قالت د. نادية مصطفى -أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن مقاطعة الشعب المصري للتصويت في مسرحية انتخابات العسكر "انتفاضة من أجل الإنسانية ضد شرعية الرئيس قائد الانقلاب". وأوضحت فى مقال لها بموقع مصر العربية، أمس، "أنها انتفاضة فكرية مصرية ضد مفهوم التدين السيساوي وضد الدم الذي لطخ صور الدعاية السيسية، وضد فزاعة الإرهاب الوهمية، وضد الدفع بالمصريين للكراهية والاقتتال الأهلي.. إنها انتفاضة فطرية بحثًا من جديد عن روح ثورة 25 يناير". وأضافت "مصطفى" أن الإعلام لم يتمكن من الاستمرار في كذبه ليخفيها من هول تجليات هذه الصدمة، ، ولم يتمكنوا من إخفاء خيبة الأمل أو الاعتراف بالفشل.. وتم ذلك بطريقة هيستيرية مرتبكة غير منظمة، تعكس الخوف من الحساب أكثر مما تعكس التحليل العقلاني للأسباب". وأوضحت أن هذه الهيستريا تدل على أنه كان هناك مخطط دءوب منظم ذو منهاجية محددة، اعتقد أصحابه أنه سيقود إلى ما قاد إليه مخطط عامٍ بأكمله لإفشال د.مرسي, أي اعتقدوا أنه سيقود إلى 30 يونيو أخرى، لتعطي هذه المرة الشرعية التي يلهث ورائها قائد الانقلاب العسكري، ليضحك على العالم من جديد بأن ما حدث كان ثورة وليس انقلابًا، وأنه لم يقفز على السلطة، ولكنه استجاب لرغبة الشعب في الترشح كما استجاب لندائه في 3 يوليو. وأشارت إلى أن "اللوثة التي أصابت مواقف الإعلاميين تجاه الناخبين (الاستجداء، الإهانة، التوبيخ، التسفيه، قله الأدب..)، مصحوبة بلوثة أخرى أصابت الحكومة والسلطة (إعطاء إجازة اليوم الثاني من الانتخابات، مد الانتخابات ليوم ثالث، الإعلان عن تحصيل الغرامات من المقاطعين، الإعلان عن تذاكر مجانية للمغتربين للإدلاء بأصواتهم في لجانهم..)، تدل على شيء واحد، هو أن اللعبة فشلت هذه المرة، وأن السحر انقلب على الساحر، وأن فطرة الشعب المصري كشفت الأقنعة عن حقيقة هذه المهزلة الانتخابية الباطلة.