمسيس، وحاصرها الأمن في شارع عرابي ومنع توجهها إلى شارع طلعت حرب بوسط القاهرة.
أزمة الأمهات تعاني الأمهات في غزة مشاكل صحية نتيجة سوء التغذية، تحول دون تمكنهم من إرضاع أطفالهن بشكل طبيعي، بسبب الظروف الصعبة التي خلفها العدوان الإسرائيلي على القطاع، منذ أكثر من 154 يوما على الحصار الخانق والضربات الوحشية.
وتقول الطبيبة الفلسطينية رجاء جهاد؛ إن هناك نقصا شديدا في المستلزمات الطبية.
وتابعت: "تأتي الأم الحامل وهي تعاني من سوء التغذية، ودون أي تحضيرات للولادة ودون احتياجات الرضيع، ولا يوجد معها أي وجبة غذائية لما بعد الولادة الطبيعية".
وأشارت الطبيبة إلى أن الطواقم الطبية في مستشفى حلو الدولي، تعاني من انقطاع التيار الكهربائي والعمل في الظلام الدامس ونقص مواد التعقيم والأدوية والمستلزمات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المولدات الاحتياطية".
قال المكتب الإعلامي الحكومي إن الاحتلال "الإسرائيلي" قتل خلال حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة 8,900 امرأة فلسطينية وأصاب أكثر من 23,000 في حين هناك 2,100 مفقودة وأكثر من نصف مليون نازحة.
ثمن الحرية والكرامة من جانبه أشار "المكتب الإعلامي الحكومي في غزة" إلى أن المرأة الفلسطينية ما زالت تدفع ثمناً باهظاً مقابل الحرية والكرامة.
وقال المكتب الإعلامي: إن هذا اليوم العالمي يأتي على المرأة الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة ليكون مثالاً حقيقياً لإذلال المرأة وقتلها وإطلاق النار عليها وتعذيبها إجبارها على النزوح وليس رفع شأنها وتكريمها.
وأضاف: تأتي هذه المناسبة العالمية في الوقت الذي يقتل فيه جيش الاحتلال "الإسرائيلي" المرأة الفلسطينية بدم بارد في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على المدنيين والأطفال وعلى المرأة الفلسطينية، وفي الوقت ذاته يقف العالم متفرّجاً على هذه الكارثة وهذا الانتهاك الخطير ضد المرأة الفلسطينية دون أن يُحرك ساكناً.
وأشار إلى أن الاحتلال هدم مئات المنازل فوق رؤوس النساء الفلسطينيات، وبات في عداد النساء المفقودات أكثر من 2,100 امرأة فلسطينية مازالت تحت الأنقاض أو أن مصيرها مازال مجهولاً نتيجة هذه الحرب "الإسرائيلية" الوحشية التي جعلت 60,000 سيدة حامل تعيش حياة قاسية وبالغة الصعوبة، تفتقد خلالها لأبسط متطلبات الرعاية الصحية والطبية، ومنهن المئات اللواتي فقد أبنائهن أو مواليدهن أو أجنتهن الذين في أحشائهن نتيجة القصف والخوف والقتل "الإسرائيلي".
نصف مليون نازحة وذكر أن هذه المناسبة تأتي في ظل وجود أكثر من نصف مليون امرأة فلسطينية نازحة في قطاع غزة تعيش حياة بالغة الصعوبة، لا تتمكن خلالها من الحصول على أدنى حقوقها، لا تستطيع الحصول على الغذاء فتعيش المجاعة في جميع محافظات قطاع غزة، وفي محافظتي الشمال وغزة تحديداً، كما أنها تبحث عن الغذاء والدواء والإيواء فلا تستطيع توفير كل ذلك وسط هذه الحرب الوحشية.
كما أشار إلى اعتقال الاحتلال للعشرات من النساء الفلسطينيات اللواتي يتعرض للتعذيب الجسدي والنفسي وسوء المعاملة والإهانة في ظل صمت دولي فظيع.
وشدد على أن المرأة الفلسطينية هي في أمس الحاجة إلى الدفاع عن حقوقها ومتطلبات حياتها كافة، لا أن يتم قتلها وإطلاق النار عليها واعتقالها وإجبارها على النزوح والتهجير كما يفعل جيش الاحتلال بها منذ أكثر من خمسة شهور متواصلة.
صمود أسطوري وحيا صمود المرأة الفلسطينية وسط ظروف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال وهذه الظروف الصعبة التي تعيشها، ونُثمن دورها في بناء المجتمع الفلسطيني وتعزيز صموده.
وحمِّل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية ذات العلاقة؛ نحملهم كامل المسؤولية تجاه حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية وتجاه هذه الظروف القاسية التي أجبرها عليها الاحتلال وشارك العالم فيها وصمت آخرون عن هذه الكارثة.
وطالب كل دول العالم الحر والمجتمع الدولي بضرورة العمل على إنهاء الاحتلال "الإسرائيلي"، لكي تتمكن المرأة الفلسطينية من العيش بكرامة وحرية.
كما طالب بإنقاذ المرأة الفلسطينية من جرائم الاحتلال "الإسرائيلي" المتواصلة بحق المرأة الفلسطينية من قتل وإطلاق نار واعتقال وإهانة وتعذيب وإجبار على ترك منزلها ومدينتها وحيها السكني.
إعدامات عشوائية وعبّرت خبيرات لدى الأممالمتحدة عن قلقهنّ إزاء ادّعاءات موثوقة بشأن انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان تتعرّض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية، وسط الحرب المتواصلة على غزة لليوم ال136، علماً أنّ النساء في الحروب هنّ من الفئات الأكثر هشاشة ويُصار إلى استضعافهنّ أكثر فأكثر.
جاء ذلك في تقرير نشره مكتب المفوّض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، صدر مؤخرا، نَقَل مخاوف سبع خبيرات لدى الأممالمتحدة إزاء ما تتعرّض له النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربيةالمحتلة، وسط الحرب المتواصلة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأفادت هؤلاء الخبيرات بأنّ تقارير تحدّثت عن تعرّض نساء وفتيات فلسطينيات لإعدامات عشوائية في قطاع غزة، وفي غالب الأحيان مع أفراد أسرهنّ، بما في ذلك أطفالهنّ، بحسب المعلومات الواردة. وقالت الخبيرات: "لقد صدمتنا التقارير التي تتناول الاستهداف المتعمّد والقتل خارج الإجراءات القضائية للنساء والأطفال الفلسطينيين في الأماكن التي لجأوا إليها، أو في أثناء فرارهم"، مشيرات إلى أنّ "عدداً من هؤلاء كانوا يحملون قطعاً من القماش الأبيض عندما قُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي أو القوات التابعة له".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن حملة حرب مدمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، مما أسفر حتى الخميس عن "30 ألفا و800 شهيد و72 ألفا و298 إصابة، معظمهم أطفال ونساء".