شهدت أسعار الدواجن في بورصة الدواجن المصرية قفزة سعرية غير مسبوقة، حيث تجاوز السعر في السوق 100 جنيه للكيلو، نظرا لارتفاع سعر الكيلو في المزرعة ليصل إلى 85 جنيها، وسط توقعات بزيادة كبيرة خلال الفترة المقبلة خاصة مع دخول شهر رمضان وزيادة الاستهلاك بنسبة تصل إلى 20%. يشار إلى أن سعر كيلو الفراخ في المزارع، تجاوز ال 85 جنيها، ليصل إلى 100 جنيه للمستهلك، وفي بعض المناطق يباع بنحو 110 جنيهات، بينما بلغ سعر كيلو الفراخ الحمراء 95 جنيها بالمزرعة ليباع بحوالي 115 جنيها للمستهلك، فيما بلغ سعر كيلو البانيه 220 جنيها بزيادة 40 جنيها عن الأيام الماضية. كانت أسعار الدواجن وبيض المائدة قد ارتفعت إلى مستوى قياسي انعكاسا لارتفاع أسعار الأعلاف وهي المدخل الأساسي لصناعة الدواجن، وعلى الرغم من تراجع الدولار في السوق الموازية خلال اليومين الماضيين إلا أن أسعار السلع لم تتراجع. أسعار الأعلاف حول هذه الارتفاعات الجنونية في الأسعار قال الدكتور عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الدواجن في الغرفة التجارية: "هذا نتيجة طبيعية لأننا جميعا لا نتعلم من أخطائنا السابقة خلال أزمة الدواجن في عام 2022 والارتفاع الملحوظ في أسعارها نتيجة لخروج المربين الصغار وانخفاض عدد دورات الإنتاج، نتيجة لارتفاع أسعار الأعلاف وانخفاض الكميات المفرج عنها والتي لا تكفي الإنتاج" . وأضاف السيد في تصريحات صحفية، أن أزمة ارتفاع أسعار الدواجن أسبابها معلومة للجميع ولا تجد أي حلول على أرض الواقع، والتي تتمثل في ارتفاع أسعار الأعلاف بسبب أزمة الدولار ليصل سعر الطن إلى أكثر من 30 ألف جنيه، كذلك ارتفاع سعر طن فول الصويا والذرة الصفراء، متوقعا استمرار ارتفاع أسعار الدواجن خاصة مع حلول شهر رمضان وزياد الاستهلاك مقابل انخفاض معدلات الإنتاج. وشدد على أهمية الاتجاه إلى استيراد الدواجن خلال الأيام المقبلة وقبل شهر رمضان، مشيرا إلى أن ارتفاع سعر الدولار أدى لارتفاع تكلفة الإنتاج، حيث بلغ سعر فول الصويا 44 ألف جنيه للطن ومرشح للزيادة، وهو سعر غير منطقي بالمرة، مما يؤدي إلى ارتفاع سعر التكلفة وسعر كيلو الدواجن. وأكد السيد أننا نواجه أزمة كبيرة والمفروض وضع خطة تتضمن استيراد دواجن من الخارج للحد من أزمة نقص الإنتاج ويشعر المواطن مطالبا وزارة التموين بحكومة الانقلاب أن تقوم من خلال هيئة السلع التموينية بالإعلان عن ذلك واستيراد دواجن من الخارج. وقال: إنه "من المؤكد ستواجهنا أزمة في شهر رمضان وارتفاع الأسعار بشدة في ظل نقص الإنتاج وارتفاع أسعار الأعلاف نتيجة لسعر الصرف، خاصة أن الارتفاع في الأسعار غير طبيعي وغير عقلاني، متوقعا أن تصل أسعار الأعلاف والدواجن أكثر من أزمة العام الماضي وقبل الماضي، لأن المنتج أو المستورد يقوم بحسابها وفقا لسعر الصرف للدولار في السوق الموازي". مدخلات الصناعة وأكد الدكتور محمد صالح، عضو مجلس إدارة الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، أن ارتفاع أسعار الأعلاف إلى مستويات قياسية انعكس على أسعار الدواجن وبيض المائدة. وقال صالح في تصريحات صحفية : "توقعنا زيادة الأسعار منذ ارتفاع الدولار بشكل غير منطقي، وكل تجار الأعلاف والأدوية ومستلزمات الصناعة رفعوا أسعارهم ". وأضاف، دورة الدواجن 35 يوما وتستهلك 50% من الأعلاف في أخر 12 يوما بالضبط؛ مشيرا إلى أنه حذر من ذلك من قبل وقال يجب أن يكون هناك تعاون بين وزارتي الزراعة والتموين بحكومة الانقلاب لتحديد سعر التكلفة يوميا؛ ويكون ذلك الحد السعر الذي لا يجب أن يزيد السوق عنه أو يقل . وكشف صالح أن منتجي الدواجن طلبوا ذلك في اجتماع مع رئيس وزراء الانقلاب وقد وافق على المقترح، بحيث نحدد تكلفة كيلو اللحم من الدواجن بناء على أسعار مدخلات الصناعة وكذلك سعر البيض كل أسبوع، بحيث لا يستطيع أحد زيادة السعر؛ أحيانا نجد السعر تراجع أو ارتفع بسبب العرض والطلب وهذا لا يحافظ على الصناعة ويؤدي إلى عزوف البعض عن الصناعة والخروج من السوق. شهر رمضان وأشار إلى أن السوق يسعر السلعة في الوقت الحالي؛ التجار يحصلون على الدواجن من المزرعة وهم حلقة الوصل بين المزرعة وبين المحال التي تبيع المنتج النهائي للمستهلك؛ وأغلبية من يعملون في هذه الحلقة غير مسجلين ويهمهم الشراء بأرخص سعر ويقومون بالبيع بأعلى سعر وهم معروفين بالاسم وأماكنهم موجودة. وتابع صالح : كرتونة البيض في المزرعة اليوم بسعر 150 جنيها وهي تكاد تكون تغطي التكلفة بهذا السعر؛ لأن هناك ارتفاع كبير في أسعار الأعلاف وهي المدخل الأساسي للإنتاج؛ متوقعا أن تتراجع الأسعار بعد تراجع الدولار في السوق الموازية . وقال: "يمكن للمواطن التوقف عن الشراء الأسبوع الجاري انتظارا لتراجع الأسعار الأسبوع المقبل؛ ونحن مقبلون على شهر رمضان وهو موسم يكون فيه أعلى معدلات استهلاك لجميع المنتجات وهو ما يزيد الأسعار، ولكن كل الشركات الكبرى في اتحاد منتجي الدواجن مستعدة لزيادة الإنتاج تحسبا لزيادة الطلب". أزمة كبيرة وقال الخبير الزراعي الدكتور خليل المالكي: إن "نقص الأعلاف أزمة كبيرة تعاني منها الأسواق منذ فترة زمنية طويلة، مشيرا إلى أن السبب معروف لدى الجميع وهو أننا نستورد كميات لا حصر لها من الخارج مما يكلف خزينة دولة العسكر مبالغ طائلة خاصة في الوقت الحالي بسبب ارتفاع سعر الدولار واقترابه من ال 70 جنيها في السوق السوداء". وطالب المالكي في تصريحات صحفية بضرورة تصنيع الأعلاف محليا وتقليل فاتورة الاستيراد من الخارج، خاصة وأن الأعلاف تعد سلعا أساسية وهي المصدر الأساسي للحوم والدواجن . وأكد أن السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار الثروة الحيوانية والثروة الداجنة يتمثل في الأزمة الكبيرة التي حدثت مؤخرا في الأعلاف، وعدم توفيرها في الأسواق بالشكل المطلوب بحجة عدم وجود عملة صعبة في البنوك.